مع تطلعات ,عاش بوخالد, حضرموت تتوج عامها الأول..”باعيش سالي و باموت سالي”

خالد الكثيري / خاص :

توجت حضرموت عامها الأول, وسط حالة من الحراك والتطلعات المتدفقة على مختلف الأصعدة , عازمة على الارتقاء بمسيرة مراحلها السابقة إلى آفاق واثقة في الانفتاح على حاضرها ومستقبلها, تستقبل العام 2017 م,

ووسط سيل التطلعات والطموحات بحضرموت في عامها الأول تحت حكم أبنائها سلطة وإدارة, بادرت الحركة الإبداعية بدورها في حمل معاني وصور حضرموت الحاضر والمستقبل والوفاء إلى التحالف العربي بلوحة إبداعية جسدتها في
“كليب عاش بوخالد” ,

“عاش بوخالد”

وثمة, حملت صور ومشاهد وكلمات اللوحة الإبداعية لـ “عاش بوخالد” معاني الوفاء إلى التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة في وقفتها مع حضرموت و تحرير المكلا من قبضة تنظيم القاعدة والمليشيات اليمنية, تتجه الحركة الإبداعية في حضرموت بهذه اللوحة نحو تجاوز قيود التشدد والغلو
وتراكمات بواعث الفتن والتوتر التي حرصت مراحل الاحتلال اليمني على تكريسها في حضرموت والجنوب عامة, حد تجريم السلا ,

وإلى ذلك , يتحدث الإعلامي هشام علي السقاف ” إذاعي وتلفزيوني بارز في حضرموت ” عن إفراط الجماعات تلك في التضييق ليس على الإبداع فحسب بل وامتدت إلى بتشددها على حالة الفرح وقال ,لكم أن تتخيلوا كيف يستبدل الشرح النسائي في حفل إظهار وتقديم العروس للنساء بمحاضرة, عذاب القبر , وكيف يُحتفل بالعريس في سمر عام بدون فرقة للزربادي أو , بني مغراة , وهي من أقدم رقصات الموروث الشعبي التي توارثناها عن الأجداد , وكانت عصورهم زاخرة بكبار العلماء الأفذاذ ولم يحرمونها بل شجعوها .. ويشير لافتا إلى , ان رياح الإفراط تلك طوقت نفوس الناس بالقسوة والغلظة وسهل معها اقتياد. من ضاقت قلوبهم بالتطرف إلى خلط التكبير بالتكفير لكل ما في المجتمعات من
لحظات فرح أو احتفال, .
وأضاف مُستطردا إلى ,ان الحضارم قبل هيمنة دعوات التطرف لم يكن يفوتون ساعة سلا حتى مع الفقر وضنك المعيشة وقسوة الحياة التي مرت على الناس في أقسى صورها ولكنهم غنوا معها.

الغناء

غضون ذلك, يذهب الإعلامي هشام علي السقاف إلى الإشادة بفطرة الحضارم وولعهم بالإبداعات والغناء حتى للحزن والفقر ومكاره الظروف وقسوة المعيشة يغنون لها ويسلّون قلوبهم, يغمرون لياليهم , بالحياء والسلا , وفي النهار , أغاني وأهزوجات الصباح , يغنون ( نسّم القلب دنيا تاليتها إلى الطين )
و ( تسلّى يا قليبي شف الدنيا مخلاه ), ويتغنون ( باعيش سالي و باموت سالي ..ما نبا عيشة البهذله ) ,

وأضاف, وبالطبع بحكم التربية الدينية, تأثرت إبداعاتهم في معظم فنونهم على هذا النحو , فنجد في مسامر الدان والشبواني والقصائد المسرحة تبدأ أبياتها بالحمد لله والصلاة على النبي (صل الله عليه ) والآل والصحب مع الإشارة إلى أفضالهم وعباداتهم وجهادهم في سبيل الله وقهرهم الأعداء وما إلى ذلك ، ويستطرد ” السقاف ” , ان الفرح وإشاعته في مراسم الزواج خاصة جاء في الأحاديث النبوية الشريفة .. وقديما قال الإمام الغزالي { من لم يتغنّ برقيق الاشعار ، تتلى بلسان الأوتار ، فهو جلف الطبع حمار } .

الغواني

فنانون من سيئون يُشيرون إلى ان, رياح التطرف حاولت النيل من إبداعات حضرموت الغنائية رغم التزامها بفطرة حضرموت المحافظة من الأساس ويُشيرون إلى عدم إشارة الحضارم إلى المرأة في قصائدهم على الإطلاق وان تغنوا في العشق والجمال , تبقى إشارتهم إلى المرأة بأسماء كل ما يروق للحضارم في بيئتهم مثل الغزال والوعل والنخيل والسدر وما إلى ذلك, تماشيا مع آداب المجتمع الحضرمي الملتزم بأحكام وأخلاقيات الإسلام .. (بالغواني قلبي مولع حاير وفاني داير يدير الفكر = كم يعاني في حب خرعوب) . ويستوقفنا الأخ أنيس بارجاء , عضو فرقة الثقافة بسيئون في مداخلة مُشيرا في سياقها
إلى ان رياح التشدد حاولت النيل من , الزربادي , وهو من الإبداعات الإيقاعية المغناة ,رغم أنها تجسد تعلق الحضارم بالغناء مع تعلق القلوب بالإيمان والتقوى , فتجد الحضرمي يرقص ويغني , الزربادي , في الابتهال بنعم الله وشكره . يرفع بالغناء ويرتل الأناشيد مع الإيقاعات الجميلة التي تصاحبها رقصات إرتجالية بخطوات احترافية رائعة , يطرب معها الحضور ,
ويتسلون , في مسامراتهم ويُحيون بها أوقات من الغناء والإيقاعات الفرائحية وعادة تحيي بها مسامرات الاعراس ,

وأضاف “أنيس بارجاء” ولطالما يتغنى الحضارم ( ياخو عمر حس وقت الأنس سٓبّر يطيب # تقع كرامة من الله للمحب والحبيب ) ,( بانقرع الباب والمولى عليه العطية # يعطي جميع الأمل ) , ( الهاشمي قال يارب أعطنا ألا يَاذَا الكرم ما نريد إلا عطاك) , ( قال الفتى الحبشي إلى الغناء تريم # وردنا
زائرين ) . السلام عليكم وكل عام وحضرموت والجنوب بخير.
*المرفق: صور من رقصة الزربادي في حفل زواج أولاد الإعلامي هشام علي
السقاف . #خالد_الكثيري