صحيفة كويتية : أموالنا يلتهمها الفساد ولا تذهب للتنمية في اليمن

شبكة الطيف – عدن :
إن من يتابع أخبار اليمن لاشك بأنه سيصاب بالقنوط على بلد سمي سعيدا فتحول الى بؤس دائم وقتال مستمر.

ربما لا نحتاج لكي نكتب الكثير عن اليمن فتكفي القارئ مؤونة الاخبار اليومية التي تتصدر نشرات الاخبار عبر الاذاعات والقنوات الفضائية حول

القتال المستمر في هذا البلد المنكوب.

فمن حرب على عناصر القاعدة بنيران مباشرة او عبر الطائرات بدون طيار، ومن حرب بين الجيش النظامي والحوثيين، ومن تمرد القبائل على السلطة وتفجيرات مستمرة لأنابيب النفط التي تمر في مناطق نفوذ القبائل المتمردة ومن اصرار صنعاء التمسك بوحدة شطري الشمال والجنوب الفاشلة، ومن خروج المظاهرات والاعتصامات والمسيرات والاضرابات والامتناع عن العمل والقتل الممنهج من قبل القوات اليمنية للشباب في المدن الجنوبية المطالبين بالتحرير وفك الارتباط بين دولتي اليمن الشمالية والجنوبية اثر الوحدة القسرية والفاشلة، كل ذلك وغير ذلك، وما اخفي كان اعظم هذا ناهيك عن غياب الحكومة الفعلية وضعف وفشل الادارة، وتفشي ظاهرة الفساد، وتصاعد نفوذ القبائل كل ذلك يثير فينا العجب من قرار الحكومة الكويتية بتقديم قرض بمبلغ (93) مليون دولار من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية «لدعم النمو الريفي..» (…)!!.

منذ الاطاحة بالرئيس اليمني السابق والذي ما زال وجوده ثابتا ونفوذه قويا، عقدت الدول الداعمة لليمن وهي الدول الست الخليجية العربية زائدا امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا عدة لقاءات واجتماعات خارج وداخل اليمن، وكان آخر هذه اللقاءات اللقاء الاخير الذي تم في لندن، في كل هذه اللقاءات والاجتماعات والجلسات والمؤتمرات كان المطلب الوحيد للدول الداعمة من الحكومة اليمنية هو تنفيذ المشاريع والخطط المعطلة، بحسبان ان هناك اموالا تتدفق على الحكومة اليمنية من الدول الداعمة ولاسيما من البلدان الخليجية الا ان لا مشاريع حقيقية قد رأت النور على ارض الواقع.

الامر القطعي انه لا يمكن تنفيذ اي مشروع في ظل عدم الاستقرار وفي الفشل الاداري والانفلات الامني وتفشي الفساد..!!

اليمن في وضعه الراهن لا يحتاج الى المال بقدر حاجته الى الاستقرار اولا، ثم بعد ذلك المال، الفشل السياسي هناك ادى الى الفشل في كل ميادين الحياة وتوقف الحياة، فالبطالة قد وصلت الى نحو الـ(%50) من اليد العاملة، والسياسيون مازالوا متختلفين على مستقبل البلد ولا توجد حكومة فعلية قادرة على ادارة شؤون البلد، فحكومة محمد سالم باسندوة مشلولة جراء غياب رئيسها الذي يعاني من كبر السن والمرض والشيخوخة، فيما هناك صراع بين الوزراء الشماليين والجنوبيين، والوابع الذين يحكمون اليمن يكمنون خلف الستار لا حكومة باسندوه او الرئيس هادي، وهي مجموعة مازالت مرتبطة بالرئيس المعزول وبحزبه (حزب المؤتمر) او بأبناء الاحمر وحزب الاصلاح.

لقد ضخت البلدان الخليجية وبخاصة الكويت والسعودية الكثير من المال الذي ذهب اكثره الى جيوب النافذين وشيوخ القبائل وما صرف على المشاريع الاعمارية الا الاقل.. وهذا ما يحفزنا للتساؤل اين الرقابة واين المتابعة.. وكيف تصرف الاموال لتذهب الى جيوب النافذين والفاسدين فيما ثلاثة ارباع اليمنيين يعانون الفقر والمجاعة و%30 منهم تحت خط الفقر..!!

ان القروض والمنح المالية المقررة لليمن يجب ان تتوقف فورا، طالما انها لا تذهب الى مجراها الصحيح وهو انتفاع الشعب اليمني.

ان قرض الـ(93) مليون دولار الذي ابرمه الصندوق الكويتي للتنمية مع الحكومة اليمنية يحتاج الى وقفة وتساؤل اين تذهب اموالنا.. هل من المعقول ان تذهب لتضخيم جيوب الفاسدين ومشايخ القبائل فيما يأكل جياع اليمن الحصرم؟

نقلا عن صحيفة ” الوطن ” الكويتية