السودان : تواصل الاشتباكات بين أطراف الصراع على الرغم من بدء سريان الهدنة ومواطنون يقننون في استهلاك الغذاء خشية نفاده

(شبكة الطيف) الخرطوم
تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أقل من نصف ساعة من بدء سريان هدنة إنسانية يفترض أن تستمر 24 ساعة.

وشهد محيط القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش بشرق الخرطوم اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.

وأفاد شهود عيان لـ “بي بي سي” بأنهم سمعوا أصوات رصاص ومدفعية ثقيلة، في عدة مناطق في بحري والخرطوم.

وقال شهود إن ثلاثة أطفال أشقاء، قتلوا جراء سقوط قذيفة عليهم، خلال لهوهم، في منطقة الجريف شرقي العاصمة الخرطوم.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة “لم نتلق أي مؤشرات على توقف القتال” في السودان.

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد وافقا في وقت سابق اليوم على وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة وذلك بعد أربعة أيام من القتال العنيف في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

وقال قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية إن وقف إطلاق النار سيبدأ في تمام الساعة السادسة مساء اليوم بالتوقيت المحلي.

كما أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” أنه وافق على وقف إطلاق النار لضمان إجلاء المدنيين الجرحى.

وتأتي موافقة الأطراف المتحاربة على الهدنة عقب اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بكل من البرهان ودقلو، إذ دعاهما إلى وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة لفتح ممرات آمنة وخروج المدنيين المحاصرين.

ومنذ أن بدأ الصراع بين طرفي المكون العسكري قبل أيام في السودان، يعيش المدنيون وضعا إنسانيا مأساويا. علمت بي بي سي أن مع انقطاع الكهرباء والمياه، تتفاقم أزمة أخرى تخص الطعام تنذر بتدهور الأوضاع خلال الأيام المقبلة.

ووقعت اشتباكات مسلحة السبت الماضي بعد أن نشرت قوات الدعم السريع عناصرها حول العاصمة الخرطوم، وهو أمر رآه الجيش تهديدا صريحا لسيادته.

وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه في مناطق عديدة في العاصمة لساعات طويلة.

“مخزون الطعام في منزلنا يكفي ليومين فقط” هكذا بدأت نسرين الصايم حديثها معنا عبر الإنترنت والذي لم يستغرق وقتا طويلا، إذ تنظم استخدامها للهاتف، حتى لا تفرغ بطاريته فتنقطع عن متابعة أخبار الاشتباكات القريبة من منزلها، ولا تعلم إذا ما كانت ستنتظر لوقت طويل حتى عودة التيار الكهربائي.

وتقول نسرين، التي تقيم في الخرطوم، إن عائلتها الآن تقلل من كميات الطعام التي تستهلكها، أملا في أن يستمر مخزونها لأكثر من يومين. فبدلا من وضع صنفين مختلفين على المائدة كما اعتادوا وقت الإفطار في شهر رمضان، تقوم الأسرة باستهلاك صنف واحد فقط خلال الوجبة. ويحاول كل شخص أن يأكل بكميات أقل من المعتاد حتى تكفي الوجبة كل أفراد الأسرة.