الجنوب بين مطرقة الاحتلال وسندان الاحتلال

 
 
ناضل الشعب الجنوبي وقدم التضحيات الجسام من اجل التحرير من المستعمر البريطاني ومن ضمن الذين ناضلوا هم الجبهة القومية وكانت ثمرت هذا النضال هو إعلان الاستقلال الوطني للجنوب في 30 نوفمبر 1967م يوم استقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني فمنذ ذالك التاريخ دخلت الجنوب في مرحلة جديدة حيث خرج المستعمر ودخل الاحتلال المتمثل في الجبهة القومية (( مجموعة الرفاق )) واستمر هذا الاحتلال لفترة لا باس بها حيث استبدل ذالك الاحتلال بالاحتلال الأكثر قوة وعنف إلا وهو احتلال الحزب الاشتراكي اليمني للجنوب فقد يقول البعض إن كلامي هو تخريف كيف يحتل وطن من قبل أبنائه
 

الاحتلال ليس بالضرورة إن يكون احتلال عسكري أو من دولة أو شعب أخر ولكن قد يكون احتلال فكري وهذا ما اقصده هنا فقد عمل الرفاق على نشر ثقافة معينة كانت تسمى حينها بالاشتراكية العلمية وهي بالأصل بعيدة كل البعد عن هذا المصطلح فلو تدبرنا مصطلح اشتراكية وما هو معناها فنجد ان كلمة اشتراكية تعني الشراكة ولكن الرفاق بالحزب الاشتراكي كان شعارهم لا شريك لي ومن منا لا يعرف أو لم يسمع بشعار لا صوت يعلوا فوق صوت الحزب فقد اعلي صوت الحزب فوق صوت الله والوطن والحق .
مما سبق نستنتج إن الجنوب رزح تحت احتلال فكري شمولي لا يقبل بغيره لفترة من 1967م إلى 1994 م وهو ليس اقل ضرر من أي احتلال للجنوب حيث انه هو أول من صادر الهوية الجنوبية .
وفي 1994/7/7م دخل الجنوب في احتلال جديد إلا وهو الاحتلال اليمني احتلال بالمعنى المتعارف علية حيث استبيحت ارض الجنوب ودمرت خلال اجتياحها عسكريا في ذالك التاريخ فكان للاحتلال السابق يدا في مساعدة الاحتلال اليمني في احتلال الجنوب من خلال العداوات التي زرعها في ارض الجنوب التي دعت المتضررين منه إلى الانقسام إلى قسمين الأول لزم الصمت خوفا من عودة الاحتلال الفكري الشمولي والقسم الأخر حارب إلى جانب قوات الاحتلال اليمني انتقاما من النظام الشمولي أو ردا على صراعات كان الخاسر فيها في مرحلة سابقة .
فقد تجرع الجنوب مرارات عديدة منذ الاستقلال الأول في 1967 م كانت أمر من الاستعمار البريطاني الذي بني بنية تحتية لدولة الجنوب فلولاه ما استطاع الرفاق بنائها حتى بقرون من الزمن .
واليوم ونحن على أعتاب شهر نوفمبر شهر عيد الاستقلال ونحن في ثورة جديدة من اجل استقلال جديد من محتل همجي لم يترك في الجنوب إلا تركة كبيرة من النزاعات أهماها الثائر  والنزعة المناطقية والقبلية بخلاف المستعمر البريطاني الذي ترك دوله بكل بناها التحتية .
فهل اعددنا العدة لاستقلال حقيقي استقلال ارض من محتل ينهبها ويستبيحها واستقلال فكري يعترف بان الجنوب جنوب كل الجنوبيين لا تقتصر على فكر او حزب أو جماعة أو كيان أو شلة بعينها .
فالمتتبع للشأن الجنوبي يجد ان هناك أصوات تعلوا على إنها هي الجنوب فقط حلما منها للوصول إلى السلطة لتكون هي جبهة قومية القرن الحادي والعشرين لتحتل الجنوب احتلال فكري شبيه باحتلاله الأول منذ 1967 إلى 1994م فلابد ان تكون ثورتنا ثورة تحرير من المحتل اليمني الغاشم والجاثم على صدر الجنوب وأيضا من أفكار الاستيلاء على الجنوب باسم الاستقلال واحتلاله احتلا فكريا
عيدروس ابن الجنوب
29/10/2013