( الحراك ) في عين العاصفة :- بقلم حسين زيد بن يحيى

1512595_442741412514941_666774804_n

شبكة الطيف / حسين زيد بن يحيى

فشل حوار فندق موفنبيك / صنعاء في احتواء مطالبات الجنوبيين بالتحرير و الاستقلال و استعادة الدولة و الهوية أو الالتفاف عليها كما حدث مع ثورة التغيير بساحات صنعاء و المدن اليمنية الأخرى أجج بشكل غير مسبوق عاصفة الحقد التآمري لأمراء حرب صيف 94م على (الحراك) الحامل السياسي للقضية الجنوبية ، ما يؤرق المتحاورين بصنعاء أكثر انه رغم تمكنهم من ابتلاع الجنوب 7-7-94 م لكنهم عجزوا عن هضمه بالحرب و السياسة مع إصرار من قبل الجنوبيين على التمسك بهويتهم الوطنية المتجذرة بوعيهم الجمعي منذ قدم التاريخ ، ذهاب شركاء حرب و تكفير و احتلال الجنوب صيف 94 م إلى حافة اليـأس في إيجاد شخصية جنوبية محترمة تقبل المشاركة بحوار صنعاء دفع بالمتحاورين في مرحلة إحباط انهزامي متأخرة إلى استذكار تاريخ ( الاشتراكي ) في يمننه الجنوب بدموية فتوافقوا مرحليا على إسناد مقاولة تصفية ( الحراك ) للحزب الاشتراكي اليمني ، مخطط قديم – جديد تمكن في فعالية 30 نوفمبر الماضية من تحقيق اختراق محدود وما كان له إن يمر لولا وجود أزمة حقيقية داخل صفوف قوى التحرير و الاستقلال و الهوية ، الشواهد كلها تؤكد أن الاختراق تمت تغطيته إعلاميا و سياسيا بتواطئي مريب من صندقة ( عـــدن لايف ) و الرموز النفعية المتكسبة باسم ( الجنوب ) بدء من بوابي مكتب بيروت ووصولا للمكونات السفري على خط عدن – المكلا ، اختراقات مهدت لها مبكرا ماكينة إعلام أحزاب اللقاء المشترك ومن ثم واصلت المهمة صحف رئيس دولة الاحتلال اليمني الجنرال عبد ربة منصور التي تساهمن معا بتسويق ( موميات اشتراكية ) انتهى عمرها الافتراضي على المشهد السياسي كقيادات وصية على الحراك الجنوبي .
المؤامرة العاصفة المتربصة حاليا بالحراك الجنوبي حتى يتم استيعاب فصولها التآمرية يجب وضعها بإطارها التاريخي لأنها ليست وليدة اللحظة الراهنة بل كانت نتاج عملية تراكمية بدأت مع انطلاقته من داخل دهاليز جهازي الأمن السياسي و القومي اليمني ، الثغرة التي يتم التسلل منها أن ( الحراك ) و جماهيره منذ البداية تساهل مع ( البقايا ) الحزبية و الأمنية التي قادت الجنوب بدموية نحو فخ ( اليمننة ) من التواجد و التغلغل في مربعاته ولم يتم التعامل معها باعتبارها غير مؤهله نضالا و أخلاقيا لممارسة الدور القيادي وتحقيق الانتصار له بحكم أنها المتسبب الأول بهزيمة حرب صيف 94 م ، مبكرا كان يمكن عزلهم دون ضجيج أو آثار جانبية ودون أن يحسب فعلا فيه خدشا للتصالح و التسامح الذي لم يبدعه ( الحراك ) لا إعادة أنتاج وتجميل قيادات ماضوية بل كان استحضاره كضرورة لترميم جدار الوحدة الوطنية الجنوبية الشرط اللازم لاستعادة الدولة و الهوية معا ، بناء عليه و بعيدا عن أي حرج من يشكل عقبة تعطيل تعيق ( الحراك ) من الانطلاق نحو هدف التحرير و الاستقلال و استعادة الهوية الجنوبية العربية الحضرمية عقلا ومنطقا لا تصالح ولا تسامح معها و مشروعا و أخلاقيا فتح دفاترها القديمة و الجديدة .
إن عدم قدرة أمراء حرب وتكفير و احتلال الجنوب صيف 94م في تحقيق اختراق جنوبي يعتد به و يقلل من كلفة احتلالها جعلها تعلق الامال على الجهد الدولي و الإقليمي في فرض الهوية اليمنية على الجنوبيين ، انسداد الأفق أمام إيجاد حلول مرضية للجنوبيين عبر حوار فندق موفنبيك / صنعاء و مشاريعه في الإقليمين مع الاستفتاء الذي رفضها الشارع الجنوبي في مظاهراته المليونية أوصل الأزمة إلى مفترق خطير يجعل (الحراك) في عين العاصفة العدوانية للاحتلال اليمني ، هستيريا اليمننة بعد فشل الحوار هي من حدد ملامح خطورة هذه العاصفة عن غيرها لان تحالف قوى الحرب و الاحتلال اليمني الجديدة المتشكلة من خلال حوار فندق موفنبيك / صنعاء فيها يلعب ( الاشتراكي ) دور رأس حربة المؤامرة ، تحدي غير مسبوق يتشارك فيه من الداخل المتساقطين من ( الحراك ) من الاشتراكين و الإصلاحيين و الرابطيين وهو ما يفرض مقابلته بإبداع آليات مقاومة له غير تقليديه و بمستوى التحدي و في سياقه التاريخي و النضالي ، لكل ذلك وخاصة ما بعد فضيحة بيان فعالية 30 نوفمبر الماضي الركيك لم يعد مقبولا المهادنة مع مخلخلي جبهتنا الداخلية وعنوان المرحلة القادمة يجب أن يكون الحسم و الفرز و التخلص من عبء بقايا الماضي الذي أوهنت ( الحراك ) و حالة دون انتصاره التاريخي الحتمي ، التموضع النضالي الجديد ( للحراك ) لا يعني بالضرورة دعوة للذهاب به إلى المربع الذي يدعى الاحتكار الحصري للوطنية الجنوبية و نفي الآخر و تخوينه بقدر ما هي محاولة جادة لجلد ذلك ( الركام الماضوي ) من مدعي القيادة و الوصاية الذي يثقل خطى الحراك الجنوبي من الذهاب نحو انتصاره التاريخي الحتمي .
*خور مكسر / العاصمة عدن 13/12/2013م
*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن