الشهيد بركان محمد الشاعري رمز النضال والفداء

مقال

بقلم / الباركي الكلدي

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
صدق الله العظيم

الشهيد القائد بركان محمد الشاعري، إنه أحد رموز النضال والتضحية والعطاء، كان الشهيد على موعد مع التاريخ وصنعه منذ إنطلاق الثورة الجنوبية حين ألتحق الشهيد إلى جانب زملائه في مدرسة النضال حتى أصبح قائدا رمزا للأحرار الذين سطر أعظم البطولات على جبال الضالع قلعة الثوار .

أن القلم يدمع حين نسطر الكلمات الحائرة في عظمة هؤلاء الذين شيدو بأرواحهم جسر العزة والشموخ والإباء لتنير دمائهم الزكية الدروب حتى تغدو نفوس الأحرار تتسابق شوقاً إلى طريقهم ،

أرخص الشهيد روحه لتعيش أرواح الآخرين في أمان واستقرار، واتجه الشهيد إلى الدفاع عن الوطن في حين ممارسات الاحتلال القمع العنيف والتضييق على الشعب حياتهم ، ترك البعض حينها الوطن متخذا الغربه مصدراً للعيش ,  وضل البعض باحثاً عن لقمة العيش في ضل الاستبداد وصعوبة الحياة ، ورضاء البعض  لنفسه العيش على فتات النظام مقابل شق الصف وزعزعة الأوضاع في الجنوب ،

وبقي الكثير من الشرفاء يصارعون الأمرين أمر المحتل من جهة وأمر الحياة المعيشية من جهة أخرى ، والبعض وصل إلى قناعة 
أنه لا بد من الوقوف بوجه ذلك الطوفان الذي يهدد الوطن وحياة الشعب وينهب خيرات البلاد ويحكمها بالحديد والنار . 

ترك الشهيد بركان بلاد الاغتراب وأصبح مؤمناً في انتزاع الحق الجنوبي المسلوب وإستعادة الأرض والسيادة والخيرات المنهوبة ،
وأيقن أن هناك واجب شرعي في الدفاع عن الوطن والبحث عن العيش الكريم على أرض الجنوب فأتجه الشهيد بركان إلى شعاب الضالع وجبالها ليتدرب مع باقي زملائه عن كيفية المقاومة حتى أصبح رقما صعب في جميع المواقف النضالية وشعلة أمل في طريق الثوار الذين رسمو أمامهم هدفاً سامي نحو التحرر والاستقلال،

لم يخضع يوماً لترهيب المحتل أو لأعمال  المسترزقين وبائعي الضمائر وكان مدافعاً شرسا عن الحقوق ونصيرا للمستضعفين يثأر لمن سقطوا ظلماً وعدواناً في أرضهم  وقراهم ومساكنهم في الضالع وغيرهم من المنتهكة أرواحهم وحرمة منازلهم في الجنوب ،
خاض الشهيد بركان الكثير من المعارك الدفاعية ضد جيوش المحتل في الضالع الذي تعمدت مرارا وتكراراً شن عدوانها على الأهالي وسجل الشهيد بصمات بطولية وملاحم فريدة شكلت نموذجاً لكافة الثوار الذين يتقدمون صفوف المقاومة الجنوبية ، سنظل نذكر بكل امتنان وعرفان ، الشهيد بركان وجميع الشهداء الذين تركوا هذه الأرض والمهام التحررية أمانة في أعناقنا، لنواصل الطريق عهدا لتلك التضحيات الجسام التي قدمها شهداء الثورة الجنوبية في ساحات الميدان وجسدو في تضحياتهم معاني العزة والكرامة لشعبنا الأبي الذي يرفض الإحتلال بكل أشكاله ويصر على مواصلة النضال بكل ما أوتي من قوة. 

إن الشعب لن ينساء تضحيات هؤلاء الأبطال الذين رسمو اللوحات النضالية وسط الميادين وكتبو على جبين الوطن أروع قصائد عشق ترددها أشبال الجنوب. 

ارتقى ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎﻧﻊ الشاعري إلى الشهادة ظهر يوم ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 17ﻳﻨﺎﻳﺮ الماضي في عملية إغتيال غادرة نفذتها قوات الاحتلال اليمني عند إطلاقها على الشهيد وابل من الرصاص في الضالع ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﻩ،  

وشيع الشهيد بركان الآلاف الجنوبيين يحيطهم رفاق الشهيد المقاومين الذين تقاسموا الأكفان بينهم على طريق الحرية والاستقلال ، وتقدمت الموكب المئات من الدراجات النارية  وﺍﻣﺘﺪ ﺍﻟﻤﻮﻛﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ، ﺣﻴﺚ ﻭﻭﺭﻱ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ التي ضللتها الاعلام والريات الجنوبية في لوحة رائعة  جسدت الوفاء للشهيد ونقلت إلى كل العالم  العزم الشعبي والإرادة في مواصلة الطريق حتى نيل الحرية والاستقلال أو تحقيق الشهادة،

غاب عنا جسد بركان وبقي طيفه على درب النضال .رحل عنا بركان  وسيبقى بركان في حياتنا رمزاً والرمز لا يموت ،