تقرير مركز عدن : عن المستجدات الطارئة لما يسمى بمؤتمر الحوار في صنعاء

عدن ( شبكة الطيف ) مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية تابع مجريات ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني الشامل منذ افتتاح اعماله في 18 مارس الماضي, وكان قد قدم النصح للجنوبيين والجنوبيات بعدم المشاركة بما يسمى بمؤتمر صنعاء , فهو اشبه بحوار الطرشان لأن الهدف من مشاركة الجانب الجنوبي هو لتمرير مؤامرة جديدة على قضية شعب الجنوب عبر هذا المؤتمر, ومع ذلك فإن البعض اصر على المشاركة , وقد تجلى بوضوح صدق نصحنا اليوم , فبعد أن عبر بعض المشاركين على تمسكهم بقضية شعبهم العادلة ,

 

بدأ التآمر يكون علنياً , وهذا ما تجلى في عقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني يوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2013م , مع أن كثير من القضايا المطروحة أمام مؤتمر الحوار لم يتم التوصل إلى حلول لها , وفي مقدمتها قضيتي الجنوب وصعدة , فاصدرا كل من اطلقوا على انفسهم ممثلي القضية الجنوبية وانصار الله كممثلين لقضية صعدة بياناً مشتركاً عشية عقد الجلسة رفضوا فيه هذا التصرف من قبل هيئة رئيس مؤتمر الحوار الوطني عبدربه منصور هادي, واعتبروا أن هذا عملاً انفرادياً غير متفق عليه. بل ونظموا وقفة احتجاجية داخل مقر المؤتمر رفضاً لهذا التصرف. فما كان من قيادة المؤتمر إلا أن رفعت جلسات المؤتمر لمدة أسبوع تزامناً مع عطلة عيد الأضحى المبارك. وقد اراد هادي من عقد هذه الجلسة إرسال رسالة لشعب الجنوب بأن المؤتمر نجح في أعماله وأن ممثلي الجنوب تخلوا عن مطلب شعبهم في استعادة دولته المستقلة . فادى تصرف هادي إلى بروز خلاف حاد مع فريق القضية الجنوبية ولاسيما مع محمد علي احمد الذي ينتمي الى المحافظة نفسها التي ينتمي اليها هادي, وكان يعتقد هادي أنه باشتراك محمد علي في مؤتمر الحوار سوف يضمن موافقة ممثلي الجنوب على ما يخدم مصالحه الشخصية ومصالح نظام صنعاء.

وكان محمد علي احمد عقب ما يسمى بالجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني قد ألتقى مع ممثل مجلس التعاون لدول الخليج العربي في مؤتمر الحوار وطلب منه أن تصدر الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني بياناً رسمياً صريحاً ينفي بأن تكون الجلسة التي اعلنت بانها الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني والتأكيد على أن الحوار مستمر حتى يتم التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية عبر فريق القضية الجنوبية , وأن يتم الاتفاق على خارطة طريق تضمن سير ما يتم الاتفاق عليه بعد انتهاء الحوار الوطني. مالم فإن ممثلي الجنوب لن يشاركوا في جلسات المؤتمر القادمة ولن يعترفوا باي نتائج للمؤتمر.

خلال فترة العطلة زار الرئيس هادي عاصمة الجنوب عدن بغرض إجراء حوار مع ممثلي القضية الجنوبية برئاسة محمد علي احمد لحثهم على الموافقة على مشروع البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني , والذي سوف تكون اهم قرارته هي مشروع دولة موحدة مكونة من خمسة أقاليم ( يكون فيها الجنوب إقليمين, والشمال ثلاثة اقاليم , مع ضم مناطق جنوبية إلى الشمال والعكس , وفي مقدمتها مدينة عدن عاصمة الجنوب لتكون ضمن اقليم تعز) , هذا المشروع هو من تصميم ممثلي حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع الميني للإصلاح في مؤتمر الحوار, مقابل تمرير هذا المشروع ضمن كل من علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وحميد عبدالله حسين الأحمر الموافقة على التمديد للرئيس هادي لمدة خمس سنوات , ومنح الدكتور/ احمد عوض بن مبارك رئاسة الحكومة القادمة بدلا عن محمد سالم باسندوة.. هذا المشروع قوبل بالرفض من قبل ممثلي الجنوب في مؤتمر الحوار ومنهم: محمد علي احمد , لطفي جعفر شطارة, خالد بامدهف , رضية شمير , بدر باسلامة.

بعد فشل الرئيس هادي في تطويع الجنوبيين المذكورين أعلاه للقبول بمشروع الخمسة الأقاليم عمل على تطويع مجاميع محسوبة على شعب الجنوب في مؤتمر الحوار من خلال منحهم مبالغ مالية طائلة وسيارات واسلحة شخصية متنوعة ( استلمت من قبلهم فعلياً ) ووعدهم بتبوؤهم مناصب قيادية هامة في المستقبل القريب أمثال: ياسين مكاوي , والدكتور/ محمد حسين حلبوب, والدكتور/ احمد عوض بن مبارك, ورياض ياسين, ومحمد علي الشدادي, و حسين محمد عرب. ليكونوا بديلاً عن المجموعة الجنوبية الرافضة في فريق (8+ 8).

وحصل مركز عدن على معلومات مؤكدة بان الرئيس هادي توعد محمد علي احمد بإصدار قرار باستبداله من رئاسة فريق القضية الجنوبية , وكذا اعضاء فريق القضية الجنوبية في مجموعة الثمانية. وأنهم ليس لهم حق الادعاء بتمثيل الجنوب.

مركز عدن اجرى اتصالاً هاتفيا بأحد اعضاء فريق الجنوبية المتواجدين حالياً في صنعاء وطلب منه ان يدلي بتصريح لوسائل الإعلام حول حقائق الوضع الخاص بالقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار , فكان رده أنه غير مخول بإصدار تصريح في الوقت الحالي , ولكنه أكد أن المعلومات المتوفرة لدى مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية هي معلومات صحيحة 100%, وطلب من المركز أن يوجه دعوة إلى شعب الجنوب للتضامن معهم في هذه الظروف الصعبة بما يعزز موقفهم الوطني . وأنهم ينتظرون رأي ممثل الأمم المتحدة السيد جمال بن عمر بعد عودته الى اليمن. وسوف يطلبون منه موقف ايجابي وعادل لأن عدم الخروج بحل عادل لقضية شعب الجنوب سوف تكون عواقبه وخيمة.

بهذه المناسبة فان مركز عدن يدعو أعضاء فريق القضية الجنوبية الى الثبات على موقفهم هذا , كما يدعو جماهير شعب الجنوب الابي إلى الوقوف معهم ودعمهم , وبالمقابل يدعو أبناء الجنوب وفي مقدمتهم الرئيس عبدربه منصور هادي , وكذا الذين استلموا الاموال والسيارات إلى مراجعة حساباتهم فالتاريخ سجل وسوف يسجل مواقفهم , وأن كل الامتيازات والمناصب التي يسعون إليها لا تساوي ذرة واحدة من تربة وطنهم الجنوب, وأن شعب الجنوب سوف يستمر في ثورته حتى النصر ولن يسير خلف المشاريع الصغيرة مهما كانت التضحيات.

محمد عباس ناجي

رئيس مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية

الجمعة 25 أكتوبر 2013م ـ عدن.