إرادة الجنوبيين أمام مخرجات الحوار القادمة

 
بقلم / الباركي الكلدي
 
بدأت السلطة في اليمن  ﺍلتعزيزات العسكرية والانتشار الأمني في كافة المناطق الجنوبية تزامناً مع جلسات لجنة الحوار الختامية في صنعاء،  وأن هذه الحشود العسكرية تثير المخاوف لدى الجنوبيين من استخدام السلطة في اليمن القوة العسكرية والقمع في حين رفض مخرجات الحوار الوطني من قبل الجنوبيين  والذي سبق وأعلن بعض القيادات الجنوبية انسحابهم من الحوار في جلسات سابقة ، وكانت هناك تصريحات  لأكثر القيادات الجنوبية مع إنطلاق المبادرة الخليجية عدم الإعتراف بالمبادرة وإنها ﻻ تمثل قضية الجنوب لعدم تطرقها إلى معاناة الشعب الجنوبي والمطالبات الشعبية للجماهير في الساحات الجنوبية التي انطلقت في العام 2007 

وبرغم ذلك الرفض التام إلا أن  أطراف خليجية حاولت إقناع بعض القيادات في الجنوب من المشاركة في الحوار وضلت العقبات كثيرة أمام المعالجات السياسية التي خاضها الحوار الوطني وعدم الاستطاعة على إقناع الشارع الجنوبي الذي يخرج بالملايين يهتف باستعادة الدولة في الجنوب . وكان محمد علي أحمد  أبرز القيادات الجنوبية المشارك في الحوار أعلن انسحابه وأشار إلى أن هناك مؤامرة لتمرير مخططات هدفها تقسيم الجنوب وإلحاق محافظات جنوبية إلى الشمال في إطار أقاليم وهذا ما انطلقت على أساسه المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن تحت سقف الوحدة اليمنية، دون مبالاة في الجماهير الجنوبية وثورتهم الشعبية التي قدمت قوافل الشهداء وﻻ زالت تسيطر على الساحات في الجنوب وتعصيدها  من أساليب النضال السلمي في الآونة الأخيرة كخطوات بديلة ينتهجها قوى الثورة الجنوبية مثل تصعيد العصيان المدني  وهو نوع من المقاومة التي قد تدخل البلاد في ﻣﺄﺯﻕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ، ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﺃﻣﻨﻴﺔ  قد تؤدي إلى الكفاح المسلح وحروب ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ، وخاصة في حين التجاهل لتلك الإرادة الشعبية والضغوط على القيادات الجنوبية من قبل أطراف إقليمية في الرضوخ إلى الحلول التي تفرضها على شعب الجنوب، ورغم أن الكثير من تلك القيادات الجنوبية رفضت تلك الحلول والإغراء من قبل الآخر لكنا نشاهد إلحاح وضغوطات مستمرة يلهث خلفها بعض القيادات الجنوبية وتصدر الخلافات إلى الصف الجنوبي الواحد وهذا يخالف قوانين مبادرة إصلاح  الأزمة السياسية في البلاد ، وكان من المفترض على تلك الدول الراعية للمبادرة أن يوجدون ضوابط  ولجان سلام لحفظ الأمن وتهيئة اجواء الحوار الوطني بالشكل الصحيح وتمثيل جميع الأطراف السياسية وعدم الاستناد إلى ﺍﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﻓﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ من قبل السلطة التي تظل تستعرض عضلاتها تقتل وتسحق  كل صاحب رأي وكل صاحب حق  في الساحات الشعبية  .
 
وتهميش كافة القوى الأخرى.
 
وﻟﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ  ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍلجنوب ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺤﺘﻤﻴﺔ تقرير المصير والتمسك في المطالب المشروعة لإستعادة الدولة الجنونية، وإن من   ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻷﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ وإشعال فتنة الاقتتال، ﻭﺑﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻹحتقان يفقد وشائح الأخوة وزرع الكراهية والعنف يوماً بعد يوم بين الشعبين  وﻻ نستبعد أن 
يطال هذا ويبدأ في ﺻﻔﻮﻑ المتحاورين في قاعات الحوار واقتتال بعضهم بعضاً وحدثت العديد من المناكفات والشتائم فيما بينهم ولغة تهديد و إختطاف لبعض الجنوبيين في لجنة الحوار الذين يطرحون مطالب الشعب الجنوبي العادلة ويتم بين الحين والآخر محاولة إقناعهم والسكوت حتى تمرير ما يراد تمريره على شعب الجنوب  والتعامل معهم ﺑﺄﺳﻠﻮب  ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺩﻳﻜﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺭﻛﺎﺏ ﺟﺪﺩ ﻟﻘﻄﺎﺭ ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺠﺎﻫﻪ ﻭﺑﺎﺕ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺪﻯ، السؤال هنا  
ﻳﻈﻞ ﻣﻠﺤﺎً :  عن كيفية التعامل مع الإرادة الشعبية في الجنوب ؟ ﻣﺠﺮﺩ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻗﺪ ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺤﺘﻤﻴﺔ تقرير المصير لشعب الجنوب  وهذه حقيقة اثبتها شعب الجنوب ونقلها إلى العالم عبر ساحات الحرية ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻵﻥ والصحف ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﺑﻌﺪ مخرجات الحوار وكيفية تطبيقها   ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﺗﻠﻚ ﺍلدول ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ في المبادرة الخليجية ، 
وﻷﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ الجنوبي  ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ المطروح من قبل الدول  في تقسيم الجنوب إلى أقاليم ﻛﺎﺭﺛﻴﺎ وتحديا لإرادة الشعب الجنوبي الذي لا يقبل التجزئة ،
وخاصة أن الحراك الجنوبي هيأ شكل الدولة وهيكلتها وأصبح يقود الحراك كافة القوى السياسية والاجتماعية والنقابات وفئة الشباب والمرأة 
ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍستعادة الهوية الوطنية لشعب الجنوب ،  ويؤمنون بحوار ﺟﺎﺩ ندي بين دولتين وضمانات حقيقية لمخرجات الحوار وليس بالشكل الذي هو قائم تتبادل خلاله أشخاص أدوار ومسرحيات، فإن ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ  الجنوبي في الساحات هم من يمثل الثورة الجنوبية وهم  ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻫﻢ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﻗﺪﺭﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻱ تفاوض أو ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ في الجنوب  .