قال إن الحوثيين مجرد أدوات لتنفيذ المشروع الفارسي..رئيس حركة النهضة يؤكد أن إيران وراء أزمة اليمن

(شبكة الطيف ) سلمان عسكر : 

أكد رئيس حركة النهضة اليمنية عبدالرب السلامي أن قضية الحوثي ومثله من الحركات المتمردة التي تأخذ طابعا طائفيا في المنطقة العربية ليست المشكلة الأساسية، وإنما تكمن المشكلة في إيران التي تستخدم هذه الأقليات لتحقيق مآربها التوسعية في المنطقة، مشددا على إدانة حركة النهضة لأعمال جماعة الحوثي الإرهابية منذ بدايتها والتي كشفت أهداف هذه الجماعة بفرض آرائها السياسية بقوة السلاح. 
وقال السلامي في حوار مع “الوطن” إن تحالف المخلوع علي صالح مع الحوثيين جاء نتيجة أحقاده، حيث أراد أن ينتقم من الشعب بعد الثورة عليه في عام 2011، مشيرا إلى أن حركة النهضة ترى أن هناك ثلاثة مسارات لتجاوز الأزمة اليمنية في مقدمتها الاعتراف بالسلطة الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، والاصطفاف الوطني خلف هذه السلطة، ثم دعم المقاومة الشعبية. فإلى تفاصيل الحوار:  
رفضنا الانقلاب على الشرعية 
نريد أن نعرف ما هي حركة النهضة، وما دورها فيما يدور باليمن حاليا؟ 
حركة النهضة حركة سياسية تنشط في جنوب اليمن، وأصدرت بيانا سياسيا مع بداية الانقلاب الذي قام به الحوثي وصالح، ومع بداية عاصفة الحزم، وهو منشور في وسائل الإعلام، ولذا لم نتأخر عن أي دور يخدم اليمن ويقف في وجه أولئك العملاء والخونة. 
ولكن موقفكم لم يكن واضحا؟
بالعكس، حركة النهضة دانت أعمال الحوثي منذ البدايات الأولى، خاصة بعد الكشف عن سياسة الجماعة التي تعتمد على فرض آرائها بقوة السلاح، وعبرنا عن ذلك بعد الانقلاب كما جاء في البيان، حيث عدّ أن كل ما حصل عقب 21 سبتمبر 2014 يمثل انقلابا على المشروع الوطني والشرعية والشراكة الوطنية، كما كان رأينا واضحا بالنسبة للموقف من المخلوع الذي نراه حاكما مستبدا، وأيدنا ثورة 2011 وكنا مشاركين بها.
وماذا عن التمدد الحوثي؟
الأصل في قضية الحوثي ومثله من الحركات التي تأخذ طابعا طائفيا في المنطقة العربية أنها مجرد أدوات، والمشكلة الرئيسة هي إيران، ونرى اليوم أنه يوجد مشروع فارسي يريد أن يجتاح المنطقة العربية بأكملها، ويستخدم الأقليات كأداة لتحقيق مآربه التوسعية في المنطقة، وجماعة الحوثي هي الأداة التي زرعتها إيران في إطار مشروعها الفارسي. 

وكيف نوقف تمدد الانقلابيين؟
إيقاف تمدد الانقلابيين مرتبط بمنع الدعم الإيراني سواء السياسي أو العسكري الذي يصب في إطار مخطط الهيمنة على اليمن، ثم باقي المنطقة العربية.
لماذا تحالف صالح مع جماعة الحوثي؟
صالح لديه أحقاد متعددة عقب ثورة الشعب ضده في عام 2011 ورغم أنه لا يملك مشروعا، إلا أن رغبته الانتقامية جعلته يتحالف مع الحوثيين الذين ينفذون مخططا إيرانيا للسيطرة على اليمن، لتبقى المحصلة النهائية أن صالح والحوثي يلتقيان في نقطة تدمير الشعب والوطن. 
ما هي أبرز التهديدات التي واجهتكم من الحوثي كأعضاء وقيادات في الحركة؟
القضية اليوم تتجاوز تهديدات الحوثي، فنحن في معركة شاملة، فحركة النهضة ليست عبارة عن فصيل مبتور عن المجتمع، نحن جزء من أبناء شعبنا الذين يقاومون ويقاتلون في عدن وغيرها من المدن، ونعدّ حركة النهضة خادمة لهذا الوطن الذي يتهدد اليوم ليس أفرادنا فقط، وإنما يتهدد كوطن بأكمله، ومن ثم لا بد أن ننظر إلى الصورة في شكلها العام وليس في إطارها المحدود.
الحوثيون يطالبون بهدنة إنسانية كيف ترى حركة النهضة أبعاد هذه المطالب؟
حركة النهضة تطالب بما هو أبعد وأشمل من الهدنة الإنسانية، نحن ندعو إلى إنهاء الحرب وتطبيق القرار 2216، الهدنة معناها وقف القتال والبدء فيه ثانية، نحن نريد إنهاء القتال تماما، ولن يتم ذلك إلا بتسليم المعتدي السلاح للسلطة الشرعية، والكف عن الانقلاب، والعودة إلى المسار السلمي، الأمر الذي سيخلص الشعب من المعاناة التي فرضها عليه، الحوثيون وحليفهم علي صالح.  
ما هي المسارات التي ترى أنها مخرج لتجاوز الأزمة اليمنية؟ 
نحن حددنا بوضوح اتجاهنا في ثلاثة مسارات في هذا المجال لمواجهة الأزمة اليمنية أو الحالة اليمنية التي هي حالة انقلاب نفذها الحوثي وصالح، أول هذه المسارات هو تأييد شرعية الرئيس هادي باعتبارها المظلة التي يمكن أن يصطف حولها اليمنيون، والمسار الثاني يتعلق بإيجاد اصطفاف وطني بين كل القوى الوطنية خلف السلطة الشرعية لإعادة العملية السياسية في اليمن إلى مسارها الصحيح، أما المسار الثالث فينصب في دعم المقاومة، وحركة النهضة تدعم الثوار. 
وكيف ترون دور المقاومة، وماذا تستطيع حركة النهضة أن تقدم لها؟
المقاومة تقوم حاليا بتثبيت الشرعية القائمة، وهي تستعيد الدولة المنهوبة، وجهود المقاومة ليست منفصلة عن الجهد الرسمي، وبالتالي نحن كحركة سياسية نعمل في الجانب السياسي بالتعاون مع حكومة الرئيس هادي والقوى الوطنية وإخواننا في مجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي، هذا هو عملنا في هذا الاتجاه من أجل استعادة الدولة اليمنية من المختطفين لها وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انقلاب جماعة الحوثي المتمردة.

الوطن