عبدالرحيم الحميري يكتب: بم أفكر ؟ حقيقة وواجب 

 

(شبكة الطيف) كتب: عبدالرحيم الحميري

لو فتشنا جيدآ بين المتقاتلين لما وجدنا أحدآ منهم يعلم نفسه كيفية القتال من أجلنا كمواطنين ولكننا نسمعهم جميعآ يرددون ويؤكدون أنهم يقاتلون من أجلنا يافيس.

إن مستقبلنا هنا بعوالمه الحقيقية والافتراضية لن يكون له معنى مهم بالنسبة لنا طالما ونحن بهذا القدر من التسيب والالتصاق بالخوف والارتباط بالخنوع ولن يكون لنا مشروعا فيه ونحن نلتبس هذا الضياع الذي يعزز انتصاراته في نفسياتنا يوما بعد يوم فكيف بنا ونحن بهذا التردي أن ننتصر للقانون وكيف بنا نحن أن نتخلص من خوف السلطات وتهديداتها ومغالطاتها وكيف بنا نحن أن نتمكن من إحلال العقل محل الأئمة والقساوسة وكيف بأمثالنا أن يصبحوا أذكياء يافيس.

لقد تمرسنا على القول التخريبي والفعل التخريبي ونسفنا احترام العقول البشرية وعملنا ونعمل على تبليدها وصنعنا أقزاما وحكاما وقادة دونيين يحكموننا دون فعالية وكفاءة وأهلية بعضهم لايجيد سوى النوم والبعض الآخر ليس لديه سوى تعزيز الأوهام في رؤوسنا ويتخذوننا سخريآ لهم ويجعلون منا مسخرة وأضحوكة لدى العالم الآخر يافيس.

لم نجد فينا مناظلآ حقيقيا مؤثرآ أو قادرا على التأثير فينا لأنه لاأحد منا يشارك الآخرين نضالهم فعلآ وجميعنا دون استثناء نشترك في لوم غيرنا وعدم لوم أنفسنا على شيء من أفعالنا الخاصة منها والعامة يافيس.

لقد سقط وطننا وسقطت دولتنا وسقطت أعمالنا وسقطت مكتسباتنا وفرطنا بأمننا وتعليمنا وعدلنا وثرواتنا وأرضنا ولم نعد نمتلك أي إمكانية للتصرف بأنفسنا بحرية بل صرنا عاجزين عن فعل أي شيء يجسد أننا أحرارا أو حتى متدينين أو قبليين أو وطنيين أو قوميين يافيس.

لقد فقدنا ذاتنا بعد فقدان هويتنا واختفى تماما تمردنا على كل هذه السياسات والمخططات والحروب العابثة بنا والصيغ الجاهزة التي يتم اعدادها لنا وتطعيمنا بها رغم أننا نعرف جميعنا أن حياتنا لن تتكرر وأننا لن نعيشها مرتين ورغم هذا يصعب علينا تنمية ذاتنا وإعلاء شأنه ونكتفي بتجرع المسلمات والإقبال على المزيد من تضليل أنفسنا وشطب أنفسنا بأنفسنا يافيس.

اننا نستمر في مغالطة أنفسنا وإيهامها بأن العيش الحقيقي في العقيدة والمبدأ والفكر والوطن والحق والعدل والموت فداء لذلك هو الأهم من الحياة بدونهم ولكننا لانمتثل في الحقيقة لذلك يافيس.

إن مايتطلب منا وماينبغي علينا وماينفعنا ليس سوى تفريغ ذواتنا من أوهامها وضعفها وهيمنتها المتجبر الهش وعقائدها المزيفة المغلوطة المنقوصة الهدامة وصناعة سلطة العقل وبعث الفطرة والتحرر من العدمية والتوقف عن تبعية القطيع وحياة القطيع والوصول إلى الفوز بأنفسنا والخلاص من جعلها رهينة كل تصور طاغي يذلها ويرعبها يافيس.

يلزمنا بالضرورة ايجاد شخصياتنا المتمكنة والقادرة على الانفتاح الحر على العالم والتلقيح والتلاقح فيه ومعه وصناعة بصمتها فيه وتشكيل كينونتها والتوقف عن السمع والطاعة لكل من هب ودب وادعى الجدارة دون أن نخجل ودون أن نستمر في التلقي والانصياع والسذاجة يافيس.

إن تشييد رؤيتنا يحتاج منا إلى إصلاح الخلل الظاهر والباطن فيها وفي إبصارنا لما حولنا ومايعنينا ومايحيط بنا وهنا يلزمنا تبديد كل التشكيلات الثقافية المتراكمة وبصورة تطهرية وكذا هدم كل أيديولوجية فاعلة وهدمها بشكل كلي حتى تصبح حياتنا خالية من كل إذعان لانتماء أو مناطقية أو ثقافة تشكل من أذهاننا التطرف أو الفشل أو الخوف يافيس.

إن القوة الحقيقية التي ينبغي علينا السعي للوصول إليها في هذا المجتمع هي في ايجاد نية الخير في قلوبنا لأن تلك النية سوف تثمر بالضرورة بثمار الخير وأفعاله في حياتنا وانعكاساتها ستكون على كل أصعدتنا وأعمالنا فالله عز وجل إن يعلم أن في قلوبنا خيرا سيؤتينا خيرا ولذا من اللازم علينا أن نستوعب أن النية الصالحة هي مصدر الخير وامتداده يافيس.