قصف متبادل في الخرطوم ومخازن الغذاء التابعة للأمم المتحدة تعرضت للنهب .. وأوروبا تلوّح بالعقوبات

(شبكة الطيف) جدة
وسط تحذيرات أممية من تردي الوضع الإنساني، قصف الجيش السوداني، اليوم (الأربعاء)، مواقع لقوات الدعم السريع وسط وجنوب العاصمة الخرطوم، وغرب مدينة أم درمان.

وأفاد شهود عيان أن الطيران الحربي حلق في مدن العاصمة بينما أطلق الدعم السريع مضادات أرضية من مواقع تمركزه، مؤكدة أن دوي المدافع والانفجارات المتفرقة سمعت في أنحاء العاصمة.

وأفاد الشهود أن مدنياً قتل جراء سقوط قذيفة على منزله أثناء الاشتباكات بين طرفي الصراع، وذلك بعد يوم من مقتل 16 شخصاً في حي أمبدة في أم درمان غرب الخرطوم، فيما قالت لجنة شعبية إن القتلى سقطوا في منطقة سوق ليبيا نتيجة القصف لكن لم يتم حصرهم.

في غضون ذلك، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» أمس اعتقال واغتيال عشرات العاملين في مجال الإغاثة، ووفقاً لموقع «سودان تربيون» السوداني الأخباري فإن المكتب أوضح أن أعمال العنف بحق عمال الإغاثة لم تتوقف في البلد.

وأعلنت منسق الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي أن 20 شخصاً اعتقلوا أخيراً، وما زال مصير بعضهم مجهولاً، دون أن تحدد مزيداً من التفاصيل، مبينة أن عشرات العاملين في مجال الإغاثة لقوا مصرعهم فيما أصيب عدد أكبر منذ بداية النزاع في السودان.

ووصفت سلامي الوضع بالخطير، مبينة أنه جرى نهب ما لا يقل عن 50 مستودعاً للمساعدات الإنسانية وسلب 82 مكتباً وسرقة أكثر من 200 مركبة، مشيرة إلى أن مستودعاً واحداً، نُهب في مدينة الأبيض في شمال كردفان، في أوائل يونيو الجاري كان يحتوي على طعام يمكن أن يكفي 4.4 مليون شخص.

في سياق متصل وبعد مرور 100 يوم على الصراع في ضوء دخول الحرب في السودان مرحلةً جديدةً، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أمس (الثلاثاء)، عزم الاتحاد الأوروبي وضع إطار عمل مخصص لفرض عقوبات على الأطراف الرئيسية الفاعلة في الحرب الدائرة بالسودان؛ من بينها حظر سفر وتجميد أصول وحسابات مصرفية.

ونقلت وكالة رويترز عن المصادر قولها إن الدول الأعضاء تبادلت، أواخر الأسبوع الماضي، مقترح وثيقة وستناقش التفاصيل في الأسابيع القادمة، مبينة أن الهدف هو الانتهاء من إطار العمل بحلول سبتمبر، ويمكن استخدامه بعد ذلك في إعداد قائمة بالأفراد والشركات المحظورة، وذلك بعد أن وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على أمر تنفيذي، في مايو الماضي، يضع أساس عمل عقوبات أمريكية محتملة.

في غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني تحديد أهداف عسكرية لأول مرة؛ منها الطرق الرابطة بين الخرطوم وعدد من المدن أبرزها كردفان وبارا.

وقال الجيش السوداني، في بيان أمس، إنه سيتعامل مع الحركة في الطريق القومي الخرطوم ــ بارا كأهداف عسكرية للتدمير، وذلك بعد ساعات من قرار إغلاقه، مؤكداً أنه استند إلى قرار مجلس الوزراء الخاص بإغلاق طريق الصادرات أمام حركة السيارات نتيجة لاستخدامها من قوات الدعم السريع في نقل المنهوبات.

وكان رئيس الوزراء المُكلف عثمان حسين قد وجه، (الإثنين)، بإغلاق طريق الخرطوم ــ بارا، على أن تُحول حركة المرور إلى طريق الأبيض ــ كوستي ــ الخرطوم

 

وكشفت منظمة «أكليد» غير الحكومية ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 3900 قتيل على الأقل حتى الآن، رغم أن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنها تلقت تقارير عن 2500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل، بمتوسط واحد على الأقل في الساعة، مبينةً أن الأرقام المتوافرة في حوزتها تؤشر إلى أنه قُتِل ما لا يقل عن 435 طفلاً في النزاع، وأصيب ما لا يقل عن 2025 طفلاً.

وأشارت إلى أن ما يقرب من 3.8 مليون شخص قد نزحوا داخلياً في السودان؛ منهم 1.9 مليون طفل، كما تم تهجير 1.7 مليون طفل إضافي من ديارهم، وهم الآن يتنقلون داخل السودان ويعبرون حدوده، وعرضة للجوع والمرض والانفصال عن أسرهم.

وذكرت أن ما لا يقل عن 690 ألف طفل تعرضوا لسوء التغذية الحاد، و1.7 مليون طفل أعمارهم أقل من عام واحد، يتعرضون لخطر فقدان التطعيمات الحرجة، مما يزيد خطر تفشي الأمراض.