الناشط السياسي ” اسكندر شاهر ” المشترك انضم للثورة لإنقاذ نفسه ولكنه عاد وتخلى عن طوق نجاته الأخير

 

قال الباحث والكاتب والناشط السياسي اسكندر شاهر أن المشترك انضم للثورة لإنقاذ نفسه لكنه عاد وانبطح للمبادرة وبذلك تخلى عن طوق نجاته الوحيد ، وأشار شاهر في حوار شيق مع صحيف الديمقراطي الأسبوعية إلى أن هناك جبهتان في اليمن اليوم الاولى لإنقاذ الثورة وتستهدف التغيير والأخرى لإنقاذ المبادرة وهدفها التبديل لافتاً إلى أهمية الحوار بين قوى التغيير الأساسية وعقد مؤتمر وطني فيما بينها لمواجهة المؤامرة ، وتحدث شاهر عن المجمع الوطني للصحوة والتنوير الذي قام بإشهاره مؤخراً مؤكداً أنه يستهدف ملازمة الثورة والثقافة وله اهداف استراتيجية نهضوية ,, فإلى الحوار ..

 

 

س 1- أولا نريد ان نعرف ويعرف القارئ عن المجمع الوطني للصحوة والتنوير الذي قمت بتأسيسه وإشهاره ؟وماذا عن الهيكل التنظيمي للمجمع؟ وهل فتح له مقر وفروع في الداخل؟ وماذا سيكون نشاطه في خدمة الثورة الشبابية؟

 

بداية أشكر صحيفة الديمقراطي التي تتألق بطابعها الثوري والسياسي والتزامها بخط الثورة الحقيقية وانتمائها لجبهة إنقاذ الثورة ، ومجابهتها لخط الثورة المضادة ولولا ذلك لما تعرضت وطاقمها للاعتداء والاقتحام والنهب من قبل جبهة إنقاذ المبادرة السعودية / الخليجية الساقطة والمرفوضة ثوريا وشعبيا .. شكراً لما تؤديه من دور وطني في فترة بالغة الخطورة وشكرا لإتاحة هذه الفرصة للحديث لها ومن خلالها ..

المجمع الوطني للصحوة والتنوير مشروع ثقافي نهضوي قديم مؤجل .. فلقد استشعرت باكراً وخاصة بعد تخرجي بكلية الفلسفة والإلهيات ببيروت وحصولي على درجة الماجستير في الفلسفة الوجودية قبل أكثر من ثلاث سنوات بضرورة الإسهام في إنقاذ الواقع الثقافي في اليمن ليس فقط لأن الثورة الثقافية حاجة ملحة لنهوض وتطور أي مجتمع بل لأننا في اليمن نعاني من سياسة التجهيل من جانب ومن طبقة ( الانتجلنسيا) المثقفين من جانب آخر الذين رهنوا أنفسهم للمسؤولين ومشائخ القبائل وتخلوا عن دورهم الريادي في نهضة المجتمع فعاشوا في أبراجهم العاجية ومقايل القات لدى بعض المسؤولين المتخلفين ينظرون لهم ولساسة اليمن المتفيقهين الذين يتحملون جميعاً مسؤولية كبيرة إلى جانب السلطة في وصول البلاد والعباد إلى هذه الحال الكارثية ..

هذا المجمع كمشروع نهضوي تأجل تنفيذه لظروف ذاتية وموضوعية وجاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية ليس لتوفر الفرصة فقط لولادة هذا المشروع بل أكدت أهميته وضرورته وأحسب أني راقبت يوميات الثورة اليمنية وواكبت مجرياتها وتفاعلت معها بالقدر الذي أستطيعه وتبين أن الثورة كانت بحاجة لثقافة ثورية تواكب مسارها وتحدد اتجاه البوصلة وتقوم بترشيد سبل التصعيد الثوري وتجنب الثوار الوقوع في شرك الأفخاخ التي نصبت في طريق الثورة لحرف مسارها وإجهاضها ، فمع الثورة بات للمشروعهدفان أساسيانالأول مرحلي أي إمضاء ثقافة ثورية والآخر استراتيجي أي الوصول إلى الهدف الأسمى وهو الثورة الثقافية بعد إسقاط هذا النظام الذي لم يسقط ولكن يراد لنا تصديق هذه الكذبة الكبرى .. المجمع أيضاً في اسمه يحمل البعدين فالصحوة تعني الثورة والتنوير تعني الثقافة وهما متلازمتان وأي انفصال لأحدهما عن الآخرى يتسبب في عدم تحقيق أي منهما لغايته .

المجمع قمت وزملائي من فريق العمل بإشهاره في تاريخ له دلالة كبيرة وهو 11 فبراير 2012م أي الذكرى الاولى للثورة الشبابية السلمية التي انطلقت من مدينة تعز والمجمع يتخذ من تعز بوصفها عاصمة للثقافة والثورة مقرا رئيسا له وهو قيد التأسيس والعمل جار على قدم وساق على إقامته في ساحة الحرية وسوف نعلن عن افتتاحه رسمياً في وقت قريب كما أن لنا فرع رمزي في صنعاء وثمة حوار إيجابي سيفضي إلى نتيجة متوقعة قريبا لافتتاح فرعين أحدهما في عدن والآخر في صعدة ، ولدينا خطة عمل مستقبلية لافتتاح فروع في الخارج وخاصة في البلدان التي يمكن قانونيا افتتاح فروع أو ممثليات فيها لاسيما تلك التي تتوافر على عدد كبير من الجاليات اليمنية ولن أكشف عن بُعد عربي للمشروع إلا في الوقت المناسب لأن الثقافة في اليمن بالمحصلة ثقافة عربية وإسلامية في الأعم مع تعزيز الخصوصيات الوطنية ..

وتأتي اهمية المجمع من تأكيده على الثقافة الوطنية التي استهدفت خلال عقود هذا النظام وهذه الثقافة الوطنية لا تخص النخب بل تخص كل مواطن ومواطنة .. ولدينا حزمة مشاريع ثقافية توعوية نقوم بدراستها ونبحث آليات تنفيذها ..

وأما عن الهيكل التنظيمي فقد تم توضيحه في ادبيات ووثائق التأسيس والبروشورات التي تم توزيعها في حفل الإشهار وفي مناسبات عديدة داخل وخارج اليمن وعلى نطاق واسع فهو يبدأ برئيس المجمع الذي يستعين بدوره بهيئة استشارية ، فمجلس الأمناء فالإدارة التنفيذية فالدوائر التخصصية إضافة إلى السكرتارية والعلاقات وهو هيكل قابل للتطوير حسب مقتضى الحال .

وقد أقام المجمع بالتعاون مع ملتقى الطلاب الأحرار في القاهرة ندوة تعد باكورة أعماله بعنوانثقافة الثورة وأدب الثواروقام بتنظيم حملة توعية بعنوانأيها الثائر اختر ثورتكولدينا سلسلة حملات توعية نعتزم تنظيمها لتواكب يوميات الثورة والغرض منها تحقيق أهم هدف من اهداف المجمع وهو إمضاء ثقافة ثورية بما يسهم في دعم صمود الساحات وإنقاذ الثورة وقد رأينا التطور الحاصل ورغبة جبهة إنقاذ المبادرة السعودية في تصفية وإفراغ الساحات عبر وسائلهم المختلفة بمافي ذلك لجنتهم التنظيمية التي أضحكني بيانها وهي تتحدث عن (إفشاء) الثورة إلى الساحات والمدن اليمنية وكأنهم تعلموا كلمة إفشاء مؤخراً ونزل عليهم الوحي من الرياض والحصبة ليلقنهم حتى نص البيان مع الأسف .

 

س 2- ما تقييمك للوضع العام والمشهد السياسي الذي يمر به اليمن منذ أندلاع الثورة الشبابية ؟ ومادور الثوار ؟ وماهو تقيمك لمن ركب موجة الثورة من قادة ورموز النظام والمشائخ ؟ والذهاب الي مبادرة اتت من خارج الوطن وليست من رحم الثورة ؟ والتوقيع على المبادرة الخليجية من أطراف من كانوا يحكمون النظام وتجاهل القوي الثورية ؟

 

الثورة الشبابية السلمية في اليمن تعرضت لمؤامرة تاريخية كبرى تكالب فيها الداخل وتعاون مع الخارج عليها ، وشخصياً لا ألوم الخارج كثيراً بقدر ما ألوم الأطراف الداخلية المتخاذلة والتي بدونها لا يمكن تمرير المؤامرة ، ومع الأسف سجلت الثورة الشبابية لوحة فيها فائض من المثالية حينما رفع بعض الثوارحيا بهم حياوقبلوا بالنطيحة والمتردية وما أكل السبع ،  وسمحوا للنظام بمراكز قواه المتعددة ان تلتف على الثورة من داخلها وتعيد إنتاج النظام بل تؤسس اليوم لنظام أخطر نظام يتنكر للديمقراطية ولا أدل على ذلك فرض رئيس بالقوة وعبر استفتاء .. نظام يضيق بالرأي الآخر ولا أدل على ذلك ما يحدث للسياسيين والصحفيين والصحف المناوئة للمبادرة ، نظام يكره النساء ويحاربهن ولا أدل على ذلك ما فعلته الفرقة المدرعة بالثائرات وماقاله حميد الأحمر عنهن وماحدث من تكفير لبعضهن كالاديبة الثائرة بشرى المقطري وغيرها .. نظام يجند بلاطجة ميدانيين لضرب الثوار في ساحة التغيير وبلاطجة يجلسون في اليمن وحتى في واشنطن خلف شاشة كمبيوتر يعرضون بالشرفاء والثوار ويهاجمونهم ويقبضون آلاف الدولارات على هذا العمل البذيء .. نظام يرتكب مجازر ومحارق ولا أدل عل ذلك ما حدث لمسيرة الحياة في ظل حكومة وفاقهم المشؤوم وما يحصل في ساحات عدن من قبل بلاطجة الإصلاح ، نظام يرحب بالتدخل الأمريكي والغارات الحربية أكثر من السابق وإن قالوا لك غير ذلك يكفي أن تراقب حركتهم الدؤوبة كعبيد إلى سفارة واشنطن بصنعاء وسفارة الرياض والدوحة وغيرها ويكفي أن تسمع تصريحات السفير الأمريكي وكيف حولوا علي صالح إلى بعبع يخيفونا به وبعودته بالرغم من أنه قد انتهى بالنسبة لنا ولكنه بالنسبة لهم لايزال زعيمهم أجمعين .. نظام يعطي الحصانة للقتلة ليشرعن القتل السابق ويؤسس لشرعية القتل اللاحق .. نظام يمقت الدولة المدنية .. نظام يكرس الفساد عبر المحاصصة المقيتة أكثر من أي وقت مضى ،  وكم سأورد لك من سمات هذا النظام الذي يحتاج منا اليوم لثورة مضاعفة يتكاتف فيها أبناء الوطن لحماية اليمن من الجنود الحمر وإنقاذ مستقبلنا ..

وعليه فنحن أمام مخاض عسير والأيام والشهور القادمة حبلى بالمفاجآت والتحولات وإن لم تنتصر هذه الثورة فسوف تكون الصوملة مصيراً حتمياً ، ولمواجهة ذلك يتعين على قوى التغيير الأساسية التي تجاهلتها المبادرة السعودية / الأحمرية أن تعيد ترتيب أوراقها وأولوياتها وتتحاور فيما بينها وصولاً لمؤتمر وطني لإنقاذ الثورة وتحديد المرجعيات ورسم خارطة طريق النضال المتسلح بالتعلم من اخطاء الماضي والرهان على التغيير الحقيقي والدولة المدنية المنشودة ، وأنه لا بديل للثورة إلا الثورة فهي أفق الخلاص الوحيد لليمن .

 

س 3- التسوية السياسية هل ارتقت إلى حجم ما بذله الشباب من تضحيات وما يحملون من طموح؟وما تقييمك لأداء مايسمي بحكومة الوفاق خلال الفترة الماضية؟ وماذا عن الدعوات المتكررة لعقد مؤتمر حوار وطني ؟ وما أهم القضايا التي ينبغي معالجتها في هذا المؤتمر ؟

 

الشباب خرجوا بثورة كاملة والتسوية السياسية لا تتحدث عن نصف ثورة لتحظى بنصف حكومة ومحاصصة بل إنها منبنية على فكرة الأزمة وتستبعد الثورة كلياً فكيف يستقيم الحال ان مثل هذه التسوية ترتقي لحجم ما بذله الشباب ، ومن هذا المنطلق لاينبغي على شباب الثورة وليس شباب التسوية فقد عرفناهم جيداً في الداخل والخارج ألا يعوّلوا على تسوية وألا ينظروا إليها وإلى غيرها من التسويات المحتملة بعد فشل المبادرة إلا على أنها أداة للحرب عليهم ولقهر طموحهم المشروع ، وعليهم أن يعودوا إلى ميثاق شرف الثورة الذي انبثق من الساحات وأكد صريحاً على محددات حازمة ومنها رفض التسويات التي لا تلبي طموح الثورة ورفض الوصايات وهي الآن تتركز اكثر وتمعن في عنجهيتها أكثر ، وغير ذلك من توصيات ميثاق شرف الثورة الذي ينبغي أيضاً إعادة صياغته بما يتلاءم والتطورات الخطيرة التي حدثت وتحدث والانكشاف الفضيع للقوى السياسية والقبلية والعسكرية التي ركبت موجة الثورة لإعادة إنتاج النظام وإنقاذه.

وبالنسبة لتقييم حكومة الوفاق فعليك أن تسال أي مواطن يمني يعيش في صنعاء أو عدن او تعز وتقول له ماذا لمست في حياتك في ظل هذه الحكومة هذا فضلا عن ما يرتكب من قتل وتدمير وفساد وتقاسم محموم للمناصب ووو إلخ ، ومثل هذه الحكومة مصيرها السقوط كما أكدت غير مرة ، ونحن لا نعتد بسقوط الساقط أصلاً ..

وأما عن مؤتمر الحوار الوطني فهو شبيه بالمجلس الوطني لقوى الثورة الذي أسسوه عندما احتاجوا لشرعية للتحدث باسم الثورة وستلاحظ أنهم بعد أن أخذوا حاجتهم وقضوا وطرهم ، نسوا شيئاً اسمه المجلس الوطني وحتى ( مش فارغين ) يكتبوا بيان باسمه على الأقل من باب إحياء الميت وقد قلنا وقت تأسيسه بأنه ولد ميتاً وأن كرامة الميت دفنه ولكنهم تركوه جيفة تخنق الثوار في الساحات ، وجيفة تخنق الناس بالإنترنت من هنا وهناك تحت اسم عضو المجلس الوطني .. ولا أريد أن أعلق أكثر على هذا المؤتمر الوطني المزمع سوى أنّ على الثوار ان يتعلموا أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .. وكفى

 

س 4- هل ترون ان الأشكال التنظيمية المؤطرة للعلماء كهيئة علماء اليمن وجمعية علماء اليمن تعبر عن علماء الدين في البلد ككل? وما موقفكم من مخرجات اجتماع علماء الأصلاح الأخير مع هادي? و كيف تقرؤون ما يحدث في الجنوب وأبين وما يتعلق بالضربات الأمريكية؟

لو كان في هؤلاء الوعاظ خير لقالوا كلمة الشرع في تحصين القتلة ، ولا ريب فهم أصحاب فتوى قتل الجنوبيين مرة كواجب شرعي ومرة كضرورة سياسية وكذلك لن ينسى لهم التاريخ تواطؤهم في قتل أبناء شعبنا في صعدة وحرف سفيان في حروب ست عبثية وقبلها وقوفهم ( الاخوان ) كرافد ويد طولى في حروب المناطق الوسطى ، ليؤول المطاف بهم ليلتفوا بعد كل هذا وعلناً مع علي محسن الأحمر الذي كان رأس الحربة في مقاتل الصعداويين وتوج في نهاية المطاف ثائراً فيما توج رئيسه زعيماً .. فلذلك فإن أي مخرجات لاجتماع مثل هؤلاء مع هادي لها علاقة بأزمتهم وأجندتهم الحزبية والسلطوية ولا علاقة لها بالثورة والوطن والدين .

واما ما يحصل للجنوب فهو امتداد للحرب على الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلق كأول ثورة سلمية في المنطقة العام 2007م وهذه الحرب شنها صالح ونظامه الأحمري بلا هوادة واستخدم كل الوسائل بمافي ذلك زرع بؤر التطرف في مناطق الجنوب وخاصة في أبين للنيل من الحراك من جهة واللعب مع الأمريكيين لعبة القاعدة على أرض محتلة .. ومع الأسف إن الجنوبيين لم يكونوا بمستوى هذه التحديات الخطيرة بسبب ما أثقل به حراكهم من المؤامرات ، على أن هذه المعادلات لن تدوم طويلا ونستبشر خيراً بالصحوة التي حدثت في أبين وما قام به المواطنون في لودر من ملاحم اسطورية لمواجهة هذه المؤامرة الخبيثة.

 

س 5 – السعودية تصرف رواتب للمشائخ مقابل ماذا تصرف تلك الرواتب؟ والتحليلات السياسية والتقرير تؤكد دوما ضعف اليمن واختراقه وفرض الهيمنة عليه سعودياً سببه المشائخ التابعين للسعودية ما تفسيرك لهذا؟

 

من الواضح أن أقصى ما يمكن أن يتعلمه المشائخ المرتهنون للسعودية هو تقبيل أيادي سكرتيري ومدراء مكاتب الامراء السعوديين وأحسنهم حالا يقبل يد الأمير بعد أن ( يرتضح) في الرياض أو جدة شهرين وثلاثة وبعد أن يعمل خمس عمرات ويشوه سمعة شعبنا ، ومثل هؤلاء ممن استثمرت فيهم السعودية طوال العقود الماضية أساؤوا لليمن وللسعودية أيضاً ولا يمكن ان يعرفوا ما معنى دولة مدنية وما قيمة الثورة . وهنا يجب التأكيد لمن يقولون بأن المبادرة الخليجية تحقق اهداف الثورة بأن من اهداف الثورة إسقاط الوصاية السعودية والمبادرة تأكيد للوصاية ومن اهداف الثورة إسقاط السلطة القبلية وإحلال الدولة المدنية .. دولة النظام والقانون ، ومن اهداف الثورة إعادة الأرض اليمنية التي باعها صالح والمشائخ للسعودية (بيعة سارق) ..

 

 

س 6- إلى أي مدى ستتقبل القبيلة إنشاء دولة مدنية؟

 

إذا كنت تقصد بالقبيلة القبائل فأعتقد أنهم تقبلوا مثل هذا في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عندما شعروا بأن مشروع الدولة سيتحقق وسيكون مرجعية الجميع ، وهذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انخرطت فيها القبائل بإيجابية توفر فرصة الدولة المدنية فهم غير مستفيدين من سلطة القبيلة أصلاً .. فقط عليهم أن يثوروا على مشائخهم أولاً ، وأما إذا كنت تقصد المشائخ خاصة الذين أصبحوا ثواراً في يوم وليلة وهم من اختزلوا القبيلة بهم وبأسمائهم فلا توجد أية مؤشرات لتقبلهم للدولة المدنية بل على العكس تماماً كل يوم يقدمون دلائل حية على تشبثهم بالسلطة القبلية المشيخية المتخلفة والمرتهنة ، وليس فقط رفضهم للدولة المدنية بل عدائهم لها وحربهم عليها وعلى كل من ينشدها ، أقولها وأنا سليل أسرة مشيخية معروفة في تعز ولكن هناك فرق شاسع في القيم المشيخية بين منطقة وأخرى وهذا تاريخ وواقع ، ولعل الشيخ سلطان السامعي أحد قياديي جبهة إنقاذ الثورة يستطيع أن يحدثك عن هذا الفرق في القيم المشيخية فقد خبرنا وخبرهم .

 

س7- انضم المشترك للثورة ليحقق ما عجز عن فعله على مدى عقود ..ما مدى صحة هذا القول؟ وأين هم الشباب اليوم من الفعل السياسي؟ ولماذا لا نرى قيادات شبابية في الأحزاب اليمنية ؟ أم أنها محصورة على الحرس القديم من السياسيين؟

 

المشترك انضم للثورة لينقذ نفسه لأن عجلة الثورة تحركت ولم يعودوا قادرين على التحكم بها وخرجت وهم في غفلة من أمرهم ، والثورة بدورها وفرت لهم فرصة إنقاذ تاريخهم الملوث بالحوار مع السلطة والتمسح ببلاطها للحصول على مكاسب ضيقة ولكنهم اختاروا أن ينتحروا بمذبح المبادرة السعودية وتركوا طوق النجاة الوحيد الذي كان سيحقق لهم مكاسب أعظم لو كانوا يفقهون .. ولكن عقلية الحرب والغنيمة كانت هي المهيمنة الثورة حرب والتسوية غنيمة ..

وأما لماذا لا نرى قيادات شبابية فذلك لأن الثقافة الثورية التي سبق وأن تحدثنا عنها في سؤالك عن المجمع لم تكن متوفرة وركن الشباب الحزبيون إلى قيادات احزابهم ( الشيّاب ) وتم استهداف صفوف الشباب بشكل ممنهج ولا ننسى المكنة الإعلامية والدعم الاقتصادي التي ارتهنت إليه الساحات وخاصة ساحة التغيير بصنعاء ، وبالرغم من كل ذلك ظهرت قيادات شابة مستقلة وأخرى تمردت على أحزابها يمكن التعويل عليها في الجولة الثانية من الثورة بعد الانكشافات التي حصلت ووفقا للمعطى الجديد والتحدي الراهن والذي سيكون مريراً ..

 

س 8- بعد دعوة بعض من ركبوا الثورة من أحزاب وشخصيات برفع الأعتصامات من الساحات تتوقع كيف سيكون موقف القوى الثورية المستقلة ؟هل ستستطيع التصعيد بمفردها؟

 

علينا أن نتذكر أن الشباب بمفردهم هم من فجروا شرارة الثورة ولم يكونوا قد ذاقوا مرارة التضحيات الجسام والخداع الحزبي والقبلي والعسكري الذي داهمهم فهل من الصعب وقد تزودوا بالخبرة أن ينتصروا لثورتهم بإحياء الساحات وخلق بدائل ثورية جديدة ، كما أن مكونات تؤمن بالثورة تشكلت وفي مقدمها جبهة إنقاذ الثورة وملتقى المكونات الثورية ، وصمود ساحة الحرية بتعز وهي من تبعث الروح للثورة في كل الساحات ، كل هذا وفي ظل تنسيق مع الحراك الجنوبي والحوثيين (أنصار الله) ومعارضة الخارج الملتزمة بخط الثورة سيفضي بلاشك إلى نتيجة تقلب المعادلات وتفرض واقعاً جديداً عنوانه الثورة باقية حتى تنتصر وتحقق اهدافها ، وهناك جهود حثيثة تبذل في هذا الاتجاه ستنجلي نتائجها في قادم الأيام بإذن الله .

 

س 9- في ظل كل تلك المعطيات اليمن يسير الى أين ؟

 

اليمن يعيش مخاض عسير ومرحلة مفصلية في تاريخه ، ومن الواضح أن ثمة جبهتان أساسيتان كما ذكرت في احد مقالاتي تتصارعان اليوم في المشهد اليمني ، جبهة إنقاذ الثورة وتستهدف إنجاز التغيير ، وجبهة إنقاذ المبادرة السعودية وتستهدف تأكيد التبديل وإعادة إنتاج النظام وفق المزاج السعودي الأمريكي الذي يرفض صداقة الشعب اليمني ويتمسك بطبقة تدعي تمثيله زوراً وبهتاناً وهذا هو عين تخليق الديكتاتورية وصناعة الإرهاب ، دون أي اعتبار لكل ما قدمته الثورة من التضحيات ( من قبل الأطراف المحلية ) ودون التأمل ملياً ( من قبل الاطراف الخارجية ) فيما ينفع اليمن والمنطقة على المستوى الاستراتيجي وليس المرحلي .. وهذا الصراع سيطول ولكن إلى ماذا سيؤول .. ؟! لا أحتاج للتأكيد بأني مع أن يؤول إلى التغيير قولاً وعملاً ..

 

س 10 – أستاذ اسكندر هل لك من كلمة نختم بها هذا الحوار ؟

 

أشكركم مجدداً وأحب أن أختم بالتأكيد بأن ثورتنا سلمية وينبغي أن تبقى متمسكة بطابعها الحضاري ، وأنهم بالرغم من ذلك سيلجؤون إلى العنف كما لجأ له علي عبد الله صالح الأحمر وهذا لا ينبغي أن يثني الثوار عن ثورتهم وليتزودوا بشعر الراحل الثائر عبد الله البردوني :

فليقصفوا لست مَقْصَفْ وليعنفوا أنت أعنفْ
ولـيـحشدوا أنت تدري أن المخيفين أخوف
أغـنـى ولـكنَّ أشقى أوهى ولكنَّ أضعف
أبـدى ولـكـنَّ أخفى أخزى ولكنَّ أصلف
لـهـم حـديـد ونار وهم من القش أضعف
يـخـشـون إمكان موت وأنت للموت أَأْلَفْ

 

اسكندر شاهر سعد في سطور

مواليد مدينة تعز .. باحث دكتوراه في الفلسفة

درس في تعز وتخرج بدبلوم تربوي العام 94م وعمل في التدريس لثلاث سنوات ، إلى جانب عمله في الصحافة اليمنية قبل مغادرته اليمن وخاصة في صحيفة الشورى اليمنية لتي أسسها بعد الوحدة خاله المرحوم المناضل أحمد يحيى المداني وترأسها فيما بعد عمه شهيد الصحافة عبد الله سعد .

العام 97م سافر إلى سورية وهناك حصل على ليسانس في العلوم الشرعية وانتقل إلى لبنان ودرس الفلسفة وحصل على شهادة البكالوريوس ، ثم حصل مطلع العام 2008م على درجة الماجستير في الفلسفة الوجودية من بيروت على رسالته الموسومة ( وحدة الوجود عند: فيلون ، إبن عربي ، الشيرازي ، سبينوزا ) ، وينشغل بتحضير رسالة الدكتوراه في القاهرة .

أسس مع زملاء له العام 99م في دمشق صحيفة أدبية هزلية ساخرة ناقدة وترأس تحريرها أسماها الخطير توقفت بسبب ضغوط السلطة عبر سفارتها .

عمل مستشاراً في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بدمشق لثلاث سنوات 2007م – 2010م ، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة بعد قبوله كلاجيء سياسي فيها العام الماضي وذلك بعد تعرضه لاعتداءات متكررة وصلت حد التخطيط لاختطافه وترحيله إلى صنعاء.

له كتابات صحفية سياسية وثقافية منتظمة في الصحف والمواقع اليمنية .

صدر له .. مجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان ( بنات أوزاري ) عام 2004م . وله مجموعة شعرية قيد الطبع .

وصدر له العام 2009م كتاب بحثي عن المركز العربي بدمشق بعنوان ( مسألة الأقليات وسبل تخفيف التوترات الدينية والإثنية في الشرق الأوسط ) وكان من الكتب القليلة التي تعرضت لمشكلتي الجنوب وصعدة في اليمن ضمن إطار مشاكل إقليمية .

اختير منذ أكثر من عام منسقاً إعلامياً ومتحدثاً رسمياً لحركة خلاص اليمنية ، ويرأس تحرير موقع المرصاد على الشبكة العنكبوتية .

أسس مؤخراً المجمع الوطني للصحوة والتنوير كمؤسسة ثقافية نهضوية

 

صحيفة الديمقراطي