رئيس الحراك الشمالي ” طواف ” يظهر مجدداً ويدلي بتصريحات هامة

(شبكة الطيف ) متابعات :

كشف السفير اليمني السابق في سورية عبدالوهاب هادي طواف أن نظام الأسد كان يتعاون مع الحوثيين بإحضارهم من اليمن، وتسهيل سفرهم إلى طهران دون وضع أختام في جوازات سفرهم، مشيرا إلى أنه ناقش هذا الموضوع مع بشار الأسد إلا أن رد الأخير “كان مائعا”، حسب وصفه. كما اتهم صالح بأنه السبب في كل ما وصلت إليه اليمن في الوقت الحالي. ووجه طواف انتقادات حادة للمبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بنعمر، واتهمه بالضعف والفشل، وأنه ارتمى في أحضان الحوثيين عقب اجتياحهم العاصمة صنعاء. هذا وغيره تجدونه بين سطور الحوار التالي:
لماذا استقلت من منصبك كسفير لليمن في سورية خلال ثورة الشباب عام 2011؟
وصلت إلى قناعة أن اليمن لا تسير على الطريق الصحيح القويم، وأصبح مستقبلنا ومستقبل أولادنا في خطر، وبالتالي كان لا بد من وقفة جادة لإيقاف عجلة الانهيار التي كانت تتجه إلى الهاوية. ولأني رأيت أن الأمور لا تمضي إلى المستقبل لإقامة دولة مدنية، كما أن القضية التي هزت مشاعري مثلما هزت مشاعر كثير من اليمنيين، هي قضية الشهيد عبدالرقيب القرشي، حيث وجهني المخلوع صالح بإقناعه بالعودة إلى اليمن واستقباله، فهو معارض أقام في سورية قرابة 30 عاما، ووعدني بحل مشكلاته، ولكن بعد 20 يوما رفض استقباله حتى تم اغتياله، والمسؤول الأول أمامي هو صالح، لأنه الذي أمرني بإحضاره، هذا الموقف جعلني أفكر بطريقة مختلفة عما إذا كنا نعيش في دولة أم أننا في غابة ودولة عصابات، وحاولت لمدة خمسة أشهر مع المخلوع لتعويض أسرته ودفع الدية لها، لكنه رفض ذلك.
كنت أول سفير يتقدم بالاستقالة في ظل هذه الأحداث، هل انتابكم خوف من عواقب ذلك؟
في تلك الفترة كنا نعيش في توتر كبير، ولم تكن استقالتي وليدة الساعة، بل كانت نتيجة تراكمات كثيرة، وبالنسبة لي كنت من المقربين جدا لصالح، ولكني وصلت إلى ضرورة الفصل بين العلاقة الشخصية والمصلحة العامة، كان الوضع غير طبيعي، ولم يوفق صالح في إيقاف عجلة الانهيار المتسارعة للوطن، لذلك كان لا بد أن نوقفه ونعطيه إشارة حازمة، وأعتقد أن الاستقالة كانت خطوة صادمة بالنسبة له.
هل سعى المخلوع إلى إقناعكم بالتراجع عن قراركم؟
نعم، وأرسل لي الكثيرين، لكني رفضت.
يشاع أن دورك الأهم كسفير، كان لرصد تحركات الرئيس السابق، علي ناصر محمد المقيم في سورية، ما صحة ذلك؟
بالعكس، فكل من سبقني من السفراء لم يكونوا يتعاملون بطريقة جيدة معه، ولكنني قمت بدعوته مرارا وأجاب الدعوة، وجمعته ببعض المعارضين وقال: للمرة الأولى أدخل السفارة، وطلبت من المخلوع إصلاح الأمر ووافق، ورتبت للقاء يجمع الرجلين في دمشق عند زيارة صالح، ولكن الظروف والوقت لم يسمحا.
تردد دائما أثناء حديثك كلمة “العيال” من تقصد بهم؟
العيال هم أبناء صالح، أحمد وخالد وغيرهم، وكانت تربطني بهم علاقة قوية جدا، وكنت قريبا منهم، وكانت بيننا علاقة إنسانية يسودها الود والاحترام، وعلى المستوى الشخصي أعتقد أنهم جيدون، ولكن للأسف لم يكونوا في موضع يؤهلهم لبناء اليمن، ولم يكونوا رهانا لمستقبله، أو لتحقيق تطلعات الشعب اليمني. 
هناك اتهامات وجهت إليكم بالتعاون مع الحوثيين؟
هذا الكلام غير صحيح، جملة وتفصيلا، لم أقف أي موقف يشير إلى ذلك، ولم أدعمهم سرا ولا علنا.
لماذا قطعت مساعدات الطلاب المبتعثين في سورية، خاصة الجنوبيين؟
السفير لا يستطيع أن يفعل ذلك، وإذا عرفت النظام المالي تستغرب، كانت تحدث تجمعات من الطلاب أمام السفارة نتيجة لبعض مشكلات الطلاب، ولم أكن أتدخل في هذا، وتركت الأمر لمستشار التعليم العالي، لأن عمل السفير ذو صبغة سياسية. عندما تتأخر نتيجة أحد الطلاب أو يرسب تتوقف مكافأته بحسب النظام.
عملت كسفير لليمن في سورية منذ عام 2008، ماذا كان يدور خلف الكواليس مع النظام السوري؟
كنت أطرح عليهم وباستمرار أن هناك حوثيين يحضرون إلى سورية للتدريب ومن ثم الانتقال إلى طهران، بدون ختم جوازاتهم، وكنت أنسق في هذا الأمر مع السفير السعودي في دمشق، عبدالله العيفان، وطرحت الموضوع على القيادات السورية وعلى نائب رئيس المخابرات السورية، وكنت ألمس عدم جدية وتهاونا وتغافلا عن الموضوع، ولم نفهم حقيقة ما يجري إلا بعد 2011، وحاولت كثيرا حتى مع بشار الأسد منع إيران من التغلغل والتدخل في اليمن، إلا أن رده كان على الدوام مائعا، ولم تكن هناك أي جدية من القيادة السورية، وللأسف سورية كانت تسهل موضوع تدريب الحوثيين.
المخلوع يشترك مع الحوثيين في الاعتداء على اليمنيين بالاستعانة بالحرس الجمهوري، كيف تنظر إلى ذلك؟
صالح سبب المآسي، ودعم الحوثيين وساعدهم في مؤامراتهم حقدا على من أخرجوه من السلطة. وهو يتحمل الجزء الأكبر مما وصل إليه اليمن، نحن نعيش على الإعانات والمساعدات منذ وقت طويل، في حين أن اليمن بلد به كثير من الخيرات.
حذرتم مرارا من المندوب الأممي السابق جمال بنعمر، لماذا؟
لأنه كان ضعيفا جدا، وكان دوره جزءا من تفاقم المشكلة، وكان سيئا، حذرت منه مرارا لأنه كان مغمورا وفاشلا، ففي حضوره حاصر الحوثيون الرئيس هادي في صنعاء، وعندما شعر أن الأمور وصلت إلى هذا الحد ترامى في أحضان الحوثيين مباشرة. 

الوطن السعودية