خطيب جامع الصالح صالح طلب مني تخفيف الدعاء على جماعة الحوثي

(شبكة الطيف ) سلمان عسكر :

كشف خطيب مسجد صالح في العاصمة اليمنية صنعاء الشيخ سعد النزيلي، أن المخلوع طلب منه تخفيف حدة الهجوم على المتمردين الحوثيين بعد أن بدأ في كشف زيفهم وفساد عقيدتهم. ومضى بالقول إن الجماعة المتمردة سعت إلى تصفية حساباتها الشخصية معه، بعد أن سيطرت على الأمور عقب احتلال صنعاء في سبتمبر من العام الماضي ودهمت منزله واعتقلت الكثير من أقاربه. ومضى النزيلي بالقول إن هناك علاقة غامضة كانت تجمع المخلوع صالح بعناصر القاعدة في اليمن، متسائلا عن الطريقة التي استطاعوا عبرها الهروب من السجن.
وكشف النزيلي كذلك عن تفاصيل اللقاء الشهير الذي جمعه في صنعاء مع السيناتور الأميركي البارز جون ماكين، إضافة للكثير الذي تطالعونه بين السطور التالية:
كيف ترى الأوضاع الآن في اليمن وتحديدا في صنعاء؟
الأوضاع في اليمن تحتاج من أهل اليمن إلى صبر وهو أول مفاتيح النصر، وإذا أراد اليمنيون أن يتخلصوا من كابوس الميليشيات الحوثية المدعومين من إيران، فلابد أن يصبروا وأن يضحوا فالنصر يأتي بعد صبر ومشقة وتضحيات.
ما المدة التي قضيتها خطيبا في مسجد صالح الذي يعد أكبر مساجد صنعاء؟
لي قرابة سنتين أو ثلاث سنوات كخطيب للمسجد، وكنت نائبا لرئيس دائرة الشؤون الدينية فيه.
ما صحة اقتحام الحوثيين منزلك، ولماذا؟
نعم اقتحم الحوثيون منزلي، هذا الكلام جاء بعد التفجيرات التي افتعلوها برعاية إيرانية على مسجد الحشوش، ومسجد بدر، وبعدها بثلاثة أيام هجموا على مساجد كثيرة من المساجد المخالفة لفكرهم وعقيدتهم، اقتحموا المسجد وحبسوا الكثير من جماعتي ومن المدرسين وممن ينتمون إلىّ، وخطفوا مجموعة كبيرة منهم، وكان هجوما كبيرا بعدد من السيارات والأطقم واقتحموا البيت ولا يزالون إلى الآن يحتلون منزلي.
ما هي الأسباب وراء ذلك؟
الأسباب أننا دأبنا على التحذير من فكرهم المغلوط وعقيدتهم الضالة ومنهجهم الفاسد منذ عشرات السنين، كما شاركت في مؤتمر عام 2007 وقدمت أوراق عمل عن الحوثي وبيان خطره، وكان ذلك أيام حكم علي عبدالله صالح. كما كانت لي خطب ومحاضرات في مسجد صالح، تحدثت فيها بصريح العبارة عن ظلم الحوثي، وكان هذا يسبب غضبا كبيرا للحوثيين المتآمرين.
هل ترى أن صالح كان يغضب من مهاجمة الحوثيين؟
نعم، وقال لي ذات مرة بالحرف الواحد: الحوثيون يشتكون منك، قلت له لماذا؟ قال لأنك تتكلم عليهم في الخطب، وطلب مني أن أخفف حدة حديثي عنهم، فقلت أنت تعرف منهجهم وعقيدتهم وأنت حاربتهم، أما نحن نتكلم ونبين الحقيقة.
هل تربط بين القاعدة وتنظيماتها وبين المخلوع؟
لا نستطيع أن نحكم على ذلك، ولا أستطيع الخوض في تلك الأمور المتشابهة، والملتبسة، ولكن أعلم أن القائد الذي كان يقود الحوثيين في صنعاء هو مؤتمري، من الحزب الذي يقوده علي صالح، كما أن هناك أسئلة عدة عن طريقة هروب عناصر القاعدة من السجن، فكيف خرجوا؟ وكانت لدينا معلومات أن صالح التقى بعدد من القادة في القاعدة.
أين كنت عندما دخل الحوثيين صنعاء؟
كنت موجودا في صنعاء، وبعدها بأربعة أيام سافرت، حيث كنت هدفا للحوثيين وبالفعل قاموا بحبس الكثير من أقاربي ومن لهم علاقة مباشرة بي.
لماذا لم تحذر من تلك المنشورات التي يوزعها الحوثيون بين الأطفال لغسل أفكارهم؟
حذرت منها عام 2007، وقلت إن ما فيها مخالف للدين وللعقيدة، ولما عليه المسلمون عامة وللأخلاق.
أين كانت الدولة في عهد النظام السابق مما يدور في اليمن؟
الدولة أيام علي صالح كانت تشعرنا بالحروب وتوهمنا بالخطر، وفيما بعد نكتشف أن كل ذلك خداع وكذب وتدليس واستنزاف وتصفية حسابات فقط.
قام عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين بزيارتكم في مسجد الصالح، ماذا دار بينكم؟
دخلنا في حوار طويل، وماكين كان لديه هدف من الزيارة فقد كان يسعى إلى إغلاق معتقل جوانتانامو، وإعادة كل المساجين إلى اليمن، وخلال زيارته للمسجد بادرني بالسؤال عن موقفنا من الإرهاب، فقلت له إننا نحذر من الإرهاب ديانة، ونحذر منه عقيدة، والإسلام ما جاء بالإرهاب، بل أتى بالرحمة، وشهادات المستشرقين تثبت ذلك، وتحدثت معه عن دعم الولايات المتحدة لبعض الإسلاميين لقتال السوفيت في أفغانستان. والحوار اتسم بالصراحة.

الوطن السعودية