يوم الأرض بعد قمة الكويت !!

اسكندر شاهر
نحنُ هذي الأرض فيها نلتظي وهي فينا عنفوان واقتتال
من روابي لحمنا هذي الربى من رُبى أعظمنا هذي الجبال …. (البردوني)
يوافق يوم غد الأحد الثلاثين من آذار / مارس يوم الأرض (العربي) ، وهو يوم الانتفاضة الوطنية الفلسطينية التي انطلقت في مثل هذا اليوم من العام 1976، على شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية في معظم القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية داخل الخط الأخضر، احتجاجاً على سياسة التمييز العنصري، ومصادرة الأراضي التي مارستها السلطات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ولئن شكّل ذلك اليوم رمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني نظرا للمشاركة الواسعة فيه من مختلف التيارات والأطياف حيث شارك في انتفاضة يوم الأرض الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1967، ليشكل بذلك حدثا فلسطينيا وطنيا جامعا ، فإن المشهد فلسطينيا وعربياً يبدو اليوم في مسيس الحاجة لإحياء مثل هذا اليوم كرمز للوحدة بعد هذا التشرذم الفلسطيني والعربي غير المسبوق والذي تجلى بوضوح في القمة العربية في الكويت الثلاثاء المنصرم في ظل حالة التورط العربي في مؤامرات مكشوفة ضد دول عربية لاسيما بعد عاصفة ما يسمونه الربيع العربي و (ليس ربيعا ولا عربيا ولكن شُبّه لهم) .
الرفض المطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية الذي أطلقته قمة الكويت يبدو قبل عيد الأرض تغريداً خارج سرب الأرض ، يبدو كرفض ناسوتي للاهوت الدولة العبرية التي لطالما قدموا لها روافع شتى بخوافضهم متعددة الأبعاد ليس أولها الانقسام الفلسطيني كما أن ليس آخرها تآمر ( العربان ) على قلعة العروبة دمشق .
دمشق الممانعة كانت غائبة عن المشهد الرسمي البروتوكولي العدمي لجامعة ليست جامعة ولا مانعة .. جامعة لأنظمة عربية شبحية لدى كل واحد منها أزمة بنيوية مزمنة .. أزمة حكام يديرون حروباً ساخنة وباردة طويلة المدى مع شعوبهم .. منهم من بدأ يدق ناقوس الخطر ومنهم من لايزال يراهن على تأثير المناسف وموائد الرز المشبع باللحوم والزيوت إلى جانب البيبيسي والكوكا كولا ، والفياجرا والقروض الآجلة ، وغيرها مما يورث السمنة والكسل ويدعو إلى الاتكال على هذه الأنظمة التي انقسمت على بعضها مؤخراً في الخليج ( الفارسي ) في نوع من التعبير عن المثل ( العربي ) القائل : ( يداك أوكتا ، وفوك نفخ ) .
لـكـزة …
إشادة بيان قمة الكويت بما سمّاه صمود الجيش اللبناني و(المقاومة) في حرب صيف 2006م ، أكد أن دمشق كانت هي القمة الحاضرة والكرسي الممتليء وكانوا هم الحضيض الغائب والمقاعد الفارغة ! .. وعلى رأي الرائي البردوني :
وهنا تلفت موعد*** في أعين القمم المشاله يدافع الزمن الكسيح*** على جناح من علاله
ebn_saad888@yahoo.com