توفيق جزوليت يكتب: عدن الجريحة: إلى أي مدى يطول صبرك؟

توفيق جزوليت يكتب: عدن الجريحة: إلى أي مدى يطول صبرك؟

(شبكة الطيف ) كتب/ توفيق جزوليت

أصوات من عدن المنكوبة تضع المجلس الانتقالي الجنوبي أمام الأمر الواقع، وأخرى تنتقده.

يطل رمضان المبارك، شهر الغفران والرحمة على العاصمة عدن في ظل غلاء فاحش، وانقطاع رواتب، وانقطاع كهرباء وأزمة مياه، وتقطع وقود السيارات وانتشار الفساد، ومما يزيد الطين بلة تحطيم البنية التحتية، أو ما تبقى منها. ناهيك عن جائحة كورونا.

مأساة إنسانية- لم تعرفها عدن من قبل- في ظل حكومة الشرعية الفاسدة التي يشارك فيها المجلس الانتقالي، والتحالف العربي المتعالي الذي تقوده السعودية، والمجلس الانتقالي الجنوبي المحاصر من الجهتين الأولى والثانية، ولا أدل على ذلك غياب الانتقالي في التعامل مع نكبة عدن.

لعلني في هاته الظروف المأساوية التي يمر منها أهل عدن الصامدين، أود أن أعيد إلى ذاكرة قيادة الانتقالي أن غالبية الجنوبيين منحوه التفويض، بهدف استعادة الدولة في الجنوب، وبالتحديد في المحافظات الجنوبية الستة.

“تعيش عدن مأساة إنسانية لم تعرفها من قبل، وعلى قيادة الانتقالي أن تقوم بنقد ذاتي وإعادة صياغة أسلوب جديد في التعامل مع الجماهير التي فوضتها”

فماذا يعني التفويض؟ وكيف يمكن لهذا التفويض أن يظل قويا ومتماسكا؟ بكل بساطة التفويض يعني حقوق وواجبات، بمعنى أن الجماهير الجنوبية من واجباتها دعم مسيرة الانتقالي التحررية، ومن حقوقها أن يقوم الانتقالي بمعالجة الحد الأدني من تطلعات الشعب على الصعيدين الخدماتي والأمني، على الرغم من الصعوبات التي تواجهه.

يبدو لي أن انتكاسة عدن في غياب موقف يعيد الاعتبار والطمأنينة إلى العدنيين، كان ولا يزال له ردود فعل سلبية ارتقى بعضها إلى انتقادات لاذعة.

على قيادة الانتقالي أن تقوم بنقد ذاتي وإعادة صياغة أسلوب جديد في التعامل مع الجماهير التي فوضتها مصيرها الخدماتي والأمني، ولو كان ذلك في تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الجنوبيين.

– صفحة الكاتب على فيسبوك