شوقي نعمان يكتب : تمدين شباب : أيقونة العمل المدني في اليمن

(شبكة الطيف) كتب : شوقي نعمان

منذ الإطلالة الأولى في العام 2011  ظهرت الصورة ببروز وحقيقة لعمل مدني إنساني ريادي ومعاصر، مستمدة عملها وفق رؤى ملائمة لمنطلقات التنمية المستدامة، والمتمثلة بالتغيير الحقيقي للعمل الإنساني  في اليمن تعد تمدين شباب نموذجًا للمنظمات اليمنية بأعمالها المنظمة ووعيها الإنساني والمدني بأهمية التنمية ورفع معاناة المواطنين.
أيقظت مؤسسة  تمدين شباب  نزعات باقي المنظمات لعمل مؤسسي محوكم وشفاف، وغرست في أذهان الملايين أبجديات التغيير والتقدم والمضي نحو تحقيق الاستدامة في العمل  المدني والإنساني المنشود، وذلك بتصدرها زعامة المشهد الإنساني منذ اللحظة الزمنية الأولى لتأسيسها في مايو من العام 2011، من خلال ثباتها، وصمودها الظرفي والمتمرحل في إرساء أعمدة  العمل الشبابي والإنساني والمدني معا  والتي فتحت أمام الجميع آفاقًا رحبة في العمل المؤسسي وإنعاش الروح المعنوية في الصعيد الإنساني الحافل بطاقات شبابية عالية وتواقة لمستقبل اليمن الجديد.

نهجت تمدين الموضوعية والمصداقية التقدمية التي اعتنقتها من خلال حضورها في مقدمة الصف  لمنظمات المجتمع المدني، رافعة شعارها بالثبات والاستمرار والتمكين والحوكمة، إذ كانت ناطقة بلسان التغيير وإعادة هيكلة العمل الإنساني  وفق معايير عالمية تلبي احتياجات معاناة الفقراء، والتمكين للشباب والمرأة.

ويتمثل الدور الإنساني والتنموي لمؤسسة تمدين بأنها ذلك  الصرح  الذي ارتسم في معاني النظام المؤسسي المحوكم والتشبيك لحشد الموارد لغرض الاستمرار والعطاء وفتح جسر العبور لباقي المنظمات الناشئة والمبتدئة

وبفضل ديناميكية طاقتها وطاقمها ونشاطها  الفعال وإيمانها بالعمل الإنساني والشبابي وبقداسة القضية الإنسانية والوطنية وحقوق الإنسان، استمرت بعكس غيرها من الكثير من المنظمات، وكسبت ثقة الداعمين والمستفيدين على حد سواء في الوسط الاجتماعي بحكمتها العميقة والمنطقية باستخدام لغة التنموية والتمكين والكلمة، والتظاهر السلمي الذي مكنها من إعاقة النظام عن توظيف عتاده العسكري وخمد شعلة الثورة السلمية، عكست مؤسسة تمدين صورة نبيلة لطبيعة عملها القائم على الشفافية والوضوح والمصداقية  التي ميزتها وساعدتها على امتطاء ذروة النجاح المتسارع، متجاوزة الحدود الجغرافية والمنطقية وكل المسميات؛ لتكون مشروعا نهضويًا في تنوير باقي العمل المؤسسي المدني.

إن الحديث عن مؤسسة تمدين شباب  من زاوية أخرى يفيض بالكثير من القيم  والسمات الجمالية بطبيعة مشروعها النبيل، وعلاقاتها المؤسسية و الاجتماعية الناجحة التي عكست فيها قيم العمل الإنساني  الحميد
في الوصول إلى الفضيلة والكمال الإنساني الخلاق، وذلك من خلال نوالها الطائي الفياض في تبني الكثير من الحالات النسائية والشبابية، وتمكينهم اقتصاديا ، وتوفير الفرص  لأصحاب الكفاءات والقدرات المهنية العالية في المجالات المختلفة، وبهذا العمل الخلاق تكمن مؤسسة تمدين  بتلك الشجرة التي يستظل عليها الشباب والنساء والحالات المعدمة.
تثبت لنا تمدين يومًا بعد آخر  أنها مستمرة وبفاعلية وحضور كبير وذلك في نضالها الخدمي الإنساني والتنموي، وبانفتاحها الواعي وخدماتها الإنسانية النبيلة، ومواقفها الوطنية المشرفة في تقديم دراسات اقتصادية وحوكمة مالية مضبوطة، بعيدًا عن الطرق المعروفة والمستهلكة
وكذلك حرصها الاجتماعي والإنتاجي للمرأة اليمنية على وجه الخصوص.

* رئيس تحرير منصة ريشة