أسباب كثيرة تجعل تقسيم الجنوب العربي محاولة فاشلة

 

في البداية أدهشتني الردود الانفعالية للأخوة الجنوبيين المثقفين – سواء الكـُـتـَّـاب في الصحف والمواقع الالكترونية، أوالمتحدثين في التلفزيونات المحلية والعالمية… بعد الإعلان عن تقسيم الجنوب العربي إلى محمية غربية وشرقية، وكأن هذا التقسيم جاء فجأة من السماء، مع أنهم يعلمون أن المحتل اليمني قد قسمه منذ عدوان 1994 إلى مربعات نفطية للنهب، ومربعات عسكرية للإرهاب، ومربعات للمخدرات، ومربعات للرجعيات، إلا شيء واحد فشل فيه وهو تقسيم شعبنا الجنوبي العربي إلى مربعات متنافرة بحيث بقي متماسكاً يشد بعضه بعضا.

 

أما أسباب الفشل الذي يواجه هذه المهزلة التعيسة والتي هي نتاج مهازل دراماتيكية كثيرة، وآخرها مهزلة موفنبيك المتعري فأوجزها في ما يلي – من وجهة نظري طبعاً:

 

السبب 1/ يمكن للمحتل اليمني أن يقسم الجنوب العربي نظرياً إلى مليون قسم، لكن لا يمكنه تحقيق حلمه على الأرض التي يدافع أهلها عنها وعن وحدتها المتكاملة يومياً وبكل الوسائل…

 

السبب 2/ الذي وضع بصمة توقيعه الكبير على الورقة المهزوزة التي احتوت تقسيم الجنوب العربي هو عبدربه منصور، وهو في نظر السواد الأعظم من الجنوبيين “خائن” لوطنه يحمل مخلقة جنوبية ويعمل لصالح المحتلين اليمنيين… وهو أيضاً من أصحاب السوابق، والخائن وصاحب السوابق لا تقبل توقيعاته حتى في القضايا الجنائية أو المدنية، فما بالكم بأمر عظيم كحلم المحتل اليمني بتقسيم الجنوب العربي ومن ثم مواصلة احتلاله تحت توقيع خائن!

 

السبب 3/ لو أنا محتل متحضر واثق من نفسي (عاصر شنبي) لما اختفيت وراء أصحاب المخالق والسوابق الجنوبيين كالضبع الفازع من ظله ليوقعوا بدلاً عني على تقسيم الجنوب العربي، ولقمت أنا بشجاعة بالتوقيع كمحتل على تقسيمه كما فعل الإنجليزـ ثم ولونا أدبارهم بعد حين هاربين!

 

السبب 4/ المبادرة الخليجية لبلدان مجلس التعاون الخليجي والتي أقحمت معها الدول الكبيرة في العالم تدعم احتلال وتقسيم الجنوب العربي المحتل في الوقت الراهن لمصلحة آنية تخصها، وفي حسابات المصالح عند هذه الدول (ليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم)، يعني هي اليوم مع المحتل اليمني وبكره مع شعب الجنوب العربي…أي احتلال الجنوب العربي مسألة مؤقتة!!!

 

هذه بعض الأسباب لفشل تقسيم الجنوب، بس علي كل جنوبي عربي الثقة أكثر بنفسه، والتشبث بأرضه أكثر، والنضال أكثر بكافة الوسائل المتاحة لتقصير أمد الاحتلال الزائل لا محالة، وذلك قبل أن نصبح بلا وطن ولا جنسية مثل البدون كما يخطط المعتدون.

 

أحمد الشمسي