قصة أهم المعارك في تاريخ أميركا.. حسمت استقلال البلاد

(شبكة الطيف ) واشنطن :

ما بين شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر سنة 1781 مرّت الحرب الثورية الأميركية بمرحلة حاسمة عجّلت بخروج البريطانيين من المستعمرات الثلاث عشرة. فخلال تلك الفترة كانت المنطقة على موعد مع ما عرف بحصار يوركتاون (Yorktown) والذي تلقت أثناءه القوات البريطانية هزيمة قاسية أجبرتها على الاستسلام، ما دفع بالبريطانيين إلى القبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة سبل إحلال السلام بالمنطقة.

لوحة زيتية لماركيس دي لافييتلوحة زيتية للقائد العسكري وبطل حرب الاستقلال الأميركية جورج واشنطن

فعقب جملة من الخسائر تراجعت على إثرها معنويات قواته، أجبر قائد القوات البريطانية بالمستعمرات الجنوبية اللورد كورن واليس (Lord Cornwallis ) خلال شهر أيار/مايو سنة 1781 على التراجع وسحب قواته من منطقة ويلمنغتون (Wilmington) بكارولاينا الشمالية نحو منطقة بطرسبرغ (Petersburg) بولاية فرجينيا المطلة على المحيط الأطلسي.

خلال تلك الفترة واجه جنود كورن واليس البالغ عددهم 9000 فرد القوات الأميركية، المقدر عددها بنحو 4500 جندي بقيادة كل من ماركيس دي لافاييت (Marquis de Lafayette) والجنرال أنطوني واين (Anthony Wayne).

لوحة زيتية تخلد المعركة البحرية الأمريكية الفرنسية قرب منطقة فرجينيا

وخلال سعيه للحفاظ على خطوط إمداداته مع الجيش البريطاني المتمركز بنيويورك، الذي كان تحت إمرة الجنرال هنري كلينتون (Henry Clinton) واصل كورن واليس تراجعه ليستقر بادئ الأمر بريشموند (Richmond) ومن ثم بويليامسبرغ (Williamsburg) قبل أن يحل أواخر شهر تموز/يوليو سنة 1781 عند منطقة يوركتاون والتي باشر بتحصينها بشكل محكم لمواجهة أي زحف فرنسي محتمل.

وفي هذه الأثناء، أمر القائد العسكري الأميركي جورج واشنطن (George Washington) الجنرال لافاييت بفرض حصار بري محكم على يوركتاون وسد جميع منافذها.

لوحة زيتية تجسد استسلام الجنرال البريطاني كورن واليس
أهم الحملات العسكرية في تاريخ أميركا

وبالتزامن التحق جورج واشنطن برفقة 2500 من جنوده بقوات حلفائه الفرنسيين والبالغ عددهم 4000 عنصر ، لتبدأ على إثر ذلك واحدة من أهم الحملات العسكرية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

وعقب تركه لحامية عسكرية تكونت من مئات الجنود لمواجهة قوات الجنرال البريطاني كلينتون بنيويورك، اتجه جورج واشنطن برفقة الجزء الأهم من جنوده نحو خليج تشيزبيك (Chesapeake Bay) ليلتحق هنالك بسفن البحرية الفرنسية البالغ عددها 24 سفينة والتي كانت تحت أوامر الأميرال الفرنسي فرانسوا جوزيف بول دي غراس (François Joseph Paul de Grasse). وتزامنا مع ذلك انطلقت هذه السفن الحربية الفرنسية لتفرض حصارا بحريا على يوركتاون قاطعة بذلك ما تبقى من طرق الإمدادات عن القوات البريطانية المرابطة هنالك.

صورة للقوات الأمريكية والفرنسية خلال حصار يوركتاونخريطة المستعمرات الثلاثة عشر

يوم الخامس من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1781 حاولت 19 سفينة بريطانية بقيادة الأميرال توماس غرايفس (Thomas Graves) فك الحصار البحري عن يوركتاون عن طريق الالتحام بالسفن الفرنسية. وفي الأثناء فشلت هذه المحاولة البريطانية لتجبر البحرية الإنجليزية على مغادرة المكان والعودة أدراجها نحو نيويورك عقب خسارتها لخمسة من سفنها.

صورة للجنرال البريطاني كورن واليسصورة للجنرال البريطاني هنري كلينتون

مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1781، تمكن جورج واشنطن من تجميع حوالي 14000 جندي حول مدينة يوركتاون ليشدد بذلك الخناق على القوات البريطانية المحاصرة هنالك. ومع حلول يوم التاسع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1781 فضّل الجنرال البريطاني كورن واليس الاستسلام للأميركيين عقب معاناة قواته لفترة طويلة من نقص حاد في المواد الغذائية والذخيرة وبناء على ذلك نجح الأميركيون في أسر واحد من أهم القادة العسكريين البريطانيين رفقة 9000 آلاف من جنوده دفعة واحدة وهو الأمر الذي أثار قلق المسؤولين البريطانيين.

رسم تخيلي للجنرال الأمريكي أنتوني واين

مثلت نهاية حصار يوركتاون كارثة عسكرية للجانب البريطاني والذي سرعان ما اقتنع بضرورة إنهاء الحرب على الساحة الأميركية والتركيز على الخلاف المستعر بالساحة الأوروبية مع فرنسا. وبناء على ذلك وافق البريطانيون على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة مستقبل القضية الأميركية وفي الأثناء أفضت هذه المفاوضات إلى توقيع معاهدة باريس سنة 1783 والتي أنهت حرب الثورة الأميركية.

العربية نت : طاهر عبد الناصر رمضان