الحلقة السادسة من (تحت رمال جنوب الربع الخالي.

alt

D_aqeel2010@yahoo.com

شبكة الطيف – خاص : رسالة عاجلة وخاصة.. إلى قيادات وقواعد الحراك السلمي الجنوبي والشخصيات السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج. وعلى وجه الخصوص المدعوين منهم إلى لقاء المبعوث الدولي جمال بن عمر إلى مدينة دبي الاماراتية.. من د. حسين مثنى العاقل

بكل مودة ..أسمحوا لي أن أطرح عليكم بعض المحاذير الخطيرة التي يراد بها جمع عدد من القيادات والشخصيات المنتقاة وفق معايير معروفة مسبقا لحضور ذلك اللقاء المستعجل المزمع يوم السبت القادم الموافق 9 مارس في مدينة دبي ؟؟؟؟
فمن خلال تحديد هذا التوقيت يتضح بكل جلاء بأن هناك طبخة جديدة يتبناها المجتمع الدولي لإنقاذ مؤتمر الحوار اليمني المزمع يوم 18 مارس القادم.. ولأن مؤشرات فشله واردة سلفا مهما بلغ ضجيج الإعلام اليمني، فقد بادر بن عمنا عمر إلى سرعة التحرك بتضييق الخناق الزمني بدعوة الجنوبيين إلى هذا اللقاء غير الواضح في أهدافه ومراميه.. وهم بهذا التوقيت يريدون مخرجا ومبررا لتأجيل مؤتمر الحوار اليمني. هذا أولاً.
أما ثانيا: لم تعط الدعوة للمدعوين لذلك اللقاء الفرصة الكافية لتبادل الرأي والتنسيق فيما بينهم ؟؟!! حول إمكانية التشاور والتوافق بشأن القضايا الواجب مناقشتها والاجماع حولها، وحول الحلول المناسبة لمخرجاتها السياسية.. وبالذات اتفاقهم حول الأهداف العامة والقضايا الاستراتيجية التي سيطرحونها على طاولة ذلك اللقاء.. وبحسب المخطط فالأطراف الإقليمية والدولية الراعية لهذا اللقاء تهدف منه في الأساس وضع الجنوبيين الذين تم انتقائهم في مصيدة الاختلاف السياسي فيما بينهم، فيكونوا بذلك تحت مجهر المشاهدة الدولية على أنهم فعلا عبارة عن تكتلات من القيادات المتصارعة على مصالحهم الأنانية ونزواتهم الذاتية، وبالتالي تكون النتيجة كما خطط لها السقوط في مهزلة الترويج السياسي على أن هذه القيادات ليس لها قضية كما تدعي وإنما هم ظاهرة صوتية عبثية غاوية مشاكل ومناكفات..
وحتى لا بنساق المناضلون الجنوبيون إلى هذا المربع الخطير ندعوهم إلى ضرورة الضغط السياسي والدبلوماسي لتأجيل موعد اللقاء بحيث يتمكنوا من التشاور والتوافق فيما بينهم على القضايا المطروحة في مذكرة الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض والموجهة إلى المناضلين الرئيسين على ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس المتضمنة جملة من المقترحات المهمة للحوار الموضوعي بين الجنوبيين.
وفي نفس الوقت نتمنى على المدعوين للحضور بأن يتفقوا مسبقا على ما يلي:-
1-    رفض الحوار اليمني غير المجدي وإنما القبول بالتفاوض السياسي الندي بين دولتين هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية.
2-    أن يكون التفاوض تحت رعاية وأشراف إقليمي ودولي وعلى أسس قراري مجلس الأمن الدولي 924 و 931 لعام 1994م.
3-    أن يكون الهدف من التفاوض هو تحقيق مطالب قضية شعب الجنوب السياسية والمتمثلة أساسا بتحرير الأرض من الاحتلال اليمني، واستعادة الدولة الجنوبية ذات السيادة على كامل ترابها الوطني لما قبل عام 1990م .
4-    أن تقدم للمجتمعين الإقليمي والدولي تصورات موضوعية حول مقومات وإمكانيات استعادة دولة الجنوب وفق برنامج زمني يمكن الجنوبيين من تأسيس نظام دولتهم المدنية والحضارية الحديثة، وبما يؤهلهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على توطد علاقة حسن الجوار والحفاظ على الأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي..
هذا ما نطرحه من وجهة نظرنا الخاصة  للتأمل والنقاش مع تحياتي للجميع.  
 

ثانيا:- ميناء الشحر (الضبة). 

  يقع ميناء الشحر على البحر العربي بمحافظة حضرموت، ويعد تاريخيا من أقدم الموانئ البحرية في شبه الجزيرة العربية، ويبعد عن مدينة المكلا عاصمة م/ حضرموت نحو 40 كيلو متراً، وعن مدينة عدن العاصمة الجنوبية بحوالي 426 كيلو متراً.. وبحكم أن ميناء الشحر من أشهر وأكبر مواني الاصطياد السمكي على ساحل حضرموت وفيه حركة دؤوبة للسكان المعتمدين على مهنة الاصطياد ويشهد نشاطا مستمرا في التجارة العامة. فقد استحدث ميناء (الضبة) الواقع إلى الغرب من مدينة الشحر ويبعد عنها نحو 10 كيلو مترا ، ليكون الميناء المناسب لعمليات تصدير شحنات النفط والغاز المنتجة من حقول القطاعات النفطية بحضرموت ومنها: قطاع المسيلة 14، وقطاع شرق شبوة 10، وقطاع حواريم 32، وقطاع شرق سار 53، وقطاع شرق حجر 51، وقطاع جنوب حواريم 43، وقطاع مالك 9.. ومن المتوقع أن تكون قطاعات نفطية أخرى قد دخلت مرحلة الإنتاج والتصدير منذ عام2010م، حيث ذكرة ورقة مقدمة من هيئة الاستكشافات النفطية ” أن الاكتشافات قد ظهرت أيضاً في حقلي سرار (1) وشرمة (1) بقطاع (15) البحري في المكلا على سواحل حضرموت، وكذلك في حقل هنين (1) بالقطاع (71) بمحافظة شبوة، وحقل وادي رشم بقطاع (33) منطقة الفرت محافظة حضرموت. وتوقعت الهيئة تحقيق اكتشافات نفطية جديدة في (42) قطاعاً نفطياً خلال الفترة (2010  2015)”(25). 

    وترجع البدايات الأولى لاكتشاف النفط إلى عام 1991عندما اكتشفت الشركة الكندية كنيديان نكسن Canadian Nexen Company النفط بكميات تجارية في وادي المسيلة في ثلاثة حقول هي: حقل كمال- والهيجا- وحقل سونيا، ثم تواصلت الاكتشافات المشجعة التي دفعت الشركة إلى سرعة مد شبكة من أنابيب النفط من حقول الإنتاج إلى ميناء الضبة، والممتدة لمسافة (138) كيلو مترا، ويصل قطر الأنبوب الواحد من (24- 36) بوصة، انظر (صورة 3). كما قامت الشركة بتركيب 5 خزانات السعة الكلية لكل خزان 5.000 برميل ، وأكبر خزان سعته مليون برميل، وتقدر مساحة الميناء بنحو 1.790.000 مترا مربعا ، كما تم أنشاء مرسى عائم ” عبارة عن قرص دوار عائم بقطر (12) متراً ، ويقع في مياه عمقها حوالي 45 متراً ، ويتيح هذا المرسى لناقلة النفط التحرك في كافة الاتجاهات ضمن أقسى الظروف المتعلقة بالرياح والتيارات السائدة  (26). ولكي يكون الميناء بعيدا عن الانظار وتتوافر فيه شروط المهنة السرية، لعمليات النهب للصادرات النفطية من القطاعات المنتجة بوادي المسيلة، فقد حرصت الشركات النفطية على توسيع الميناء وتأهيله لاستقبال ناقلات النفط العملاقة بعد احتلال الجنوب 1994م، حيث قامت بتركيب منصات لتعبئة البواخر بالخامات النفطية على بعد أربعة كيلو متر من ميناء الضبة، ويتم التصدير تحت حراسة عسكرية مشددة من قبل وحدات خفر السواحل وغيرها من الفيالق التدخل السريع الخاصة بالأساطيل التابعة لدول الشركات العالمية..  

 

صورة رقم (3) توضح شبكة الأنابيب وأحجامها الممتدة من القطاعات المنتجة للنفط والغاز الطبيعي من المسيلة إلى ميناء الضبة، وتشاهد ناقلات النفط العملاقة في مرسى الشحن وهي في حالة تأهب للرحيل ؟.  

يتم الآن إدراج صورة... 

 

ميناء الضبة .. ممنوع الاقتراب ؟ّ!. 

   من الحقائق الهامة التي يمكن للمرء أن يدركها بكل سهولة ووضوح، حول عمليات النهب المتصلة بموضوع السر الكبير The Top Secret، هو ذلك المشهد المثير للرعب والخوف الذي ينتاب المسافرين من وإلى مدينة المكلا عاصمة م/ حضرموت، أثناء مرورهم في الطريق العام أمام ميناء الضبة، نتيجة الحشود العسكرية وضخامة الترسانة القتالية المعززة بمختلف أنواع الأسلحة، وبكثافة التحصينات والمتاريس الدفاعية، التي تطل منها فوهات المدافع والدبابات والدوشكا وهي مصوبة في عيون وصدور المارة. وهذه الصورة الاعتيادية لا يسمح لأي شخص مهما كان، من إمكانية التوقف لتصويرها أو لمجرد الاقتراب من أسوار التلال الجبلية، التي تشاهد من خلال بعض فتحات سفوحها المنخفضة الضيقة، تلك الشعلة الملتهبة في عمق البحر لاحتراق الغاز من مصفاة النفط أو من معامل التحويل والمعالجة الخاصة بالغاز الطبيعي. ومن هذه المناظر الواقعية على الأرض، يتأكد مدى حرص النظام اليمني على عدم معرفة خفايا وأسرار ما يقومون به من أعمال النهب للثروة النفطية في محافظة حضرموت.  

   وبحسب المعلومات المتاحة لكمية الإنتاج اليومي من النفط الخام حتى عام 2007 والمتوقع تصديرها من ميناء الضبة فهي تقدر بحوالي 583,ooo  برميل يوميا(****)،  ويمكن التدليل على ذلك من الجدول رقم (4). والشكل رقم (2). 

جدول رقم (4) يبين القطاعات النفطية المنتجة للنفط في م/ حضرموت ومساحاتها والشركة النفطية العاملة وسنوات الإنتاج وكمية الإنتاج.  

القطاع النفطي ورقمه 

المساحة (كم) 

الشركة العاملة 

سنة الإنتاج  

كمية الإنتاج (برميل يوميا) 

المسيلة 14  

1257 

Canadian Nx 

1993 

230.000 

حواريم 32 

562 

D N O 

2000 

89.000 

شرق سار 53 

473 

Dove 

2001 

25.000 

شرق حجر 51 

2004 

Canadian Nx 

2004 

31.000 

جنوب حواريم 43 

2036 

D N O 

2005 

50.000 

شرق شبوة 10 

964 

Total 

1997 

150.000 

مالك 9 

3530 

Kalgali 

2005 

8.000 

الإجمالي 

10.826 

 

 

583.000 

المصدر: د. حسين مثنى العاقل، قضية الجنوب وحقائق نهب ممتلكات دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الجزء الأول، المركز العربي لخدمات الصحافة والنشر، القاهرة 2012، ص38.  

 

الشكل رقم (2) يوضح تباين كمية إنتاج النفط الخام من القطاعات المنتجة بحضرموت إلى عام 2007م. 

يتم الآن إدراج صورة... 

نستنتج من الجدول والشكل رقم (2) الحقائق الآتية:- 

  1. يعد قطاع المسيلة 14 بوادي حضرموت من أكبر القطاعات المنتجة للنفط الخام، وقد بلغ إنتاجه عام 2007 بأكثر من 230.000 برميل يوميا، ويليه قطاع شرق شبوة ويقدر إنتاجه بنفس العام نحو 150.000 برميل يوميا. 

  2. تصل المساحة الإجمالية للقطاعات المنتجة للنفط في م/ حضرموت إلى حوالي 10.826 كيلو مترا مربعا، وهي تمثل بذلك نسبة 5 % من إجمالي مساحة م/ حضرموت. 

  3. نتيجة ظهور مؤشرات كبيرة ومهمة بوجود مخزون احتياطي لخام النفط في معظم مناطق حضرموت البرية والبحرية بكميات كبيرة، فقد ترتب على ذلك تزايد همجية الاطماع وغرائز النهب القبلي للاستئثار بأكبر نصيب من حصص تقاسم (الكعكة). وهذا الأمر كان سببا مباشرا في احتدام المنافسات بين الشركات العالمية ومراكز القوى القبلية والعسكرية في نظام الاحتلال اليمني، بهدف حصول كلا بحسب مكانته القبلية وقدراته العسكرية، على حق التعاقد مع الشركات النفطية العالمية بطرق غير مشروعة، حيث تفاقمت مظاهر صفقات المشاركة بين الشركات وزعماء الفيد والنهب اليمني مقابل الحماية وعدم الأشراف والرقابة ؟ّ!  

 وتشير بعض المصادر بأن هذه الظاهرة قد تسارعت حدتها منذ عام 1999م، عندما استجلب زعماء الفيد عدد من الشركات للاستثمار في قطاع المسيلة 14 واجبروا الشركة الكندية كنيديان نكسن على قبول سياسة بيع وشراء نسب محددة من أصول امتيازها الرسمي في قطاع المسيلة14، الذي بموجبة تعاقدت عام 1990 مع دولة  النظام والقانون في عدن ممثلة حين ذاك بوزارة النفط والمعادن، وأمام سياسة الفيد دخلت شركات أخرى مثل اكسيدنتال الأمريكية بنسبة 32% وشركة بكتن (فرع شركة شل الأمريكية) بنسبة 10% (27). ثم توالت المنافسات والصراعات وخصوصا بعد انتهى سنوات التعاقد مع الشركة الكندية في العام الماضي، لتؤول الهيمنة لما يسمى  بشركة بترو مسيلة التابعة للمؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز، وهذه الشركة أو المؤسسة الوهمية يطلق عليها في حضرموت بـ (شركة الحمران بترومسيلة) Alahmars Company (Petromasila) for looting crude oil وهي تشبه تماما (المؤسسة الاقتصادية العسكرية) من حيث مجهولية تبعيتها وطبيعة مهامها الاقتصادية الخاصة ؟!، ومدى هيمنتها على عمليات الإنتاج والتصدير، نتيجة حالة الاستقواء بحصولها على نسبة 5 % من إجمالي الصادرات النفطية لكل القطاعات المنتجة للنفط، ويمكننا الاستدلال على ذلك من خلال بيانات الجدول رقم (5). 

جدول رقم (5) يكشف حصة المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز من صادرات بعض القطاعات المنتجة للنفط في محافظتي حضرموت وشبوة خلال العام 2010م   

اسم القطاع 

كمية النفط القابل للتقاسم 

حصة المؤسسة المباعة 

قيمة حصة المؤسسة المباعة 

 

 (برميل) 

(برميل) 

دولار)) 

 

 

 

 

قطاع حوارم (32 ) 

1,627,326 

20,000 

1,615,886.0 

قطاع شرق سار (53) 

3,352,214 

158,000 

12,604,527.0 

قطاع شرق الحجر (51) 

2,960,352 

72,500 

5,918,917.5 

قطاع دميس  (S1) 

3,064,252 

36,000 

2,748,537.0 

قطاع جنوب حوارم (43) 

997,572 

22,000 

1,783,337.0 

قطاع مــــالك  (9) 

1,585,668 

8,000 

583,592.0 

قطاع العقلــــــة (S2) 

5,924,187 

26,000 

2,022,714.0 

الاجمالـــــــــي 

19,511,571 

342,500 

27,277,511 

المصدر: الجمهورية اليمنية، وزارة النفط والمعادن، المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز، http://www.yogc.com.ye/ar/  

 

في الحلقة القادمة سنتناول حقائق جديدة لها علاقة بذلك السر … والخطوط الحمراء؟؟.  

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش 

(25) اعداد سليمان عوض، استكمالا لمخطط استنزاف ثروات الجنوب، انظر: http://arab-unity.net/forums/showthread.php?t=5824 

(26) الجمهورية اليمنية، وزارة النفط والمعادن، المؤسسة العامة للنفط والغاز، ميناء الشحر، أنظر: http://www.yogc.com.ye/ar/view.as. 

(****) على الرغم من محاولاتنا الجادة والمستمرة لمعرفة بدقة كمية الإنتاج اليومي من النفط الخام وحجم التصدير الحقيقي، بعد عام الحراك السلمي الجنوبي 2007م، إلا أن سياسة التعتيم والحجب وخصوصية السرية لنظام الاحتلال اليمني لمحافظات الجنوب، يحول دون ذلك، ونعتقد أن هناك كميات من النفط أكثر بكثير مما احتوته بيانات الجدول (4) يتم إنتاجها وتصديرها بصورة تتوافق وشروط ما يعرب بالسر الكبير  

(27) احمد ناشر الصغير، رحلة الصعود- قصة نفط وادي المسيلة، الحوار المتمدن، انظر: http://www.ahewar.org/debat/show.cat.asp