حان وقت الرحيل أيها الرئيس هادي

 

 

حان وقت الرحيل أيها الرئيس هادي

عندما أصر الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بأن يكون نائبه عبدربه منصور هادي خلفاً له في رئاسة دولة الاحتلال في صنعاء لم يكن اصراراً اعتباطياً, وإنما اختياراً مدروساً, فهو يعلم كل صغيرة وكبيرة عن هادي, وأراد منه أن يكون رجلاً أميناً على مواصلة حكمه لفترة من الزمن, وبحيث أن تكون فترة سيئة جداً, بما يجعل الشعب يحن إلى فترة حكم صالح, فيسهل عليه القول من خلال الوقائع بأن هادي رجل فاشل في الحكم, حتى في التعامل مع قضية شعب الجنوب.

هادي بالمقابل استغل فترة حكمه هذه لتحقيق عدة أهداف, ومنها ضمان استثماراته الكبيرة, وتثبيت حصص أبنائه في شركات النفط في حضرموت وشبوة, وترتيب أوضاع حاشيته الأسرية والمناطقية, ومواصلة تصفية حساباته السابقة مع شعب الجنوب, التي لم تتوقف يوماً منذ أن كان في طليعة قوات احتلال الجنوب عام1994م, فخلال فترة السنتين من حكمه قتل وجرح من الجنوبيين والجنوبيات مالم يحدث في عهد سلفه الدكتاتور صالح, وعلى سبيل المثال فقط: منذ 20 ديسمبر الماضي وإلى يومنا هذا قُتل من الجنوبيين 70 شخصا, وجرح 200 مواطن.. هذه الروح الانتقامية لهادي من شعب الجنوب تجسدت بصورة خاصة في الضالع, فلا يمر يوماً من أيام الله إلا والدماء تسيل في الضالع, ولا قرية من قرى الضالع إلا وصدح فيها نواح النساء وعويل الأطفال, فكانت هذه الفترة أسواء وأحلك فترة في تاريخ الضالع, وها نحن اليوم ندون ذلك للتاريخ.

نحن نقول للرئيس هادي حان وقت الرحيل ليس رداً لما حل بالضالع من مآسي, فنحن نعلم أن هذه ضريبة كان على الضالع دفعها في سبيل تحرير وطنه, وقد سبق أن دفعها أثناء فترة التحرر من الاستعمار البريطاني, ودفعها في مراحل لاحقة, فهذا هو قدر الضالع, ولكننا نقول له حان وقت الرحيل لأنه لم يستطع أن يقدم شيء في الماضي, فما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني فاشل بكل ما تعنيه الكلمة, ومخرجاته فاشلة, وفي مقدمتها فكرة الأقاليم الستة, لأنها كما يقول الأخوة في الجمهورية العربية اليمنية فكرة انتقامية بريطانية من شعب الجنوب أولاً, ومنهم ثانياً. كما أنه غير قادراً على تقديم شيء ايجابي في المستقل, فالدولة لم يعد لها نفوذ حقيقي يذكر, والحروب مشتعلة في الشمال والجنوب, والدماء أصبحت تسيل في كل منطقة, والاغتيالات السياسية تجري في كل شوارع المدن الرئيسية, حتى أن العاصمة صنعاء أصبحت على وشك السقوط في يد (أصحابها), وماهي إلا أيام وأسابيع, وفي أكثر تقدير ما هي إلا أشهر.

نقول للرئيس هادي حان وقت الرحيل حرصاً منا عليه حتى لا تصبح رئيساً مخلوعاً, أو لاجئاً سياسياً في جدة أو في لندن, لأن القوى السياسية والقبلية والعسكرية التي أوصلتك إلى رئاسة الدولة كحل وسط عندما كانت مختلفة فيما بينها حتى تتوصل إلى حلول, وهاهي بدأت تدخل في تحالفات جديدة, وأول نتائج هذه التحالفات ستكون استعادة سلطتها (المغتصبة) من قبلك, فهي تدرك أنك ليس لك أي تأثير في الجنوب قبل الشمال. وننصحك بأن لا تعتمد على حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين), فهم فاشلون في كل الدول العربية, وهاهو  مشروعهم الخاص بالأقاليم الستة الذي عملت به أثبت فشله. كما ننصحك بعدم الاعتماد على الموقف الدولي لأنك فشلت في الاستفادة منه في الفترة السابقة واصبح غير مجدي في الفترة القادمة.

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.

11 فبراير 2014م