كن مراقب بدقة لأعمالك !!

إن مما يحبط أعمال العاملين ويخيب سعيهم الرياء في العمل وهو أن يطلب العبد بعمله ثناء الناس ومدحهم وذكرهم قال الله تعالى في حق المرائين بنفاقهم : ( كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابل فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [ 264 البقرة ] .

 

وفي حديث أبي أمامة قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله ؟ قال : لاشيء له . فأعاده عليه ثلاثاً كل ذلك يقول : لاشيء له . ثم قال : ( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه) رواه أبو داود والنسائي ، وهذا يفيد أن العمل الذي لا يبتغى به وجه الله تعالى باطل لا ينفع صاحبه ، فكل من عمل عملاً طلب فيه غير وجه الله تعالى فإن عمله مردود عليه وليس له عند الله فيه من خلاق.

 

وإن مما يحبط العمل ويجعله هباء منثوراً انتهاك حرمات الله تعالى في الخلوات فعن ثوبان مرفوعاً : ( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً يجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً . قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) رواه ابن ماجه بسند صحيح.

 

وإن مما يحبط العمل ويفسد السعي التألي على الله تعالى المصاحب للعجب فعن جندب – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( إن رجلاً قال : والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال : ( من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان ؟ قد غفرت لفلان وأحبطت عملك ) أخرجه مسلم .

 

فكونوا مراقبين بدقة لأعمالكم ، واعلموا أن من السيئات ما يذهب الحسنات فذروا ظاهر الإثم وباطنه كما أمركم الله تعالى بذلك وأسأل الله لي ولكم الإخلاص في القول والعمل وحسن الختام عند انتهاء الأجل .