الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الأمي وعلى آلــــــــه وصحبه أجمعين .
يا شعبنا الصابر والصامد.. نخاطبكم اليوم في ذكرى 22 مايو المشئوم وقضيتكم في سراديب المؤامرات ورهينة الحوارات وانتم في الميادين تجابهون هذا الباطل بثبات وصمود وتصرخون في وجهه معبرين عن رفضكم له ومبرهنين بحشودكم بان ما تخرجه هذه السراديب وما تنتجه هذه الحوارات فهو أمر مرفوض بتاتا من قبلكم .. وقد علم كل صاحب ضمير حيّ في العالم من الشرفاء أن شعبنا لن يرضخ لكل محاولات انتزاع هويته الوطنية السياسية الجنوبية العربية.. فشعبنا مطلبه واحد هو ممارسة حقه الطبيعي الإنساني والقانوني في تقرير مصيره.. فعلى الظالمين والمساعدين على ظلمه أن يرجعوا الى القوانين الدولية التي كفلت لشعبنا الحق في تقرير مستقبله ومصيره كغيره من شعوب العالم .. فقضيتنا عادلة وشعبنا قادر على إفشال ذلك كله لأنه شعب مظلوم والله ناصره وما هذه الحشود والمليونية تلو المليونية إلا رسالة واضحة لرعاة القضية الجنوبية بان عليهم أن يحاوروا هذا الشعب وإعطاءه حقه المشروع ولا يحاوروا غيره أو يسمحوا له بالتدخل في حقوق هذا الشعب …
كل أبناء شعب الجنوب العربي مطالبون اليوم الارتقاء إلى مستوى التحديات الخطيرة التي تحيط بهم .. وأن يجعلوا من كل مليونية تأكيداً على استقلالية القرار الجنوبي العربي والرد على كل محاولات صنعاء وأد الثورة الجنوبية العربية وتعرية أساليبها في زرع الفتن والعمل على إفشالها والكشف عن زيف آلتها الإعلامية وحملات التظليل التي تهدف إلى خلق التشويش والبلبلة .. فالكل مطالب امتلاك الحصانة من كل ذلك، وامتلاك القدرة على التمييز بين ما يوحد وما يفرق .
إن الحرب التي تخوضها صنعاء ضد الجنوب وشعبه مستمرة على مدى عقدين ولم تتوقف قط, تطل علينا بأشكال وأنماط مختلفة قمع.. إرهاب.. اغتيالات.. مخدرات.. تدمير التعليم.. تدمير القيم وإفساد الحياة العامة وغير ذلك ولنجعل من المليونيات المتوالية كسر وفضح الحرب المستمرة على الجنوب العربي ، وانه لمن المفارقات العجيبة ان تقوم سلطات صنعاء برصد مئات الملايين للاحتفال بهذا اليوم المشئوم في العاصمة عدن في الوقت الذي تغرق فيه المدينة في ظلام دامس جراء انقطاع الكهرباء وعجز الحكومة عن توفيرها للمواطنين .
أيها الشعب في عدن وفي كل مدن وقرى الجنوب العربي
إن أهم شيء يجب أن نعلمه في هذه المرحلة ، هو أن نوحد صفوفنا وان ننتصر على أنفسنا كما علينا أن نراجع ماضينا وتاريخنا فما ضرنا بالأمس من مناهج وشعارات وسياسات ومواقف فإنها لن تنفعنا اليوم بل تؤخر نصرنا ، فالواجب الاعتبار من ما مضى فالمسئولية مسؤولية الجميع ، فليتق الله أناس لا تهمهم إلا مصالحهم التي يقدمونها على مصلحة الوطن ، فهؤلاء هم المعرقلون الحقيقيون في تحقيق أملنا المنشود. فعلى شعبنا العظيم أن يحذرهم .
.
يا شبابنا الأبي الواعد
انتم سواعد أملنا ومستقبلنا ، فلا تنسوا إنكم تملكون من الطاقات والكفاءات التي سوف تنجز لنا كل آمالنا بإذن الله وسوف تقوم بإعادة بناء كل ما قد دمر من مؤسسات ومنظمات وأساسات ودعائم نحو مستقبل زاهر لنا بعد الخروج من هذا المأزق المدمر الذي وقع من نصيبنا بسبب سوء التقدير من طرف سياسيينا في الماضي. احرصوا بارك الله فيكم أن يكون السير صحيحا والهدف محددا وقد حققتم الكثير من أهدافنا الوطنية “فلا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون” “ونصر من الله وفتح قريب”
وبهذه المناسبة نجدد تأييدنا ودعمنا اللامحدود لجهود اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الجنوبي الجامع برئاسة الشيخ / صالح بن فريد العولقي ومن معه من النخبة الوطنية المخلصة في سعيهم لتوحيد الصف ولم الشمل والخروج برؤية سياسية وقيادة موحدة ووفق أسس التوافق السياسي الجنوبي ، كما نبارك لهم الخطوات التي تم انجازها .
وفي الختام
نبارك لأسرة تحرير صحيفة الأيام العدنية معاودة صدورها ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في رسالتهم الوطنية والإعلامية وندعوا الله ان يفك اسر المناضل / احمد العبادي المرقشي ، كما نرفع بكل تقدير وتواضع دعواتنا إلى الله العلي القدير لشهدائنا أن يتقبلهم عنده ولجرحانا بالصبر وأن يجبرهم مثمنين دماءهم الزكية التي أريقت من اجل الوطن كما نجّل الأسرى وأسرهم في محنتهم داعين لهم بالثبات ، الذين قدموا لهذا الوطن أغلى ما يملكون
