الـخـروج مـن الـنـفـق الـمـظـلـم .. ولـحـظـة الـصـدام الاعـظـم

 

 

 

بقلم : الدكتور جمال ناصر الميسري
تمكنت القوى التقليديه اليمنيه من وئد الوحده المعلنه عام 90 م بين جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه والجمهوريه العربيه اليمنيه واحتلال الجنوب في صيف 94 م ومن حينها والجنوب واهله يعيش في نفق مظلم يمارس ضده كل انواع التعديب والويلات والتنكيل … وهذه حقيقة لايجهله عاقل ولا معتوه . ولم يكن امام شعب الجنوب وسيله تخرجه من محنته هذه سوى قبس نورٍ في نهاية ذلك النفق المظلم (نور الحريه والاستقلال) رغم وجود حواجز جمه على طول امتداده .. حينها ادرك شعب الجنوب لا خلاص له من ذلك إلآ الارتطام بكل تلك الحواجز مهما كانت التضحيه ليصل الى هدفه المنشود ..! بدأت المسيرات السلميه وزينت الاعلام الجنوبيه جدران المنازل وشوارع مدن وقرى محافظات الجنوب .. إلآ إن الاله العسكريه صوبت اسلحتها نحو الشعب الاعزل فقتلت وجرحت واعتقلت ، والقبيله هددت وتوعدت ، والقوى الدينيه كفرت وعلى القتل حرضت ، ليعيدونا الى بداية النفق … وكانت النتيجه شهداء وجرحى ومعتقلين من خيرة شباب الجنوب ، فلم ولن تثنينا تلك القوى المتغطرسه .. بل زدنا اصراراً والمضيّ قدماً . فخرج الملايين من شعب الجنوب بمليونياته ورفعت الاعلام عالياً على اسطح المنازل والساحات لإيصال رسالة للعالم الحر بإن الجنوب على قلب رجل واحد يــــرفـــــض الاحــــتــــلال .. وسُمع صدى ثورتنا كل اصقاع المعموره وسيطرنا على ارض الجنوب .. إلآ ان القوى أبت وضربت بيد من حديد محاولة إعادتنا نحو البدايه فكانت الفاتوره غاليه جداً قوافل من الشهداء وآلاف من الجرحى والمعتقلين . وجاءت المبادره الخليجيه وتمخض منها الخوار اليمني ، وفريق القضيه الجنوبيه ، ثم الاعتذار والذي يعتبر بمثابة اعتراف ضمني ، وبعدها لجنة 8×8 رغم إن كل هذه الاشياء المذكوره أنفاً لآتعني شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد ، ونحن بخطانا ثابتون متجهين صوب الهدف المنشود (التحرير والاستقلال وإستعادة الدوله) اي الخروج من ذلك النفق المظلم الجاثم على صدورنا مايقارب العشرون عاماً .. وهانحن اليوم شارفنا على نهاية النفق ولحظة (الصـــدام الاعـــظـــم) فإما نكون او لانكون .. ننتصر او سيعيدونا إلى بداية النفق وستسيء حالتنا اكثر من السابق بعشرات المرات . فنتائج وأدوات الصدام جليه وواضحه سلفاً للجميع ألآ وهي .. الطابور الخامس، الاصلاح المتواجد من ابناء جلدتنا ، القوات المتواجده في الداخل ، المحاوله بإستماته لجر ثورتنا إلى مربع العنف ، تسليح البلاطجه ، خلق خلافات واشتباكات ، اغتيالات واعتقالات وهو الحاصل اليوم ، الهيكله الكاذبه للمؤسسات العسكريه ، الاعلام المزيف ، دغذغة لمشاعر الجنوبيين بالمناصفه 50% … إلخ . فماهي الادوات لدى عقلاء القيادات التاريخيه للمرحله الاخيره والحاسمه (عمل مؤسسي) ؟؟!! أم إننا سنضيع اللحظة التاريخة .. وسنضيع الوطن مرة اخرى ؟؟!!
بقلم/ جـمـال نـاصـر الـمـيـسـري