بلاغ صادر عن الإجتماع الدوري لمجلس يافع العام في بريطانيا المنعقد يوم 17 مايو 2014 بمدينة شفيلد البريطانية 

بسم الله الرحمن الرحيم

بلاغ صادر عن الإجتماع الدوري لمجلس يافع العام في بريطانيا المنعقد يوم 17 مايو 2014 بمدينة شفيلد البريطانية

عقب المشاركة الفعالة  لمجلس يافع من مختلف المدن البريطانية بالمظاهرة التي أقامها ابناء الجنوب في مدينة شفيلد يومنا هذا ، 17 مايو 2014 ،   إحياءً لذكرى فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية في 21 مايو 1994 وذكرى الزج بالجنوب وشعبه بوحدة شوهاء في 22 مايو 1990 تحولت فيما بعد إلى كابوس واحتلالللجنوب وشعبه ونهب ثرواته وطمس هويّته .. عقد ت الهيئة الادارية العليا لمجلس يافع العام في بريطانيا اجتماعها الدوري برئاسة الاخ / السلطان علي بن فضل آل هرهره ، وقبل الولوج في مواضيع الاجتماع قرأ المجتمعون الفاتحة على روح الفقيد الاخ الشيخ حسين راجح بن عطيّة عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الذي وافته المنية يوم الخميس الموافق 15 مايو 2014 ، كما وقف المجتمعون دقيقة حداد ترحما على أرواح شهداء الجنوب الميامين .

ثم وقف المجتمعون أمام مواضيع الاجتماع ، ويأتي بالمقام الأول منها تقرير رئيس المجلس ورؤساء هيئات المدن وكذا اللجان العاملة والتي تركزّت حول العديد من الأنشطة والمهام التي بات يضطلع بها المجلس ومنها تلك  التي ما تزال تنتصب أمامه وأمام المكونات الإجتماعية الخيرية التي في اطاره ، حيث أبدى المجتمعون شعورهم بالزهو الوطني لما بات يلعبه المجلس وكوادره وقياداته وجنوده المجهولين من أدوار وطنية واجتماعية وثقافية ، أكان ما يتعلق بالعناية بالنشىء من أبنائنا وربطهم بالتراث الشعبي والثقافي لوطنهم ودينهم الاسلامي ، أو العمل على تكثيف الجهود التربوية لرفد العملية التعليمية في المديريات الثمان ليافع ، أو كان على صعيد الانتصار للقضية الجنوبية وثورة شعبنا السلمية جنبا إلى جنب مع سائر المكونات السياسية والاجتماعية في اطار الجالية الجنوبية في بريطانيا .

فعلى صعيد القضية الجنوبية العادلة وما يحيط ويتصل بها من تطورات وتحديات .. يرى المجتمعون أن شعبنا الجنوبي المناضل يبلى  بلاءً حسنا في ثورته السلمية ومسيراته المليونية المتواصلة والمتصاعدة وكواكب شهدائه وجرحاه الذين يسقطون جراء أعمال القتل والاغتيالات والتصفيات والتنكيل والقمع التي تمارسها قوى النفوذ في نظام صنعاء وعصابات اجنحته ، شركاء الحرب على الجنوب واحتلاله عام 1994 .. إلا أن اليمن بصفة عامة والجنوب بصفة خاصة يلج في مرحلة جديدة معقّدة وخطيره جراء مخرجات الحوار سيْ الصيت وكذا صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 2140 لعام 2014 .

وتكمن خطورة هذه المرحلة بمخرجات الحوار التي جاءت لتقسم الجنوب الى إقليمين  وبعيدا عن الحوار الندي بين الشمال والجنوب وبغياب اي حضور او ضمان إقليمي ودولي  ، ثم إن قرار مجلس الأمن قد جاء تنفيذا لمخرجات الحوار أو اتخاذ اجراءات عقابية ضد من يعرقل عملية التنفيذ ، كل ذلك يأتي  في ظل إنقسام قوى الثورة الجنوبية  وانعدام وحدة قياداتها ورؤيتها الموحدة وغياب لعبتها السياسية والقانونية الجامعة لمواجهة مجمل هذه التحديات وتفويت الفرصة على قوى النفوذ في صنعاء لتمرير  مخططاتها الرامية الى ادامة هيمنتها على الجنوب ونهب ثرواته ومقدّراته ..  وعلى ذات الصعيد القيام بدور اقناع المجتمع الإقليمي والدولي لا سيما الدول الراعية للمبادرة الخليجية بعدالة القضية الجنوبية وحق شعبنا الجنوبي بتقرير مصيره واستعادة دولته ، وان هذا الحل العادل هو وحده من يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين المصالح المتبادلة والمستدامة مع تلك الدول ، وما عدى ذلك فهو محال ، فمع إن نتائج مؤتمر الحوار جاءت لتخدم مصالح قوى النفوذ في صنعاء وإن المتضرر الأكبر منها هو الجنوب وشعبه  إلا إننا نرى التآمر والمواجهات الإعلامية والخلافات الطاحنة بين هذه القوى وكذلك المواجهات العسكرية بين الإصلاح والحوثيين في الشمال والاغتيالات في الجنوب وهذا ما يبيّن فشل مخرجات الحوار الوطني ..

 وإذا كنا نرى مؤخرا التوّجه الجاد من قبل الجيش لمواجهة القاعدة في أكثر من جبهة بكلٍ من محافظتي شبوة وأبين وإلحاق خسائركبيرة بها بالارواح والمعدّات ..  فذلكم امر يستحق منا التقدير والمناصرة لانه حصيلة خطط وكفاءات ومواجهات جنوبية مؤهلّة بالجيش والامن  وهي كوادر وقيادات للدولة المدنية الحديثة التي لا نرى لها مستقبلاً في الشمال بل ان ارضيتها الممكنة في لجنوب  ، وهنا فان علينا كحراك جنوبي  ان لا ندع حصر المواجهة بين الجيش والقاعدة فقط بل على الحراك الجنوبي ان يغير المعادلة ويباشر الى جانب مسيراته المليونية بتوحيد قواه ورؤيته واجادة اللعبة السياسية وتشكيل لجان شعبية ليقيم الامن بالجنوب  ويمتلك زمام الامور  ويبرهن للعالم ان القاعدة بالجنوب ما هي الا افرازات قوى النفوذ في صنعاء والتي ضخت بها عمدا الى الجنوب لخلط الاوراق واستهداف الحراك الجنوبي ولتأمين مصالحها وإطالة عمراحتلالها للجنوب .. وبالتالي نرى بان الحراك الجنوبي بادارته للصراع وقيادته للثورة الشعبية السلمية وفق هذه المبادىء والكيفية سيتمكن من  انتزاع  اقرار المجتمع الدولي  في حق الجنوب بتقرير مصيره واستعادة دولته .

على إن ما ينبغي التنبيه إليه هو أن لا تتحول المواجهات مع الإرهاب الى سبب من أسباب اطالة عمر الاحتلال للجنوب أو ان يتحول انتشار القوات المسلحة في الجنوب للانتقال إلى مواجهة الحراك السلمي الجنوبي وقمع فعالياته السلمية .

هذا ، وفي نهاية الاجتماع توجّه المجلس بالتحية لانعقاد مجلس يافع في عدن والمجلس الطلابي لأبناء يافع في عدن ، داعيا الى تجنيد كل الطاقات والفعاليات القائمة لتصب في خدمة القضية الجنوبية والانتصار لمشروعيتها وعدالتها

وانها لثورة حتى النصر المبين باذن الله

والمجد والخلود لشهداء الثورة الجنوبية السلمية .. والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين

صادر عن مجلس يافع العام في بريطانيا

بتاريخ 17 مايو 2014