تركيا ونهري دجلة والفرات والرغبة التوسعية

تركيا ونهري دجلة والفرات والرغبة التوسعية

(شبكة الطيف) كتب / عبدالرحيم الحميري

لم يستطيع هولاكو بقواته أن يطمس حضارة بلاد الرافدين رغم أفعاله التي لايستوعبها العقل فيها وبأهلها ومكتسباتها ومعالمها وتراثها ومكتباتها وتاريخها يافيس .
العراق وسوريا وتاجيها المتمثلين بنهري دجلة والفرات وموقع هذين البلدين المتميز وثقافاتهما المتنوعة والحضارية ولن تجد مثيلا لهما على كوكب الأرض يافيس.
العراق الأعرق طوال الزمن على صفيح ساخن بفعل فاعل وفاعلين كثر أرادوا له أن يكون هكذا فلم يأخذ العراق هدنة ولم يلتقط أنفاسه ليصبح عظيما بين الدول ويقوم على رجليه وكلما حاول على ذلك يجد نفسه داخل دوامات من الاضطرابات السياسية والعسكرية ولم تترك له فرصة ولا لأوضاعه كي تستقر لدرجة انك تحس أن هناك واقفين خلف الكواليس لايكلون ولايملون حتى لايعطون فرصة للعراق كي يقف ويكبر بدءآ من الاحتلال البريطاني قبل قرنين وحتى اليوم يافيس.
واليوم هناك دول محيطة تجهز نفسها لتكون في صدارة العالم ومن حق أي دولة أن تطمح بأن تكون ولكنك تجدها تتجه في ذلك على حساب العراق وسوريا وتقتات على أجسادهما وهنا المشكلة والموضوع وإذا نظرت لدولة تركيا المجاورة لسوريا والعراق واستحضرت حاضرها قبل أن تبحر في تفاصيلها وأثرها في الوقت الراهن هناك لوجدت أن حاضر تركيا بالمقارنة بهما جزء لا يتجزأ من تاريخ بلاد الرافدين لأن تاريخهن يقاس بآلاف السنين وتركيا تعي هذا جيدا وتدرك كم من الحضارات التي مرت وتم تشييدها هناك وكم من الخيرات المليئة في تلك الأرض وكيف أن شعبي العراق وسوريا أصيلين وكبيرين وكريمين واجتازوا أزمات مرت بهما لاحصر لها لو مرت بدول أخرى لما كانت موجودة على الخريطة اليوم يافيس.
إن أكبر كارثة تهدد هذين الشعبين العريقين العربيين منذ أن وجدا على وجه الأرض هو خطر انقطاع أو إيقاف تدفق نهري دجلة والفرات وقطع هاذين الوريدين من تغذئة هذين البلدين والوصول إليهما وسوف تعرف بالتفصيل هذا التهديد ومن وراءه وأهدافه وعليك أن تتذكر أولآ المقولة الإسرائيلية التي نشأت منذ نشأة إسرائيل وربما قبلها وهي أعظم أهدافها (حدودك يااسرائيل من الفرات إلى النيل )يافيس.
ومثلما أن هناك محاولات كبيرة لمنع ماء النيل عن مصر والسودان من خلال سد واحد هو سد النهضة الاثيوبي فإن سوريا والعراق صار يهددهن حوالي ستمائة سد تركي ويخيفهن وليس هذا فحسب فقد اجتاحت تركيا أراضي عربية كبيرة فيهن يافيس.
تعال أحكي لك الحقيقة الغائبة عنك والمخفية يافيس.
ينبع نهري دجلة والفرات من جبال طوروس بتركيا مرورا بسوريا وصولا إلى العراق حتى يصلوا الخليج العربي يافيس.
تركيا والعراق بينهم حدود مشتركة في جزء صغير طبعآ أما الجزء الأكبر مع سوريا يافيس .
تركيا قررت بناء سدود كبيرة وجديدة على منابع وممرات النهرين ناهيك عن مئات السدود الصغيرة والمتوسطة والهدف المعلن هو توليد الطاقة والكهرباء التي تريد من خلالها الوصول إلى الاكتفاء الذاتي ثم التصدير منها وتحقيق الكسب المأدي كما صرح وبرر أردوغان يافيس.
أشهر السدود سد أتاتورك الذي تم بناءه 1990داخل تركيا وبارتفاع 184متر وعرض 1800متر .
وهناك سد اليسو وهو سد أتاتورك بارتفاع 135متر داخل تركيا وهو من ضمن أبرز مشاريع أردوغان وقد بدأ عام 2018وبدأت تركيا تنشئ بحيرات وسدود من دون الرجوع لأحد ودون قعود على أي طاولة مفاوضات أو الانسحاب والمماطلة كما تفعل اثيوبيا على الأقل وهذا يعني أن تركيا تقوم من النوم وتذهب تبني لها سد على طول بكيفها لانها صارت تعتبر سوريا والعراق اصغر منها بكثير من حيث القوة والسلاح والنفوذ لدرجة أن أردوغان أكد ذات يوم أن تلك الأنهار ليست حق أحد سوى تركيا وليس من حق العراق أن تتكلم وقد كان رد الحكومة التركية ايضآ على العراق بعد تلك التصرفات الأحادية بالقول هذه الأنهار عندنا سنعمل فيها مانريد براحتنا ولاتفكري ياعراق أنها انهار دولية وعشان سوريا اللي معانا حدود كبيرة معها فسوف نتصرف معها وانتم ياعراقيين اطلعوا من الموضوع خالص هذا ماقيل عام 2018 من أردوغان وحكومته للعراق بالفم المليان يافيس .
هذه هي الحجة التي تلعب عليها تركيا عشان تغتصب مياه العراق وسوريا وتسلبهم حقهم التاريخي خصوصا بعد انهيار الحدود السورية التركية وسط الأحداث الأخيرة فقد وجد السوريين منسوب المياة يقل بشكل ملحوظ من بداية 2020حيث أن هناك مناطق في مجرى النهر جفت تماما بالرغم من وجود اتفاقية بين البلدين تنص على أن منسوب المياة لاينبغي أن يقل بفعل فاعل تركي عن 500متر مكعب في الثانية وهي اتفاقية دولية وملزمة لتركيا يافيس.
وجدت إدارة المياة والسدود في سوريا أنه لايصل سوى 200متر مكعب في الثانية وأعلنوا ذلك في منتصف العام الماضي واعترضوا يافيس.
حاولت سوريا التفاوض مع الاتراك في هذا الموضوع فتركيا أساسآ تحتل أجزاء كبيرة من أراضي سوريا حاليآ في الشمال السوري ورغم المحاولة والاعتراض السوري على قلة منسوب المياة إلا أن السوريين تفاجأوا بأن تركيا أغلقت البوابات تماما فأصبحت البحيرات في سوريا جافة أما بالنسبة للعراق فوضعها أصعب فالماء الذي لايكفي سوريا أساسآ لن يصل إلى العراق ولكن العراق كان لديه قليل من المياة لقليل من روافد الأنهار التي كانت تأتيه من إيران يافيس.
إيران بدورها لم تسكت وقامت ببناء سدود وقطعت الماء عن العراق وحولت مجاري أنهارها تماما ولم تتركها تخرج من أراضيها يعني منها وإليها وفيها يافيس.
زاد انزعاج العراق وبدأت محاولات المفاوضات والاتصالات مع إيران ومع تركيا ولكن دون جدوى أو توصل لنتيجة ولم تحصل على حاجة ولك أن تتخيل يافيس حجم المشاكل في سوريا والعراق نتيجة قلة الماء ليست مشاكل في الشرب فقط فقد تعطلت السدود المعمولة في البلدين العربيين وبالتالي لم يعد هناك كهرباء كافية تغطي احتياجاتهم إضافة إلى أن الثروة السمكية ماتت في بحيرات النهرين وفي السدود ايضا ولم يعد هناك لا أنهار ولا بحيرات يصطادوا منها وعادتآ ماتهرب الكائنات الحية من المياة الضحلة ولك أن تتخيل يافيس ماذا فعلت قلة المياة في الزراعة السورية والعراقية ويعتبر هذا العام أول عام تقل فيه المياة بهذا الشكل وتغلق فيه تركيا وخليفة المسلمين أردوغان حنفية مياة النهرين تماما مع أن العراق وسوريا داخلين على الصيف وسيكون وضع الكهرباء لديهم صعب جدا والحياة أصعب بكثير مما هي عليه ومما تتصور يافيس.
تركيا لم تكتفي بما فعلته بالشعبين العربيين المنهكين بل تدخلت عسكريا شمال العراق وبعثت قوات واحتلت مدن من أراضي العراق الحبيب والحجة والسبب المعلن الذي أكدته حكومة أردوغان أنهم يحاربون الأكراد هناك أما السبب الحقيقي من حصارها لهذه المدن هو كي تتمكن من السيطرة على المياة والأنهار الداخلة إلى العراق من أولها التي تتغذى من منابع نهري الفرات ودجلة وتعد قريبة منها ومحاذية لتركيا يعني تركيا (مقفل عليهم محبس المياة من فوق ومقفل عليهم الحنفية من تحت) وتحتل أكبر قدر ممكن من الكيلوهات العربية العراقية يافيس.
وربما تقول في نفسك تركيا تعمل كذا ليش لكن الطموحات الاستحواذية والتوسعية العثمانية الاستعمارية حاليا لها قول آخر ليس له حدود مثلها مثل غيرها وتركيا تنظر إلى الشام وكأنها جزء من أراضيها بل جزء منها وتعتبرها حقها ويراود النظام التركي أحلام الخلافة العثمانية والإسلامية كما يزعمون القول ويؤكدون على قرب إعادة تحقيق المجد التركي حيث كانت امبراطوريتهم العثمانية تسيطر على تلك المناطق وغيرها قبل سقوطها يافيس.
إن حرب المياة القاتلة والأشد فتكآ بسوريا والعراق العربيتين من الصواريخ والحروب مهما كان هدفها المعلن من إيقاف المياة التي هي من حقوق العراق وسوريا على مر التاريخ فليس هذا مبررا لتعطيش الشعبين بحجة توفير كهرباء أو ملء بحيرات في الصيف أو تشغيل توربينات في السدود التركية والتي بدأت تركيا في تشغيلها في سد اليسو من خلال تشغيل اربع توربينات فيه يافيس.
إن هدف أردوغان وحكومته غير المعلن والمخبأ من هذا المنع القاتل للشعبين هو السيطرة على بلدين كبيرين يمران بكبوة بسبب الأحداث التي حصلت في الوطن العربي في آخر عشر سنين وربما تسأل وتقول وهل تركيا تؤذي سوريا والعراق بالماء فقط ولكنك إن نظرت وتابعت وركزت بالرغم أن الماء قوة كبيرة كافية للسيطرة والضغط إلا أن تركيا تلعب ألعاب أخرى مع البلدين والعرب المسلمين يعتبرونها مزح وهي في صميم الجد فقد شنت تركيا منذ 1992سبع عمليات عسكرية كبرى ضد حزب العمال الكردستاني والأقليات الكردية هناك وكان الرئيس العراقي صدام حسين يبارك تلك العمليات وهي وصمة عار بحق السيادة العراقية مهما كانت مبررات صدام كونه كان يرى أن الأكراد أيضا أعدائه وأنهم يتمردوا عليه وتعامل بمنطق عدو العدو هو صديق وهذا خطأ كبير جدا لازال العراق يدفع ثمنه إلى اليوم لانه بمثابة تأسيس وشرعنة من صدام حسين للتدخل التركي يافيس.
وربما تقول يافيس لماذا الاكراد يتمردوا ولكنك ستجد الإجابة أن شمال العراق وجنوب تركيا أعني الأكراد هناك يكادوا يتجاوزو عشرين مليون ويطالبوا بحكم ذاتي وقد بدأوا بذلك منذ 1983ولأن صدام كان مشغولا في حربه مع إيران فقد أمضى اتفاقية عام 1984وسمح فيها للأتراك الدخول شمال العراق مسافة 50كيلو متر من أجل مطاردة الأكراد وكانت اسمها (اتفاقية المطاردة الحثيثة)ولكن هذه الاتفاقية اعتبرتها الأمم المتحدة اتفاقية أنظمة وليست اتفاقية دول يعني تسقط الاتفاقية بسقوط الأنظمة ومن هذا المنطلق يفترض أن تكون قد سقطت منذ2003مع سقوط صدام ونظامه الحاكم ولكن تركيا ظلت ولاتزال متمسكة بالاتفاقية وتستغلها لتبرير اعتدائتها المستمرة وانتهاكاتها لشمال العراق العربي والتي زادت واستفحلت وتحول الوجود التركي هناك إلى أمر واقع واحتلال متكامل فعندما يسقط الأسد على الأرض فإن سقوطه يعطي فرصة للنمور والضباع أن تتسيد الغابة يافيس .
تركيا بنت قواعد شمال العراق وصل عددها إحدى عشر قاعدة باعتراف رئيس الوزراء السابق علي يلدرز أما التقارير الإعلامية من داخل العراق فتقول إن القواعد التركية وصلت إلى سبعة وعشرين قاعدة في إقليم كردستان العراق فقط وبحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني وفي الوقت الذي كان العالم فيه مشغولا بالكورونا وتبعاته شنت قوات أردوغان عمليات عسكرية أكثر وظلت تطارد الأكراد وتتوغل في مناطقهم داخل العراق براحتها ومن يسألها تقول أطارد الإرهابيين واكافح الإرهاب ورغم احتجاج الحكومة العراقية وصياحها إلا أن تركيا ظلت تتوغل حتى وصلت إلى عمق 140كيلو داخل العراق العربي محاولة منها لتثبيت الأوضاع عند ذلك الحد وهنا الخطورة التي تدعو للقلق وآخر العمليات العسكرية كانت تسمى (مخلب النسر )في فبراير 2021 إضافة إلى الغارات الجوية التي لا تتوقف وهذا كله انتهاك سافر واعتداء غاشم على السيادة العراقية العربية والتي لابد أن تعود ذات يوم مهما انتهكت وتم الاعتداء عليها يافيس.
إن استمرار تركيا شمال العراق العربي في بناء القواعد العسكرية والسدود وانتهاك السيادة والتوغل عمقآ وتثبيت حدود جديدة وفرض أمر واقع وإفساد حياة الناس بحجة مواجهة إرهابيين يعد ضحكا على الناس واستخفافا بعقولهم بل إن هذا الذي تمارسه تركيا هناك هو أبشع صور الإرهاب والاعتداء وبمنطق المحتل وتبريراته ومغالطاته فعندما يأخذ المحتل أرضا ويقعد فيها ويؤذي أهلها فهو محتل وإذا كنت ترى غير ذلك فيمكنك اطلاع الآخرين ماتراه يافيس .
أما في سوريا فالوضع كان مختلفا تماما فبعد أحداث الربيع العربي بدأت تركيا تمد الفصائل السورية المسلحة بالسلاح والمقاتلين إلى أن تحولت الاشتباكات والمظاهرات والمواجهات إلى حرب أهلية كاملة الأوصاف وبعد أن قامت الحرب وتداخل الكل بالكل واختلط الحابل بالنابل قام أردوغان وفعل نفس مافعله في العراق وظل يتوغل في الأراضي السورية العربية وبعد أن كانت هناك ميليشيات ومقاتلين مستأجرين أو مايسموهم مرتزقة أصبح هناك تدخل عسكري تركي مباشر موازي للتدخل العسكري الروسي مع النظام هناك إلا أنه لم يتواجه مع الروس أو حتى النظام السوري أو يحاول إخراجهم أو هزيمتهم نصرة لسوريا ولشعبها ونصرة للمسلمين وتحويل حلم الخلافة الاسلامية الى رضا اسلامي من قلوب كل المسلمين في أنحاء الأرض ولكن الهدف المعلن التركي هو الحفاظ على أمن الحدود التركية ومواجهة الأكراد والارهابيين واستطاع أردوغان من خلال الجيش التركي أن يكسب أراضي داخل سوريا بعمق وصل إلى 40كيلو متر بطول وصل إلى 120كيلو متر وبعرض الحدود بين البلدين وهنا الطامة الكبرى ومن وقتها وتركيا احتلت في سوريا العربية أكثر من 8000ألف كيلو متر مربع من الأراضي السورية لأكثر من ألف قرية وبلدة وللعلم فإن هذه المساحة تكاد تكون أكبر من سبعة أضعاف من مساحة هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967يافيس.
تركيا لديها أكثر من اثناعشر قاعدة عسكرية داخل سوريا العربية وهذا طبعا بالاتفاق مع الجانب الروسي فماذا يمكن أن تسمي هذا يافيس ؟
طبعا الهدف المعلن هو إقامة منطقة خفض التصعيد أو كما يسموها لكن منطقة خفض التصعيد صارت الذريعة الأولى للتصعيد في سوريا فتجد تركيا عملت مزج في شخصيتها داخل سوريا بين النظام الفرنسي والانجليزي في الشكل الاحتلالي بمعنى أنها بعد أن تسيطر على الأراضي تجدها تفرض نفسها في القضايا الاجتماعية فتراها تحاول فرض استخدام الليرة التركية في شمال سوريا واللغة التركية يتم تدريسها في المدارس السورية بدلآ من اللغة العربية وأسماء الشوارع والأحياء والبلدات يقومون بتغييرها باسماء تركية يافيس.
فهل لقيت يافيس إسم ثاني لهذا الذي يحصل غير أنه احتلالا واستعمارا فإن وجدت شيء غيره فلتحاول أن تطلع السوريين والعراقيين به يافيس .
إن تركيا لاتريد القضاء على النفوذ الكردستاني في سوريا والعراق ولكنها ومن خلال الصورة الواضحة تحاول وتسعى على الأرض للقضاء على سوريا والعراق
تركيا أخذت ماتريد لحد الان وبراحتها واستوطنت في مساحات شاسعة من الأراضي العربية وتتحرك فيها براحتها وصولا إلى ليبيا رغم انحسار التواجد التركي هناك والفشل في السيطرة على الهلال النفطي الليبي تماما وحدوث التسوية السياسية وخروج تركيا بشكل كبير جدا من المسرح الليبي بسبب التصدي المصري هناك يافيس.
إن المشكلة الكبرى أن حكومة أردوغان تعتبر أن النصر قريب من خلال نجاحها في دول مفككة ومنهارة كالعراق وسوريا غير مدركة أنه مهما حصل لابد من العودة من جديد ومهما حصدت من نتائج واضافت من كيلوهات جغرافية خصوصا وأن هناك من لايزال يفكر بشكل عربي وسيتعامل معها على أساس أنه يمثل كيانا عربيا لايتجزأ مهما كان مجزءآ يافيس.
إن اللعبة الإسرائيلية الكبيرة في العالم العربي تكاد تحتفل بالفوز من خلال تحقيق الهدف الأعظم والأهم وهو (التحكم بمنبعي الفرات والنيل )من خلال تحكم تركيا وإثيوبيا بهما بالتنسيق المحكم مع الجانب الإسرائيلي بشكل يكاد يكون واضح ولايحتاج إلى مغالطة كلامية أو إنكار جدالي يافيس.
تركيا أبرز الأطراف في اللعبة وبإمكانك أن تتأكد من خلال العلاقات السياسية والتمثيل الدبلوماسي والتبادل التجاري والاستخباراتي مع الجانب الإسرائيلي وملايين الدولارات المتبادلة بين البلدين
إن استراتيجية إسرائيل هي إضعاف الدول العربية خصوصا المؤثرة وخصوصا مصر والعراق وسوريا وهذا ايضا ماتقوم به تركيا بشكل واضح وهنا التناغم والتناسق والتكامل يافيس .
تركيا أشبه بتلك المسألة الرياضية التي حلها طويل جدا ونتيجتها تساوي صفر فتجاه العرب صفر فعلآ ولم تقدم شيئا لهم ولاخيرا ملموسا في أي بلد ومن الحماقة أن يرتجي منها أي عربي خيرا وهي بهذه الصورة
فهل لديك مفهوم آخر لتركيا غير هذا المفهوم وهل لديك أرقام لمعونات ومشاريع وتنميات تتم في البلدان العربية بدعم تركي حتى لو بشكل فاعل خير يمكنك أن توضح ذلك يافيس ؟
إن الايام كفيلة بإيصال جميع الناس إلى وعي مشترك تجاه الحقائق الموجودة على الأرض العربية بعيدآ عن التشويه أو التقديس المبنيين على الانتماءات والولاءات ومايتم بعدهما من تطبيل وتمجيد وخداع وتظليل وتشويه وتعزير وتحقير في المقابل المضاد ولكن إن اتفق الناس على الحقائق أم شطح بعضهم عن البعض وأغمض عينيه عن الوقائع الواضحة وأنكر مايقال بحق فلا بديل عن الحق كمعرفة لأزمة يافيس.
أخيرآ يافيس إن أهم نصيحة يمكنك أن تنصح بها نفسك قبل غيرك هي أن تكون صادقا في كل وقت وحين وفي كل حرف لأن الكذب شوه كل شي وغيب الحقائق وأفقدنا الرضا والجمال والسعادة وجعلنا نفرط بالحق من أجل المجاملة أو إرضاء صديق أو قريب أو حبيب غالي وهذا خطأ كبير فمن يفرط به الحق فلا خير فيه ومن ينجرح منك بسببه فلا كان به مع العلم أن الغالبية اليوم من الناس صاروا يكذبون على أنفسهم وعلى غيرهم كما يتنفسون على الرغم من معرفتهم التامة بالصدق والحقيقة خصوصا وأن ذلك لايحتاج الى ذكاء خارق وهذه داهية الدواهي يافيس.