أمين محمد الخرساني يكتب : التخاذل في معركة مأرب سيدمر اليمن ومجدها

(شبكة الطيف) كتب : أمين محمد الخرساني

معركة مأرب تعتبر معركة مصيرية ليمن الحاضر والمستقبل وللشعب اليمني قاطبة , شماله وجنوبه “.
 
فمأرب هي إحدى البوابات الشمالية إلى الجنوب وهي تحتوي في جوفها وجوف صحاريها على كنوز تاريخية من الآثار التي لاتقدر بثمن وهي التي ستحدد الهوية الوطنية اليمنية .. كما تحتوي على ثروات نفطية وغازية هائلة .    
 
والصراع بين الحوثيين وغيرهم من اليمنيين هو صراع في جوهره اقتصادي وإن ألبس أثوابا دينية ومذهبية والهدف من الحرب التي يشنها الحوثيون على مارب هو الإستئثار بالثروات، فعلى إثر مؤتمر الحوار الوطني الذي طالب بتوزيع عادل للثروة قام الإنقلاب وإن كان الحوثيون يلبسون هذا الصراع لباسا مذهبيا فهو نوع من ذر الرماد في العيون فالإمام علي ابن أبي طالب في أدبيات السنة هو رابع الخلفاء الراشدين وله مكانته من التبجيل كبقية الخلفاء الراشدين وليس لمعاوية أي مكانة في الثقافة السنية ولو فتشت عن إسم لمعاوية في المناطق السنية لن تجد إسما واحدا في المائة ألف إسم ..
 
و لذلك فإن على أبناء المحافظات المهمشة كتعز وريمة والبيضاء والحديدة والمحافظات الجنوبية والشرقية أن تدفع بأبناءها وتحشد الحشود الشعبية للدفاع عن مارب لأن الهدف من إسقاط مارب هو الإستئثار بمواردها الإقتصادية والتي تعودت صنعاء كعاصمة نهبها وترك بقية المحافظات بدون مشاريع تنموية وبدون مصالح إقتصادية .   
 
وعلى هذا الأساس فقبائل شمال الشمال يقاتلون مع الحوثي باستماتة من أجل أن تظل صنعاء هي الحاكمة والقبائل المحيطة بها هي المهيمنة ..
 
لذلك نجد قبائل إقليم أزال الموجودين في صف الشرعية يخذلون الشرعية كثيراً كما تعمل الدول الغربية الإستعمارية من أجل تقاسم الثروات مع القبائل .
 
والنظام القبلي السابق للحرب والذي استمر ما يقرب من 33 عاما كان يتقاسم الثروات النفطية مع الشركات الغربية العاملة في اليمن .. كما كان القادة العسكريون القبليون يحصلون على مئات الملايين من الدولارات سنويا تحت مسمى الحماية والحراسة وغير ذلك من المسميات .  
                                                                                       
إن دعم أبناء المحافظات المهمشة بما فيها المحافظات الجنوبية والشرقية لمحافظة مارب واجب وطني وإنساني وأخلاقي والدعم لا بد أن يتخذ أشكالا مختلفة , من الدعم بالرجال والمال والسلاح وعدم التعويل على دعم الدول الخليجية وعلينا أن نفهم أن الصراع القطري الإماراتي في اليمن هو صراع بهلواني ترسمه دوائر الإستخبارات الغربية والصهيونية وفق لما تقتضيه مصالح إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة وإيران ‘ ودول الخليج العربية عبارة عن بيادق في لعبة الشطرنج الدولية .  
 
وسقوط مارب سيؤدي إلى سقوط يمن الحاضر والمستقبل وستصبح اليمن مستعمرة تابعة لإمبراطورية فارس الجديدة تستخدمها إيران لمواجهة أعداءها في شمال الجزيرة ووفقا لمصالحها الإمبراطورية , إن لم يعيدونا إلى العصر الجاهلي عصر داحس والغبراء بالإتفاق مع الغرب والمؤشرات على ذلك كثيرة وواضحة .

▪︎مدير عام إعلام تعز