و للعلم الجنوبي رمزيته

بقلم / يحيى بامحفوظ

في إحدى فقرات مقال نشر في منتصف ابريل الماضي كتبت التالي: (أصبح من المؤكد ان “عاصفة الحزم” لن تتوقف إلا بانهيار الحوثيين وتفتيت قوات صالح, وان توقفت ستعود بنا ‏إلى ‏المبادرة الخليجية والنظام الفيدرالي في إطار اليمن الموحد المرفوض جنوبا, وردا على ذالك يتوجب على ‏المقاتلين ‏على طول وعرض الجنوب ان يردوا ويثبتوا وجودهم ولن يتأتى لهم ذلك إلا من خلال الاستمرار في ‏رفعهم لأعلام ‏الجنوب وبكثافة اكبر مما هي عليه اليوم وإلا لتم تصويرهم إعلاميا بأنهم حماة لشرعية عبد ربه ‏كما يحدث الآن, ‏اثبتوا للأشقاء وللعالم اجمع بأن ما يدور اليوم على ارض الجنوب هي حرب شمالية ثانية أكثر ‏قذارة تشن على ‏الجنوب, وانكم تدافعون عن أرضكم وعرضكم وليس دفاعا عن الوحدة اللعينة).‏

لم يكن هدفنا من هذا الاقتباس سوى التذكير بأن هناك قوة جنوبية بالميدان معنية بالتعامل مع نتائج واقع عدن اليوم، فالمعادلة على الأرض اختلفت عن سابقاتها، وأتمنى أن يدرك أبناء الجنوب في الرياض قبل الأشقاء ذلك, وان يعوا اننا ندرك بأن أجنداتهم لا تتطابق مع أجندات الشعب الجنوبي ليأتوا بتقليعات خبرها شعب الجنوب من قبيل التذاكي علينا بتجنيد بعض ضعفاء النفوس لمن تراهم طيعون لها بغية التحايل على شعبهم وان جاءت بعدة أوجه ولكن تبقى التسميات صناعة خاصة لتمرير تلك الأجندات التي تندرج تحت توصيف إعادة احتلال عدن ليعود معها حكم أولاد الأحمر وقبائلهم, لذا نراهم يحاولون نكران ان للجنوب هويته التاريخية بل ويمهدون لطمسها بإرغام المقاومة الجنوبية بالتخلي عن علم الجنوب ليتحقق لهم ما أرادوه.

ان للعلم الجنوبي رمزيته, إذ يحمل بين ألوانه كل القيم المعنوية للجنوبيين و يمثل هويتهم كاملة، هذا من الناحية النظرية و لكن هناك مضامين و رؤى تستشف منها بعض الإيماءات الرائعة, وتراه زاخرا بالمعاني العظيمة التي يحملها, فلا تراه مرفرفاً إلا على مكانٍ شامخٍ , أو بجوار بطلٍ عظيم, فعندما ترى من يزاحم ليقف أمام العلم من جميع الفئات العمرية, لالتقاط صورة تذكارية, تقفز إلى ذهنك المعاني العظيمة لذلك التزاحم, وإذا ما تأملنا وقفة الأولاد الصغار أمام ذلك العلم وهم مبتسمين, ورافعين أيديهم ومباعدين بين السبابة والوسطى من أصابعهم كعلامة للنصر, فذلك فقط يجعلنا ان نجزم قطعاً بأنه يحمل قدسية خاصة تحميه من ان لا يجرؤ أحد على إهانته أو المطالبة بالتخلي عنه.

هناك من قدم تضحيات جسام في سبيل رفع راياتهم وأعلامهم وإعلاء شأنها, فحين يستشهد احدهم رافعا رايته, يستميت آخرون لرفعها دون خوف من موت أو استشهاد, لتظل تلك الراية خفاقة عالية, فبرفرفتها تشحذ الهمم ويتسابق الأبطال للاستبسال والتضحية في سبيل بلدهم, فالعلم هو رمزاً للعزة وكرامة الشعب, نعم العلم رمز العزة والكبرياء والأنفة والشموخ وهنا نقول: ان علم الجنوب سيظل عاليا خفاقا تعبيرا عن كبرياء أمة وعنوانا عن عزيمة وبطولات هذا الشعب..