اليوم الوطني الــ (83) رمز للإنسان السعودي بقلم / الشيخ عبد الحكيم السعدي‏

 

تمر ذكري اليوم الوطني الــ 83 للمملكة ونحن ننعم بحمد الله بالكثير من المنجزات المتمثلة في المشاريع التنموية والتي نفخر ونفاخر بها أمام الجميع تتويجاً لمسيرة العطاء والازدهار لهذا الوطن الغالي واليوم الوطني للمملكة هو يوم عزيز على قلب كل مواطن لما لهذا الوطن والذي يضم بين جنباته أطهر بقعتين في العالم هما الحرمان الشريفان في مكة والمدينة من مكانة عظيمه في قلب كل مسلم.

 

نستحضر في هذا اليوم المبارك ذكرى عزيزة علي قلب كل مواطن والمتمثلة في بدء الانطلاقة المباركة على درب الحضارة والتطور رسمها ولاة الأمر رعاهم الله، نستعيد فيه ذكرى عزيزة على قلوبنا ألا وهي ذكرى توحيد مملكتنا الغالية علينا جميعاً، والتي بدأ منها مرحلة البناء الشامل والنهوض بهذه البلاد على كافة الأصعدة التنموية لتحقيق العديد من الإنجازات لبناء الوطن والمواطن التي نراها اليوم، كما أننا نستلهم في هذا اليوم مسيرة التنمية الشاملة لهذا الوطن، في ظل قيادة حكيمة، تراعي مصلحة الوطن والمواطن، دون الإخلال بثوابت الدين، مع التزام بالأعراف والأخلاق العربية الأصيلة. وهذه التنمية التي اهتمت ببناء الإنسان أولاً، وتناولت جميع الجوانب من منشآت، وأنظمة وخدمات يسرت علي المواطن جميع أموره.

 

كان الملك عبد العزيز وجهاً لوجه مع ظروف وعرة شرسة من الفرقة والنزاعات وانعدام الأمن وعسر المورد والتخلف والجهل والمرض، إلا أن ذخيرة من المكونات الشخصية والقيادة للمؤسس من إيمان عميق ودراية بطبيعة الأرض التي يتحرك عليها ومعرفة بطبائع الناس والأعراف والتقاليد فيها، إلى جانب رؤية ثاقبة ودهاء وحكمة أهلته كلها لأن يستثمر عقول وخبرات القدرات المميزة من رجالات هذه البلاد ويزاوجها بأساطين المستشارين والمفكرين من الأفذاذ في العالم العربي والعالم المتقدم، فلقد كان المؤسس كبيراً فاستعان بالكبار، وانطلق من الجذور إلى رحاب العصر.

 

إن الاحتفاء باليوم الوطني، لا يعني الوقوف عند استحضار الماضي، ولا الاكتفاء بترديد المنجز، وإنما استشراف المستقبل، والتخطيط له، والعمل في سباق مع الزمن، لننظر في اليوم أول الميزان، من العام القادم، ماذا حققنا، وما الذي كان يجب أن ننجزه، لأن الولاء والانتماء والحب والوطنية والمواطنة، ليست مجرد شعارات تُرفع، وزيناتٍ تُعلق، ولكنها عملٌ وإخلاص وبناء.

 

إن ذكرى اليوم الوطني هي رمز للإنسان السعودي الذي يتمحور فيه كل جهد وكل عمل يفضي إلى إضافة لبنة أخرى في هذا البناء الشامخ الذي شكل أنموذجا يحتد الإنسان العربي في عالم يعج بالاضطرابات والتناقضات ووقفه التأمل هي تأكيد على مفهوم ومضمون هذا العالم بخطى واثقة تشق طريقها إلى المستقبل مرتكزة على إرث فكري وعملي يحمل بذور البقاء و النماء . وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه .أدام الله لنا مملكتنا العزيزة المملكة العربية السعودية من كل مكروه و حفظ الله لنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود و الأسرة المالكة الكريمة و الشعب السعودي.