علي الشيباني يكتب : خبر زلج / القبيلة : من مظاهر الملقى والقطاع القبلي الى التنديد بما يطالها!

علي الشيباني يكتب : خبر زلج / القبيلة : من مظاهر الملقى والقطاع القبلي الى التنديد بما يطالها!

(شبكة الطيف) كتب/ علي عبد الملك الشيباني

* إعادة نشر بهدف التفكير والتذكير بأحوال الدنيا وعواقب إعاقة بناء الدولة والعيش على الفوضى .

تعد القبيلة ابرز اشكال ما قبل الدولة . كما ينظر للتفاخر بالانتماء لهذا الشكل الاجتماعي المتخلف باعتبارة واحدا من تفسخات غياب الدولة الوطنية ومشروعها الحضاري , ويعكس في النهاية مستوى الوعي العام لهذا المجتمع المحلي او ذاك .

دأب عفاش خلال سنوات حكمه الطويلة على تسويق القبيلة داخليا وخارجيا بإعتبارها قوة مقاتلة لايمكن بأي حال من الاحوال تجاوزها ومن ثم تجذيرها في الوعي العام على هذا الاساس , وبالتالي فإن خطب ودها ومهادنتها هو الاسلوب الامثل للتعاطي معها في توجه واضح وجلي لاستخدامها كواحدة من اوراق اللعب المتعددة التي ارتبطت بنظام حكمه وبما يؤدي في النهاية الى ضمان بقاءه على كرسي السلطة لاطول فترة ممكنة وتوريثه لنجله.

لذلك عمل على رفد ميزانية مايسمى بشئون القبائل بما يساوي ميزانية اربع وزارات , ومنح مشائخ القبائل جزء من سلطات الدولة وصنع منهم مرجعات ذات ثقل وصل حد تحكيمهم القبلي من جانبه في بعض القضايا الخلافية المصطنعة غالبا .

وامعانا في انتهاج هذه السياسة الواقعة خارج وظيفة الدولة ورئيسها المفترض , وتوظيف القبيلة في سياق ونهج سلطته الفاسدة والعائلية فقد عمل على تنصيب بعض الشخصيات كمشائخ في مواجهة اخرين لايدينون له بالولاء , ومنحهم سلطات اوسع ودعمهم بالمال والسلاح , بما في ذلك تعيينهم في مناصب حكومية متقدمة , وما تصعيد ” يحي الراعي ” في مواجهة الشيخ الموقف ” علي عبد الله المقداد ” – رحمه الله- في انس الا خير دليل على هذا النهج.

بالمقابل منحت هذه السياسة الرسمية القبيلة كثيرا من الزهو والنظر لنفسها بآعتبارها قوة فاعلة لايمكن تجاوزها , الفرد القبلي من جانبه ” صدق نفسه” وذهب يتصرف على هذا الاساس مبديا كثير من النعالي خاصة في التعاطي مع الاخر المدني بإعتباره ” مش رجال ” .

في السابق واثناء قيامي بالمتابعة الفنية لبعض المشاريع كنت اصادف العشرات من النقاط القبلية على طول المسافة بين عمران وخمر وبشكل يومي تقريبا , واخرى نصادفها في خولان والحيمة وبني مطر وغيرها من المناطق القبلية كرد فعل حتى على تعرض احد ابناء القبيلة للمساءلة القانونية في قضية ما , او بدافع مطلب خدمي من احد اجهزة الدولة.

اليوم , فجرت منازل كبار المشائخ وفي عمقهم القبلي وطوردوا واهينوا واختطفوا وسجنوا وشردوا وهجروا الى خارج البلد . قتل عفاش المنتمي لسنحان احدى افخاذ حاشد واعتقلت قيادات عسكرية من قراها امثال العوبلي ومقولة وضبعان , الى جانب اعتقال مشائخ بحجم المشرقي وجمعان وجليدان ومن في مستواهم دون مقاومة تذكر ولو . , في تإكيد جلي وواضح على ان موقف القبيلة من محافظات المقاومة وفي مقدمتها تعز , واعتبار ابناءها خونة ومرتزقة وعملاء لم يكن سوى مواراة لعجزهم في مواجهة ماتعرضوا له من الهيانة والذل والامتهان متعدد الوجوه.

ها نحن نسمع ونقراء اليوم عن تنديد قبيلة سنحان بما جرى في بيت الاحمر من اجتياح لها من قبل الحوثيين بعد ان كانوا يعقدون الملاقي القبلية لاتفه الاسبات التي قد تمس احد ابناء القبيلة او غيره من ابناء القبائل الاخرى … سبحان مغير الاحوال ! .

اوضاع الحرب وما يجري عموما في البلاد وما يترتب عليها من نتائج قادت الى عملية فرز شاملة وعلى جميع المستويات بما في ذلك القبيلة الني ظهرت على حقيقة قدرانها المتواضعة بعيدا عن رتوش السلطة ومساحيق نظام عفاش هذه المرة , وقبل هذا وذاك ضخها لكثير من الحقائق الغائبة عن اذهان الكثيرين وفي مقدمتها حقيقة ان كل الناس رجال , اذا كانت ” الرجالة ” من وجهة نظر البعض ترتبط بحمل السلاح واقتناء الجعب , وقد حملها قبلنا ” مياكل ” شارع الحمراء وشقر جبل لبنان.

ثقوا بأني لااتطرق للموضوع بهذه المباشرة بدوافع التحقير والانتقاص او التشفي , بل من منطلق قناعتي بإننا في اليمن وخلال 55 عام من عمر الثورة غدونا اشبه بالمريض الذي ان لم يعترف بحقيقة مرضه فلن يبراء منه ابدا , وبالتالي عليه ان يقصد المراكز المتخصصة للحصول على العلاج الناجع بدلا عن التردد على شقق ” الضمين ” والروقيا وما شابه من ” ملاس الجراح” .

ان كل مامرينا ونمر به من المآسي وقد طالت الجميع هذه المرة , عليها ان توصلنا الى قناعة وحاجة مشتركة بضرورة وجود الدولة ونظام المواطنة وعدم الرهان مرة اخرى على اوهام سقط التعويل عليها , وان الاحتكام لولاية الصندوق وخلافة التداول السلمي للسلطة هو الحل ولاشيء غيره.