بن علي واصحاب خط الرجعة!!‏

عبدالرحمن سالم الخضر
منذ انطلاقة ما يسمى بالحوار الوطني كان الكثيرون لا يساورهم أدني شك من ان الفشل سيكون النتيجة الحتمية لمثل هذا الحوار الذي ولد ميتا! لأسباب عدة ومن أهمها التجاهل التام للقضية الجنوبية وجعلها في نظر من يحتلون الجنوب من انها ليست الا قضية كباقي القضايا في الشمال! مع العلم انهم يدركون إدراكا تاما انها قضية وطن وشعب لا يمكن له ان يقبل باي مخرجات لحوارهم مهما تكن مالم تكن منصفة للجوب ارضا وانسانا! ولكن كعادتهم صور لهم الشيطان ان بالإمكان استدراج أي مكون من الحراك او من الشخصيات السياسية الموالية او ممن يسهل شرائهم بثمن بخس كي يقولوا للعالم ان ما تم الاتفاق عليه كان شركاء في صنعه أبناء الجنوب …حتى بداءة اعمال هذا الحوار فذهبت للمشاركة فيه نخبة من أبناء الجنوب الذي لا يمكن لاحد التشكيك في وطنيتهم

وكان أبرز تلك الشخصيات المشاركة الأخ المناضل “محمد علي احمد”…الذي نصحه الكثير من أبناء الجنوب بعدم الذهاب الى صنعاء إلا بضمانات من ان تكون ندية في التحاور ووضوح تجاه قضية وطن وشعب عانى ولازال يعاني من جراء احتلال بغيض! ولكن ذهب بن علي وربما بوعود وضمانات شخصية هو يعرف تفاصيلها وحده لا سواه! وحين شعر بن علي ان ما تم وعده به ليس إلا كذبه المقصود بها استدراجه واثقين من قدرتهم على شق صفه ومن معه ولكن وكما يعرف الجميع كان قرار بن علي وفريقه الانسحاب بعد ان استوعب جيدا ما نصحه به الكثيرون من ان لا عهد ولا صدق في وعد لمن ذهب يحاورهم فعاد ادراجه وبعضا من رفاقه المخلصين لوطنهم وشعبهم عادوا الى الجنوب معلنين بذلك الانسحاب النهائي بسبب الرفض لكل ما طالبوا به بخصوص القضية الجنوبية والتي لا يمكن لشعب الجنوب ان يقبل بأقل مما طالب به فريق بن علي! عادوا وكانت المؤامرة تمشي معهم خطوة خطوة! ليشاهد الجميع بعضا من الاخوة المشاركون في فريق القضية الجنوبية يعلنوا في المساء الانسحاب النهائي ويفاجأ الجميع بعودتهم في الصباح الباكر الى أروقة الموفنبيك.

والأدهى من ذلك حين شوهد عددا من قيادات الحراك الجنوبي التي كانت أكثر تشددا من سياسية بن علي! شوهدوا في الصفوف الامامية في قاعة ما يسمى مؤتمر الحوار الوطني! ولا أحد يعرف لماذا ذهبوا وعلى أي أساس تواصلوا من تلك الجهات الراعية لهذا المؤتمر! ولا أحد أيضا أصبح يفهم ماذا عساهم ان يحققوا بعد انسحاب الأخ محمد علي احمد! حتى وصل البعض في أكثر من مكان يقول ان الانظام الأخير لبعض القيادات الحراكية للمؤتمر ليس إلا بإيعاز من الأخ محمد علي احمد نفسه! يا للعجب فهذا الامر الذي لا يمكن ان يصدقه أحد بعد اعلان الأخ بن علي انسحابهم ومن يعرف” محمد علي احمد “يعرف جيدا انه لا يمكن ان يقبل او يتبع سياسة كهذه ولو أراد لعمل أي شيء بنفسه فتاريخه حافل بالمواقف الشجاعة والصلبة التي تأبى ان يلبس “محمد علي احمد “قناعا ليغطي وجهه ويقبل بأي عمل او نتيجة لهذا الحوار! .

فوجه” محمد علي احمد” لا يغطيه ولا يقبل ان تغطى عينيه ليكتفي بالسمع او ما سيعلن عنه لا بأشخاص مقربين او موالين! هكذا عرفنا “محمد علي احمد “وكنا نتمنى منه هو أيضا ان يعرف من حوله وان يحسن في اختياره! فهو نعم الرجل وسيضل كما عهدناه مناضل ولن يسمع أحد فيه من المشككين او ممن يسهل شرائهم!

وبهذا نحن نتوجه الى الأخ المناضل “محمد علي احمد” ونطالبه بالعمل على لملمة ووحدة الصف الجنوبي! لا نه اليوم أكثر الناس دراية من ان القادم اسوى وأخطر من أي مرحلة مضت! فما يسمى او ما يقال اليوم من اعلان لمخرجات مؤتمر الحوار! لن تكون الا بداية لمرحلة صعبة ستختلط فيها الأوراق فمن عجز عن الحفاظ على الامن والاستقرار في ضل دولة واحدة! لا يمكن له ان يؤمن نفسه في بيته! نعم الاخ أبو سند اديت دورا سنسميه بسيطا ووجب عليك الاستعداد لتأدية الدور الأصعب المرجو منك غدا! نتمنى منك العمل من اجل وطن وشعب يعاني من التفكك وقضيته لحق بها الضرر ومن اضرها ليس الا من أبناء الجنوب وخصوصا من لهم (خط رجعة) في كل شيء حتى وان كان الثمن قضية شعب ووطن! والله ولي التوفيق