بيان صادر عن حركة النهضة بشأن الموقف من الهبة الشعبية وتطورات الأوضاع في حضرموت
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد عاشت حركة النهضة مع قبائل لحموم وعموم قبائل حضرموت هموم مصابهم الجلل بمقتل الشيخ المقدم سعد بن حبريش شيخ مشائخ قبائل لحموم ورئيس تحالف قبائل حضرموت، وإذ تثمن الحركة مواقف قبائل حضرموت وأبناء الجنوب التضامنية مع قبائل لحموم المكلومة، وإذ تؤكد الحركة على موقفها الثابت في وجوب نصرة المظلوم ودفع الظلم والطغيان، وعلى موقفها الثابت في الحفاظ على المسار السلمي لنضالات شعبنا لنيل حقوقه المشروعة، فإن حركة النهضة تبين ما يلي:
أولا- تؤكد حركة النهضة على عدالة مطالب قبائل حضرموت في القصاص الشرعي من قتلة الشيخ المقدم بن حبريش ورفاقه، ومطالبهم بأحقية أبناء حضرموت في إدارة مؤسسات المحافظة، وأحقية ابناء المناطق النفطية في التوظيف في الشركات والمؤسسات الأمنية والخدمية النفطية العاملة في المنطقة، باعتبار ذلك أقل ما يمكن أن يحصل عليه أبناء تلك المناطق الذين باتت تنهب ثروات بلادهم أمام أعينهم، وهو أقل تعويض لهم مقابل ما يتعرض له ابناؤهم من أمراض وأوبئة جراء التلوث البيئي الذي تخلفه تلك الشركات.
ثانيا- تحذر الحركة من المماطلة والتجاوب غير الجاد من جهة الحكومة في صنعاء تجاه مطالب القبائل الحضرمية، حيث لم تصدر عن السلطات العليا في صنعاء أي خارطة طريق واضحة للتجاوب مع مطالب القبائل، وهو ما يمثل خطورة أمنية وسياسية، ليس على الأوضاع في حضرموت فحسب ولكن على الوضع السياسي والأمني العام في الجنوب واليمن عامة.
ثالثا- تدعو الحركة قبائل حضرموت الى اليقظة والحذر من المقاصد المشبوهة الهادفة إلى جر حضرموت برمتها إلى حالة الانفلات الأمني، أو تحويل حضرموت إلى ساحة لنشاط الجماعات والمليشيات المسلحة، وتناشد الحركة قبائل حضرموت إلى عدم السماح لاستغلال قضاياهم المطلبية لنقل حضرموت إلى حكم أمراء الحروب، أو أن تصبح قضية قبائل حضرموت ذريعة للتدخل الأجنبي المباشر بدعوى حماية رعايا الدول الكبرى وشركاتها ومصالحها النفطية وغيرها من الذرائع.
رابعا- تؤكد الحركة على الهبة الشعبية السلمية واستمرار الضغط الشعبي السلمي لتحقيق مطالب أبناء حضرموت باعتبارها جزءا من النضال السلمي لشعب الجنوب، وترفض الحركة وبكل وضوح أي محاولة لحرف مسار النضال السلمي لشعب الجنوب، أو نقل الثورة الجنوبية السلمية إلى مربع العنف المسلح غير المدروس، لما لمثل ذلك الخيار من أضرار خطيرة على حاضر ومستقبل القضية الجنوبية، بل وعلى حاضر ومستقبل أبناء الجنوب عموما.
خامسا- تؤكد الحركة على ضرورة إيجاد أفق سياسي واضح للهبة الشعبية الجنوبية المزمع انطلاقها في 20 ديسمبر الجاري، وهنا تكرر الحركة دعوتها إلى مزيد من التدارس تجاه ما بعد هذه الفعالية، ومن هذا المنطلق ترحب الحركة بالدعوة الموجهة للقوى السياسية الجنوبية إلى تدارس موضوع الهبة الشعبية حتى لا ينفرد فصيل سياسي لوحده في مثل هذه القضية الحساسة والمفصلية.
سادسا- لقد عانت القبيلة الجنوبية طوال أكثر من أربعة عقود من سياسات الإذلال والتفكيك الممنهجة سواء في ظل الحكم الشمولي السابق في الجنوب، أو في ظل حكم الهيمنة والاستعلاء بعد عام 1994م، والتي ظلت ولازالت سياسات تهدف إلى الحيلولة دون استعادة المجتمع الجنوبي لعوامل قوته الذاتية، ومن هذا المنطلق ترى حركة النهضة أن النهج السلطوي تجاه قبائل حضرموت يأتي في هذا السياق السياسي، وعليه تدعو الحركة القوى الوطنية المخلصة إلى بلورة رؤية وطنية لإعادة بناء المكونات الاجتماعية في الجنوب وفق هذه الخلفية التاريخية والفكرية والسياسية.
ختاما- تشيد الحركة بمواقف علماء حضرموت المنسجمة مع مقاصد الشرع وحقوق الخلق والداعية إلى إنصاف المظلومين وحفظ أمن واستقرار حضرموت، والتي عبرت عنها بياناتهم الشرعية الصادرة عن اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية، ومجلس علماء أهل السنة في حضرموت، وعليه تدعو الحركة منتسبيها من الأئمة والخطباء في عموم مساجد حضرموت إلى تبني ذات الخطاب الشرعي المسؤول في توعية وارشاد الناس، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.
صادر عن حركة النهضة للتغيير السلمي
المركز الرئيسي عدن بتاريخ 15 ديسمبر 2013م