أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة وبعضهم أمضى عقداً من الزمان ويحلم بالهجرة إلى أوروبا

(شبكة الطيف) عدن
في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها. حولت السيدتان جزءاً من المسكن إلى محل لتقديم القهوة الإثيوبية، لكنهما تشكوان من تدني الإقبال؛ لأن السكان مغرمون بالشاي ولا يفضلون هذا النوع من القهوة، لكنهما وآخرين ممن أمضوا أكثر من عشرة أعوام في اليمن ما زالوا يحلمون باللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية.

تتذكر الشابة السنوات التي قضتها في صنعاء قبل اقتحامها من قبل الحوثيين، وتقول إنها كانت أياماً جميلة، واستطاعت أن تكوّن خلالها صداقات مع كثير من اليمنيين واليمنيات، وكان هناك إقبال كبير على محلات تقديم القهوة والأكلات الإثيوبية، إلى جانب وجود جالية إثيوبية كبيرة أو يمنيين ولدوا لأمهات إثيوبيات، وتتمنى أن يعود السلام لتتمكن من العودة إلى صنعاء.

رغم مرور أكثر من عشرة أعوام على وصولها ووالدتها إلى اليمن فإن الشابة الإثيوبية تشعر أن سنوات الحرب كانت الأقسى، حيث اضطرت إلى مغادرة صنعاء، وبعدها قام الحوثيون بترحيل معظم اللاجئين الإثيوبيين بعد واقعة إحراق مركز للاحتجاز ووفاة العشرات منهم بداخله، وتقول إنها اضطرت لبدء حياتها مع والدتها من جديد، حيث استقرتا في مخيم مصنوع من الصفيح والقماش بالقرب من مكاتب المنظمات الدولية في مديرية خور مكسر، قبل أن يتم نقلهما مجبرتين إلى أطراف مدينة عدن.

ولا يشارك كثير من اللاجئين الإثيوبيين، ومعظمهم من الشباب، أمنية الحصول على اللجوء في أوروبا، بل إن معظمهم وفي أحاديث مع «الشرق الأوسط»، يتمنون الوصول إلى إحدى دول الخليج للعمل هناك، خاصة أن غالبيتهم فروا من القتال في بلدهم، عبر رحلات خطرة من جيبوتي إلى سواحل البحر الأحمر، ولا يراهنون على المنظمات الدولية، لإعادة ترتيب أوضاعهم في أي بلد آخر، ويقولون إن ما تستطيع فعله هذه المنظمات هو تنظيم رحلات عودة طوعية إلى إثيوبيا.

ورغم انعدام آمال الانتقال إلى بلد آخر، أكد مركز الهجرة المختلط في تقريره عن الربع الأول من العام الحالي أن موسم الجفاف السادس في القرن الأفريقي أدى إلى تفاقم عملية النزوح، حيث نزح أكثر من 3.5 مليون من الجفاف داخلياً في إثيوبيا، وما يقرب من 1.5 مليون من النازحين المتأثرين بالجفاف والصراع في الصومال، حيث عبر نحو 100 ألف صومالي الحدود إلى كينيا، باحثين عن ملاذ في مخيمات للاجئين.

وبحسب المركز، فإنه وخلال هذه الفترة، وصل 41.453 لاجئاً ومهاجراً إلى اليمن، مقارنة بـ19.652 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ونبه إلى أن هذه الزيادة تشير إلى العودة إلى أرقام ما قبل الجائحة للاجئين والمهاجرين الذين يتحركون على طول الطريق الشرقي.

وفي مقابل ذلك، رصد المركز انخفاض عدد اليمنيين العائدين طواعية بنسبة 41 في المائة، حيث لم يزد العدد عن (9.438) مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، والذي بلغ فيه عدد العائدين (15.922)، مشيراً إلى أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، وصعوبات الدخول والوصول إلى دول الخليج، كانتا السبب في زيادة عودة المهاجرين الإثيوبيين بشكل أساسي إلى القرن الأفريقي.