إحياء السياسة بديلا عن وجبات الدم..جار الله عمر ومذكراته “الصراع على السلطة والثروة في اليمن”(الحلقة الثانية).

إحياء السياسة بديلا عن وجبات الدم..جار الله عمر ومذكراته “الصراع على السلطة والثروة في اليمن”(الحلقة الثانية).

(شبكة الطيف) كتب/ محمد ناجي أحمد

الهروب إلى الشعر
بعد مقتل محمد مهيوب الوحش بطل السبعين يوما ف، وبطل قوات المظلات، حين تم اغتياله كان جارالله عمر وعديد رفاقه من الحزب الديمقراطي الثوري اليمني في المعتقل، لكنه يحكي لنا قصة ذات تهكم ضمني، فالضابط محمد عبدالسلام منصور حين علم باغتيال محمد مهيوب الوحش وعبد الرقيب عبد الوهاب أصيب بصدمة وإحباط، بما يوحي بهزيمة داخلية، فقد بدأ محمد عبدالسلام منصور منذ تلك اللحظة بكتابة الشعر، وأصبح الشاعر محمد عبد السلام منصور ليتضاءل السياسي فيه، بل إن ما يرويه جار الله عمر يشير إلى الانسحاب من السياسة. لكن نشاط محمد عبد السلام طيلة العقدين الماضيين يشيران إلى نوع ثالث من أنواع السياسية مارسها ويمارسها هذا الشاعر، ومن ذلك جماعة السلام التي يمثلها عديد مثقفين وسياسيين طيلة سنوات الحرب العجاف التي يعاني منها اليمنيون منذ اقتحام حركة الحوثيين لصنعاء، ومن ثم قيام التحالف بقيادة السعودي بقصف شمل تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين والنساء والأطفال، وتجمعات الأفراح والأحزان، بما يجعل تحالف السعودية والحركة الحوثية وانفلات الأمن في تعزن والقتل العنصري الجهوي الذي يمارسه المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية متكاملين في تذرير الجغرافية اليمنية وتعميم الخوف والجوع والمرض والجهل.
خيار الكفاح المسلح كان قرار السلطة في عدن:
حرب العصابات التي مارستها الجبهة الوطنية في الشمال كانت بحسب مذكرات جار الله قرار النظام في الجنوب. وأن منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين التي بدأت كفاحها المسلح من الرافضين لخيار السلم الذي أرادت نهجه قيادات كعبد القادر سعيد وعبد الحافظ قائد- أسستها قيادة الدولة في الجنوب، حين وجدت أن الحزب الديمقراطي منقسم على نفسه بخصوص اتخاذ نهج الكفاح المسلح من الأرياف لإسقاط النظام في صنعاء. وقد أرسل نظام عدن برسالة مع جار الله عمر إلى الحزب في الشمال “يطلبون فيها من أعضاء الحزب وأنصاره واعضاء أحزاب اليسار في صنعاء أن يدافعوا عن النظام في الجنوب وينظموا وحدات عسكرية تقاتل حكومة صنعاء وأنهم مستعدون لدعمهم” ص73.
كان عبد الحافظ قائد وعبد القادر سعيد ويحيى عبد الرحمن الإرياني واحمد زيد وعدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية يفضلون الاستمرار في العمل السياسي السلمي لاستحالة إسقاط النظام في صنعاء لصالح النظام في عدن “فمن وجهة نظر العمل السياسي، لم يكن هناك إمكانية نجاح ذلك التكتيك لأن موازين القوى الداخلية كانت مختلة، ولم يكن النظام في عدن قادرا على تقديم الدعم الكامل للمقاومة، كما أن حلفاءنا في الخارج كانوا يعارضون تلك السياسات ولاسيما الاتحاد السوفيتي، الذي كان يضغط على الجنوب للقبول بسياسة التعايش بين النظامين في اليمن، وعدم تدخل أي منهما بشؤون الآخر على أساس أن هناك دولتين ومعسكرين دوليين”ص76.
بعد فشل دورة اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي ، وتمسك الرافضين لخيار الكفاح المسلح، الذين تم وصفهم بيميني الحزب “عقدنا مؤتمر للجناح اليساري في عدن عام 1973 وانتخبنا قيادة جديدة أقصينا منها كل التيار المعتدل ومن أبرز قياداته عبد القادر سعيد وعبد الحافظ قائد الذي انتخب عضوا مرشحا في اللجنة المركزية وكان ذات يوم الشخص الأول أو الثاني في حركة القوميين العرب، وكان هذا الاستبعاد على أساس أنهما يمثلان الجناح اليميني الذي يرفض الانخراط في المعركة المسلحة، ولكنني أقول للتاريخ، إن عبد القادر سعيد هادي كان الرجل الأكثر نضجا وتطورا بيننا”ص74-75.
وفي هذا المؤتمر انتخب سلطان أحمد عمر أمينا عاما وجار الله عمر وعبد الوارث عبد الكريم واحمد الحربي أعضاء في المكتب السياسي، كما انتخب عبد الحميد حنيبر أمينا مساعدا وأعلنا تأييدنا للكفاح المسلح”ص75.
واضح من هذه الشهادات والمراجعات التي يقدمها جار الله عمر فيما يتعلق بقرار الكفاح المسلح الذي اتخذه الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي كان قرار النظام في عدن، والذي استبق الأمر بتشكيل منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين من أعضاء الحزب الديمقراطي وبتمرد على خيار النضال السلمي. بعد ذلك أسس الحزب الديمقراطي بعد اتخاذه قرار دعم الكفاح المسلح “منظمة جيش الشعب” وقام نظام عدن بدعم المنظمتين، إلاّ أن دعمه كان أكثر لمنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين كونها السباقة في امتثالها لخيار السلطة في الجنوب. ومع ذلك دعموا “منظمة جيش الشعب” بالمال والسلاح ، وبدأ “جيش الشعب” يدرب الناس على الأسلحة في مناطق الشمال.ص75.
من وجهة نظر جار الله فإن الدفاع عن النظام في الجنوب كان مبررا سياسيا “في ظل الهجوم الذي كان قائما عليه من معارضيه لإسقاطه، ولكن من وجهة نظر موازين القوى وإمكانية الاستيلاء على السلطة عن طريق الكفاح المسلح فلم يكن الخط السياسي الذي اتبع صائبا”ص76.
أما من الناحية الأخلاقية بحسب جار الله ، فليس هناك شيء يمكن الندم عليه. لماذا؟ لأن الطرف الحاكم في صنعاء كان ممسكا بالسلطة بالقوة، وقد صفى معارضيه في أحداث أغسطس بوحشية وارتكب المجازر ونصب المشانق وغيرها. ص76.
وكما وجد انقسام حول قرار الكفاح المسلح وإسقاط النظام بصنعاء بالقوة داخل الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، كذلك كانت قيادة عدن منقسمة إلى خطين، الأول بزعامة المرحوم سالم ربيع علي ومعه علي عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شائع هادي، وكان هذا الخط يرى وجود إمكانية لإسقاط النظام في الشمال وتحقيق الوحدة اليمنية بالقوة.
وهناك خط آخر بقيادة عبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد وعدد من القيادات ترى ذلك مغامرة وأحلاما ثورية لا اساس واقعيا لتطبيقها على الأرض، واستمر هذان الرأيان حتى جاءت حرب 1979م.ص 76.
تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية:
تشكلت “الجبهة الوطنية الديمقراطية” من الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، ومنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين وحزب العمل اليمني، والطليعة الشعبية، وحزب البعث الموالي للعراق، وبعض الضباط السبتمبريين، الذين كان انضمامهم سريا، كـ”محمد الرحومي، وصالح الأشول.
من الواضح أن انضمام حزب البعث الموالي للعراق إلى الجبهة كان بسبب موقفه العدائي من الحمدي، فلم يكن حزب البعث مرتاحا لإبراهيم الحمدي، وبعد اغتياله بدأ موقف حزب البعث من الكفاح المسلح يتراجع، وصولا إلى انسحابهم من الجبهة الوطنية.

إبراهيم الحمدي من وجهة نظر جار الله عمر:
كان الحمدي بحسب مذكرات جار الله عضوا في حركة القوميين العرب ثم الحزب الديمقراطي الثوري اليمني عند تأسيسه في يونيو 1968. “كان الحمدي جزءا من تركيبة النظام وكان معنا عضوا في حركة القوميين العرب، ولكن بعد أحداث أغسطس 1968 نحن دخلنا السجن وهو بقي في الدولة واستطاع أن يشتغل حتى وصل إلى قمة السلطة”ص77.
وبعد وصول الحمدي إلى السلطة بدأ يعمل ضد القوى التقليدية، وأصدر تشريعات جديدة، وحاول أن ينشئ دولة نظام وقانون وأوقف الحملات العسكرية على المناطق وأقام علاقات سرية مع النظام في عدن واتصل بالمعارضة في الشمال وبعض أفراد المقاومة الشعبية والحزب الديمقراطي الثوري، فتقرر إرسال الأخ عبد الحميد حنيبر إلى صنعاء لمقابلة الحمدي بصورة سرية، وأخذت السياسات تتقارب فيما كان الوسطاء يبحثون عن حلول للمشكلات الدائرة في تلك المناطق وعاد الكثير من الذين خاضوا الكفاح المسلح إلى مناطقهم وبدا السلام يعم مناطق الصراع في المناطق الوسطى وهدأ الصراع.
لكن الحمدي لم يستطع أن يحول هذا التقارب إلى سياسة علنية بسرعة، بسبب تدخلات السعودية وبعض دول الخليج وهيمنة محمد خميس على جهاز الأمن، فاختلف الحمد مع السعودية وظل الحمدي يستقبل المقاومين بصورة سرية خشية من بعض القوى الموجودة في الجيش والأمن فقد كان محمد خميس مهيمنا على الأمن. ص77-78.
نسج الحمدي علاقة متميزة مع سالم ربيع علي، وهذا لا يعني أنه كان ضد عبد الفتاح إسماعيل، لكن الانقسام داخل التنظيم السياسي الموحد الجبهة للجبهة القومية كان كبيرا بسبب النزاع على السلطة.
كان سالمين بحسب جار الله رجل عملي وله شعبية جماهيرية أكثر من عبد الفتاح، وإن كان داخل الحزب يمثل أقلية، كان سالمين “رجل عملي ولا يحب المثقفين، ويعتقد أنهم بتاع كلام كثير وكان يتهمهم بأنهم غير عمليين وأنهم تابعون للاتحاد السوفيتي، وهم يتهمونه بأنه رجل فردي ويعمل لوحدة، ولا يريد بناء مؤسسات”

قصة اغتيال الحمدي كما يرويها جار الله:
بحسب شهادة جار الله فإن الحمدي ما إن وصل إلى الحكم حتى غير اتجاهه السياسي وبدأ يعمل ضد القوى التقليدية، ويجري اتصالات سرية مع المعارضة في الشمال ومع النظام في الجنوب. وكان اختلاف الحمدي مع السعودية ومع القوى التقليدية، وتفاهمه بصورة صريحة مع الجنوب، وقراره بزيارة عدن، كل ذلك أدى إلى تدبير عملية انقلابية ضده، قادها نائبه أحمد حسين الغشمي، ومعه عدد من الضباط، دعوا الحمدي إلى حفلة غداء في منزل الغشمي، وقتلوه مع أخيه عبد الله الحمدي الذي كان يقود قوات العمالقة، وصهره علي قناف زهرة، قائد سلاح المدرعات، وقد أرادوا تصوير جريمة القتل على أنها كانت بسبب دعارة وتنافس الحمدي وأخيه على الفرنسيتين، فجلبوا فتاتين فرنسيتين تم قتلهن ووضع جثتيهما إلى جوار جثة الحمدي وأخيه عبد الله.
قتل الفرنسيتين بحسب التشريح الطبي يسبق قتل الحمدي وأخيه بسبع ساعات.
اعترضت فرنسا على البيان اللاأخلاقي التي أعلنه انقلاب الغشمي، وكنت قبل سنوات قد كتبت مقالة أتساءل فيه عن كتبة ذلك البيان سيء الصيت، والذي رفضته عدد دول وفي مقدمتها فرنسا، لأن ممثلي الشعب هناك لن يقبلوا ببيان لا يمتلك أدنى ذرات الضمير الإنساني، وقد ذكرت يومها أن من كتب ذلك البيان هو عبد الله سلام الحكيمي ومدير مكتب الغشمي أحمد العماد، فنفى يومها عبد الله سلام الحكيمي ذلك وقال بأنه هو واحمد العماد كتبوا البيان المعدل!
طلبت فرنسا من الخارجية اليمنية أن تصدر بيانا معقولا حتى تستطيع السلطة هناك الرد على تساؤلات نواب الشعب، فتم بعد ذلك صياغة بيان آخر لا يقرن جريمة الحمدي بالفرنسيتين، ويوصف جريمة قتل الفتاتين الفرنسيتين بأنهما قتلتا خارج صنعاء من قِبل مجهولين!

اتضح لاحقا وبعد سنوات أن الفرنسيتين كانتا تعملان في جهاز المخابرات الفرنسية، وأن تجنيد إحداهن واصطحابها إلى اليمن كان بخديعة قام بها صديق الأب الفرنسي والأبوين يعملان كذلك في جهاز المخابرات، فقام الأب بقتل صديقه انتقاما لموت ابنته، ليسجن الأب سنوات طويلة، ثم أطلق سراحه وكان له لقاء مع الصحافة.
لقد كانت شعبية إبراهيم الحمدي كما يرى الكثيرون ومنهم جار الله عمر “شعبية طاغية كبيرة جدا ولعله أكثر رئيس في الشمال حظي بشعبية”ص80.

حكاية جار الله عن مقتل الغشمي:
يروي جار الله عمر قصة اغتيال الرئيس أحمد حسين الغشمي، بأن الرئيس سالم ربيع علي هو من اتخذ قرار اغتياله “عاد سالمين إلى عدن وأقسم اليمين إنه لازم ينتقم للحمدي… وفي أواخر حزيران/يونيو 1978 أمر سالمين بخط يده وبقلمه بأن يرسلوا حقيبة ملغومة للغشمي إلى صنعاء. واتصل بأحمد الغشمي وقال له أنا سأرسل رسولا وأعيد لك الجنود الذين هربوا إلى الجنوب. وأرسل الرسول إلى صنعاء واسمه مهدي وهو يحمل الحقيبة وأثناء مقابلة الغشمي انفجرت الحقيبة وقتل الغشمي والرسول القادم من عدن…”
هذه القصة يرويها علي ناصر محمد بذات المنحى، لكنه يحيل طريقة الاغتيال بأنها من أفكار صالح مصلح، الذي ظل هاجسه الوحدوي يدفعه لمثل هذه المغامرات، بل يروي علي ناصر محمد أن صالح مصالح اقترح عليه حين كان رئيسا وأمينا عاما للحزب أن يرسل ابنه إلى صنعاء للمشاركة بأحد الأعياد ليقوم بعملية انتحارية يقتل فيها الرئيس علي عبد الله صالح. لكن علي ناصر الذي ظلت حكاية اللغم ومقتل الغشمي حاضرة في ذهنه، وكيف أن صالح مصلح يسير مغامرا في هذا الاتجاه دون أن يدفع كلفة أفكاره تلك، بل في الأولى تحمل تبعتها سالمين وقتل بتلك الذريعة-جعلته ينظر إلى مقترح صالح مصلح بالريبة، طبعا مع اختلافه كذلك مع طريقة صالح مصلح ورؤيته لتحقيق الوحدة…

مقتل سالمين :
مقتل سالمين ارتبط بقتل الغشمي، فقد اتخذ هو وصالح مصلح قرار قتل الغشمي دون الرجوع إلى المكتب السياسي، فقد تم قتل الغشمي بعملية انتحارية نفذها “الفدائي مهدي المعروف بـ”تفاريش”؛ تعني بالروسية “الرفيق” وذلك بتعليمات من سالمين الذي أعطى أمرا بذلك لصالح مصلح بناء على طلب من صالح مصلح، وكان المرحومان سالم ربيع وصالح مصلح قد وعدا بألا يتركا حادثة الحمدي تمر دون أن يأخذا بالثأر، لأنهما شعرا بالإهانة، خصوصا وأنه تم اغتيال الرئيس الحمدي عشية زيارته إلى عدن” ص88.
في هذه الكتاب يصف جارالله عمر الرئيس سالمين بأنه عملي ومتحرك وجماهيري، وكذلك في وصفه لعلي ناصر محمد بأنه “الأقدر على قيادة الدولة فيما عبد الفتاح رجل حالم مفكر روحي ومرشد مثالي وليس رجل دولة” ص94.
ظل الاتحاد السوفيتي يقف في صف عبد الفتاح إسماعيل من خلال سفيرهم بعدن، في الصراعات والانقسامات التي تحدث داخل الحزب، ففي أزمة الحزب التي قرر فيها المكتب السياسي نفي عبد الفتاح إلى موسكو بداية الثمانينيات، تدخل السفير السوفيتي وجلس مع خصوم عبد الفتاح وحاول إقناعهم بالتخلي عن موقفهم لكنهم رفضوا.” ص95.

محاولة انقلاب الناصريين:
يؤكد جار الله عمر أن الحمدي كان منتميا بشكل غير معلن للتنظيم الناصري، وفي مناخ الانتقام للحمدي واستعادة مشروع 13يونيوحاول التنظيم في أكتوبر 1978 القيام بانقلاب عسكري ضد الرئيس علي عبد الله صالح، إلاّ أن الانقلاب فشل خلال ساعات، وترتب عليه إعدام القيادة المدنية والعسكرية، وفي مقدمتهم أمين عام التنظيم/ أمين سر التنظيم عيسى محمد سيف. وتوسعت الاعتقالات لتشمل كوادر في الحزب الديمقراطي الثوري وحزب العمل وحزب الطليعة الشعبية واتحاد الشعب الديمقراطي الماركسي، وهي الفصائل التي كانت تحضر للاندماج وتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني. وجرى إعدام بعض قيادات الأحزاب اليسارية التي كانت معتقلة من قبل. ومن هؤلاء القادة: عبد الوارث عبد الكريم عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي، وسلطان أمين القرشي عضو المكتب السياسي في الطليعة الشعبية، والمقدم علي مثنى جبران قائد سلاح المدفعية في حصار السبعين يوما، وبجانبه طه فوزي وعلي خان الذي كان قائدا سياسيا مدنيا، ينتمي للطليعة الشعبية وآخرون. ص82.