السيد جمال بن عمر يدير لأبناء الجنوب وقضيتهم ظهره !!!!

 
 
 
 
 
جاء تقرير السيد السفير جمال بن عمر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مخيبا للآمال وشكل مفاجأة للشارع الجنوبي بل انه جاء (صادما) كما وصفته المذكرة المقدمة من قبل الأخوة في حزب الرابطة الموجهة للسيد جمال بن عمر بهذا الخصوص والتي حملت توقيع السيد عبد الرحمن علي بن محمد الجفري (رئيس حزب الرابطة)والسيد محسن محمد ابوبكر بن فريد (أمين عام حزب الرابطة) حيث قالت المذكرة ( أن التقرير الأخير الذي أصدره مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن السيد جمال بن عمر وقدمه إلى مجلس الأمن الجمعة الماضية كان صادما مؤكدين انه كان بعيد كل البعد عن التقرير السابق الذي قدمه بن عمر إلى مجلس الأمن في شهر ابريل الماضي) .!!
 
 
 
لقد جاءت صدمة أبناء الجنوب في الرجل وتقريره من منطلق أن الرجل كان مستمعا جيدا لما يطرحه الجنوبيون من خلال اللقاءات الكثيرة التي أجراها معهم في الداخل والخارج أحزابا وجماعات وشخصيات مستقلة والتي شرحوا له فيها أبعاد قضيتهم وأهميتها كقضية تشكل نقطة ارتكاز رئيسية في الأزمة التي لا تهدد اليمن وحدها فحسب بل المنطقة بشكل عام وهو الأمر الذي لا يغيب عن بن عمر, ففي حين كان الجنوبيون يرون من الرجل اهتماما خاصا بالقضية الجنوبية ويلمسون اقتناعا لديه بمشروعيتها فوجئوا أن تقرير الرجل قد خلا من أي إشارة إلى الشعب الجنوبي الممثل الشرعي للقضية الجنوبية وثورته ونضاله السلمي الدءوب المطالب بالتحرير والاستقلال , بل أن هذا التقرير قد جاء ضعيفا في نصرة المظلوم وقويا في نصرة الظالم وجاء أيضا متعارضا مع حقائق جاءت على لسان بن عمر ذاته في تقارير سابقه رفعها الرجل لمجلس الأمن كما عبرت عن ذلك المذكرة المقدمة من حزب الرابطة والتي قالت نصا( لقد جاء تقريركم المذكور متعارضا مع تقريركم في ابريل الماضي سواء من حيث إعطاء صورة عن حراك شعبنا الثوري السلمي وأهدافه أو من حيث عدم قبول الغالبية من قواه الاشتراك في الحوار الوطني اليمني في صنعاء… ) !!
 
 
 
لقد اغفل الرجل وتقريره كل المليونيات التي شهدتها الساحة الجنوبية والتي كان أهمها مليونية ( رفض حوار صنعاء) التي أقيمت في 18/مارش2013م واحتضنتها ساحة الحرية في خور مكسر محافظة عدن والتي كانت بمثابة رسالة للمجتمع الدولي الذي يمثله السيد جمال بن عمر تؤكد بأن أبناء الجنوب لا يرتضون بغير التحرير والاستقلال كحل لقضيتهم ,بل أن الرجل قد تغافل عن الدماء التي سفكت وما تزال تسفك يوميا في حواري وشوارع وساحات كل محافظات الجنوب المحتل بأيدي جنود جيش وامن وبلاطجة المحتلين ولقد اعتبر الرجل القضية الوطنية الجنوبية مجرد مطالب حقوقية  حين أورد في تقريره نصا ما يلي ((يعتمد التزام الجنوبيين دعم الرؤية الجديدة ليمن اتحادي بشكل كبير خطوات سريعة من قبل الحكومة لمعالجة مظالم الماضي وعلى ضمانات بعدم العودة إلى ذلك الماضي , ولهذه الغاية من الضروري تطبيق ما تبقى من إجراءات بناء الثقة المعروفة ( بالنقاط العشرين , والإحدى عشرة)من دون أي تأخير ووفق جدول زمني واضح))!!
 
 
 
لقد استسلم الرجل لتيار القبيلة في صنعاء وتجاذباته وانقاد إلى النقطة التي  كانوا يريدون إيصاله إليها وهي الإبقاء على الجنوب محتلا في مقابل عدم جر البلاد إلى مواجهات مسلحة تتوعد بها عصابات صنعاء المجتمع الدولي ولو إلى حين , ولو أن السيد بن عمر ترجم جيدا كل ما استمع إليه من أبناء الجنوب لما اختزل تقريره قضيتهم العادلة في الخلاف حول عدد الأقاليم في الدولة اليمنية الاتحادية , ولقد عبر الأخوة في حزب الرابطة وبصدق عن ذلك في مذكرتهم الموجهة للسيد بن عمر والمتعلقة بهذا الشأن حيث قالت المذكرة (لقد جاء تقرير سعادتكم ليختزل القضية الجنوبية العادلة في خلاف حول عدد أقاليم الدولة اليمنية الاتحادية , وتعلمون سعادتكم أن الغالبية الساحقة من شعبنا الجنوبي ليست طرفا في خلاف حول الأقاليم فأيا كانت نتيجته فأنها لا تحقق أهداف شعبنا الجنوبي ) , بالتأكيد أن السيد بن عمر يعلم أن ما جاء في تقريره لا يعدو كونه ظلما جديدا يرتكب بحق أبناء الجنوب يزيد من معاناتهم ولكنه لا يقتل فيهم روح التضحية في سبيل تحقيق هدفهم الأسمى في تحرير وطنهم!!
 
 
 
أن الجنوبيون وهم على أعتاب مرحلة جديدة يضع أساسها التقرير المتحيز وغير العادل للسيد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر يؤكدون للعالم اجمع أنهم متمسكون بحقهم في التحرير والاستقلال ومتمسكون بثورتهم السلمية حتى تحقيق هذا الهدف الشرعي ويحذرون من الانعكاسات السلبية التي ستنتج عن هذا التقرير الذي أهمل كليا قضية وطنية لشعب يباد أبناءه يوميا على مرأى ومسمع الجميع, شعب خرج بإرادته مطالبا بتحرير أرضه واستعادة حريته وكرامته على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي المعاصر الذي يقدم الإرادة الشعبية على كل إرادة أخرى ,وينبهون إلى أن هذا التقرير سيكون بمثابة ضوء اخضر لعصابات صنعاء في التمادي بالتمسك غير الشرعي بالأرض الجنوبية والوطن الجنوبي وبالتنكيل بإبناءه والعبث بثرواته ولهذا فأنهم يؤيدون ما جاء في مذكرة الأخوة في حزب الرابطة و  يطالبون المجتمع الدولي بتبني مبادرة جديدة خاصة بالقضية الجنوبية تضمن الحوار الندي الحقيقي بين الشمال والجنوب على أساس التحرير والاستقلال .!!
 
 
 
 
 
                                                                         عبد الكريم سالم السعدي                             
 
                                                                                    عدن
 
                                                                               سبتمبر2013م