دلائل تورط ميليشيا الحوثي في اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي

(شبكة الطيف) عدن

دائمًا ما يُقال إذا أردت معرفة المُجرم الحقيقى فابحث عن المستفيد من الجريمة، وهذه المقولة تنطبق على ما حدث في تعز من اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي في مدينة التربة بعدما أطلق مسلحين مجهولين من على متن دراجة نارية وابلا من الرصاص أردته قتيلا فور خروجه من أحد مطاعم المدينة، ليصبح المسؤول الدولي الثاني الذي يلقي حتفه في تعز، فقد اغتيال في 2018 موظف لبناني يعمل في الصليب الأحمر بنيران مسلحين مجهولين في منطقة الضباب بمدينة تعز.

 

وصل لممارسة مهامه
تمت عملية الاغتيال على مقربة من إدارة أمن الشمايتين في مدينة التربة بتعز، نقل على إثرها مؤيد حميدي إلى مستشفى خليفة في التربة، وكان مؤيد حميدي ويحمل جواز سفر أردني قد وصل المدينة قبل أيام، للبدء بممارسة مهامه كرئيس للبرنامج في المدينة.

 

من المستفيد؟
(السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة، من المستفيد من هذه الجريمة؟ حتى نتعرف على المجرم الحقيقي)، في البداية فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمُجتمع الدولي يدعمون الشرعية بقوة وهو ما يظهر دائمًا من قراراتهم التي تُدين ميليشيا الانقلاب، النقطة الثانية، أن العملية تمت في مناطق سيطرة الشرعية، إذًا فالمستفيد الوحيد في إظهار أن الشرعية لا تستطيع تأمين مناطق سيطرتها هي ميليشيا الانقلاب، كما أن تعمد اغتيال مسؤولين أممين على وجه التحديد يؤكد تورط الميليشيا التي تريد أن تثأر من المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة التي تُدين دائمًا عمليات الميليشيا الإرهابية.

 

 

عملية تزامنت مع قبلة حياة لتعز
هذا الحادث الجبان تزامن أيضًا مع اختيار محافظة تعز كنموذج  لتطبيق مشروع الانتقال للمشاريع المستدامة من قبل المنظمات الدولية، فمن المُستفيد من توقف المشروعات الإنسانية في المحافظة التي تحاصرها ميليشيا الحوثي ومن المُستفيد من تأثر برنامج الغذاء العالمي  ومعه كل المنظمات الفاعلة في استمرار عملهم الإنساني النبيل والبناء لخدمة المواطنين ومساعدتهم في تعز، من المُستفيد غير الميليشيا التي تُحاصر تعز منذ سنوات، فهل يريد الحوثي الخير لمحافظة يحاصرها ويمنع عنها كُل مقومات الحياة.

 

مواقع التواصل تثبت تورط الميليشيا
مواقع التواصل الاجتماعي كشفت أيضًا إلى حدًا كبير عن تورط الميليشيا، فمع اغتيال المسؤول الأممي ظهرت حسابات تنتمي للمميليشيا وتناصرها لتتحدث عما ذكرناه، بأن العملية تمت في مناطق سيطرة الشرعية، مشيرين إلى أن هذه العملية لو تمت في صنعاء أو أيًا من مناطق سيطرة الميليشيا لقامت الدنيا ولم تقعد، وكأنهم يحثون الأمم المتحدة على اتخاذ مواقف ضد الشرعية بعد عملية الاغتيال، (وهذا كان هدف العملية من الأساس) وهدف العملية التي سبقتها في أبريل 2018 عندما تم اغتيال موظف لبناني يعمل في الصليب الأحمر بنيران مسلحين مجهولين في منطقة الضباب عند المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز.

 

العليمي يوجه بملاحقة المتورطين
من جهته، وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بملاحقة العناصر المتورطة باغتيال الموظف الأممي وجرح آخرين في مدينة التربة، واتصل بمحافظ محافظة تعز الذي أطلعه على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذي الاعتداء والإجراءات المتخذة لملاحقة الجناة.

 

فروع الأحزاب بتعز تتهم الميليشيا
من جانبها أدانت فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز بأشد عبارات الادانة جريمة الإغتيال الجبانة التي استهدفت حياة الراحل “مؤيد حميدي” مدير مكتب  برنامج الغذاء العالمي في تعز أثناء تواجده لتناول وجبة الغداء في إحدى مطاعم مدينة التربة بالاضافة الى إصابة عدد من المواطنين، وأشارت الأحزاب إلى أنها تأمل أن لا تؤثر هذه الحادثة الأليمة على برنامج الغذاء العالمي  ومعه كل المنظمات الفاعلة للإستمرار في عملها الإنساني النبيل والبناء لخدمة المواطنين ومساعدتهم في تعز، مُطالبة بتفويت الفرصة على المتربصين بتعز وأبنائها المظلومين من إضاعة أبسط حقوقهم في الحصول على أدنى مستويات العيش الكريم وفقدان فرصهم في تلقي المساعدة اللازمة في ظل ظروف قاسية وحرب قاهرة وتجويع واستهداف تعددت أقطابه والمستفيدين منه وفي المقدمة مليشيات الحوثي التي تحاصرتعز.

 

رصاصات استهدفت قلب تعز
وأكدت فروع أحزاب تعز بأن الرصاصات التي استهدفت الراحل إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار كما أنها تستهدف الموقف الإيجابي للمنظمات تجاه تعز ومكاسبها التي حققتها بتضحيات جسيمة في مجال استتباب الأمن وترسيخ مظاهر الدولة واحترام حقوق الإنسان، حيث يتزامن هذا الحادث الجبان مع اختيار تعز كنموذج  لتطبيق مشروع الانتقال للمشاريع المستدامة من قبل المنظمات الدولية.

المصدر : عين عدن