فهد العميري يكتب : تمدين شباب : التاريخ الموازي للتاريخ

(شبكة الطيف) كتب : فهد العميري
مثلت مؤسسة تمدين شباب نقطة فارقة في العمل الانساني اليمني فيما يتعلق بنبل الأهداف ومثالية الغايات وجسارة التحديات والهمم العالية التي قادت هذا المشروع العملاق الذي أثرى الساحة اليمنية وارتقى بالعمل الخيري وجعل من الإنسان وخدمته الهدف والغاية التي تشمر له كل الجهود .

في بواكير العام 2013 وبينما كان الناس يوجهون اهتمامهم نحو ارتدادات ثورة 11 فبراير ، اين أصابت واين أخفقت وآخرين يجنون مكاسبها ، كان الربان الماهر حسين السهيلي مع ثلة من الشباب الفاعل يصنعون تاريخا موازيا للتاريخ وينحتون في سهول تعز ومنحدراتها ثورة في العمل الانساني اسمها مؤسسة تمدين شباب ، المؤسسة العملاقة الرائدة في العمل الانساني ..

تدهشك تمدين بتنوع مشاريعها وفاعلية كوادرها ونوع استقطابها وامتدادها في مختلف محافظات اليمن لتجعل من الإنسان محور اهتمامها وتشمر كل السواعد من أجل تقديم العون الغذائي والمأوى والتاهيل والتدريب والتنمية ، ولو عادت بك الذاكرة إلى الوراء وحدقت مليا في الأنشطة والجهود التي بذلها – حينها – القائد حسين السهيلي وفريقه لاقسمت -يومها- أن لا تحقق تمدين هذا المجد ولا تصنع هذا الالق ولا تحلق في قمم النجاح والتفوق بهكذا تفرد ، لكنها نجحت وتألقت وتعملقت ووضعت بصماتها وأصبحت ذائعة الصيت على المستوى الدولي .

تحتفل مؤسسة تمدين شباب بعيد ميلادها العاشر وفي الآن ذاته بمنحها صفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي التابع للأمم المتحدة ، ويا لها من أحداث مذهلة وعامرة بالفرح والغبطة لتواصل حصد النجاحات في مجال العمل الانساني في اليمن وتقديم كل العون للإنسان دونما اعتبار لجنسه أو لونه أو انتماؤه السياسي.

فخور جدا بكوني عاصرت ولادة هذه المؤسسة الرائدة منذ انبثاقها الأول ، وكنت متواجدا في منصة اشهارها ، وعملت في مكتبها بعدن وتعز ، وتربطني علاقة صداقة وثيقة بربانها وقائد سفينتها الاستاذ حسين السهيلي ، وسعيد جدا وانا أرى تمدين شباب وهي تعمل كخلية نحل لا تهدأ طواقمها في الخلق والإبداع وحصد الانجازات والإعلاء من الإنسان وكرامته وتلبية حاجاته.

أن النجاحات الخارقة للعادة في مجتمعنا ليست هبة ربانية وليدة الصدفة بل هي نتاج لسنوات من الجهد والمثابرة والعمل الدؤوب والتخطيط الناجح والاستراتيجي والتحديث المستمر واستقطاب الكوادر الناجحة والكفوة الذي انتهجته تمدين شباب وتلك سمة طالما تألق وأبدع بها الاخ حسين السهيلي مؤسس مؤسسة تمدين شباب .

لتمدين كل النجاح والازدهار ولطواقم عملها كل التهاني بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا وللسهيلي الاخ والإنسان كثير من الحب وفائق التقدير على النجاحات التي حققتها المؤسسة والتي وضعت بصماتها في الكثير من سهول وجبال ووديان أرضنا الطيبة وامتدت خدماتها لتشمل الآلاف في شتى العزل والمديريات