الإصلاح هو الوجه الآخر للجحيم.

فهد العميري

أن تكون إصلاحيا فمعنى ذلك أن تكون انتهازيا ومتسلقا ولصا لمجهودات الجماهير وتضحياتهم..
هذه الحقيقة وان كانت لا تنطبق بالضرورة على جميع الاصلاحيين الا انها معبرة عن نهج الحزب وخط معظم أفراده.

الإصلاح حزب استحواذي اقصائي لا يؤمن بالشراكة الوطنية ويعمل وفقا لكل الامكانيات التي حصل عليها من خلال مشاركته لصالح في السلطة على التفرد وتجيير كل نضالات الحركة الوطنية لصالح ثلة من نخبه التي تربت في كنف صالح وما زالت تحمل نفس طريقة تفكيره وتعمل بأساليبة وممارساته.

كل المعطيات تؤكد على عدم استفادة الإصلاح من دروس ثورة 2011 وثورات الربيع العربي بل وإصراره على ممارسة نفس النهج الإقصائي والاستحواذي القائم على استغلال كل فرصة لتحقيق مكاسب حزبية دونما أدنى اعتبار للمصلحة الوطنية العليا .

لكم أن تتابعوا الكم الهائل من البذاءات التي يطلقها نشطاء إصلاحيون على أي منشور ناقد لخط الحزب الانتهازي لتعرفوا مدى ضيق هذا الحزب بحرية الرأي واستخدامه الإرهاب الفكري ضد مناوئية.
على جموع اليمنيين أن يعلموا أن الإصلاح الذي اختطف ثورة 11 فبراير وأطاح بنضالاتهم لصالح قوى الفساد والانتهازية يتربص بتضحياتهم في العام 2015 ويسعى بكل الوسائل للاستحواذ وتجيير كل النضالات لصالحه مستغلا فقر وعوز طبقة واسعة من المواطنين وعدم خبرتهم بالحياة السياسية وبالانتهازية الإصلاحية .

على دول التحالف العربي أن تدرك أيضا أن عدم تقليم أظافر الإصلاح وكبح جموح انتهازيته واستحواذه سيجعل أمن اليمن والخليج عرضة للمخاطر وعدم الاستقرار في السنوات القادمة بل سيمتد أثر ذلك إلى تهديد الامن الأقليمي والدولي.

على الرئيس هادي ورئيس وزرائه أن يدركا أن إسقاط الإصلاح يجب أن يتم بالتوازي مع اسقاط الحوثي والعفافيش كونهما يمثلان نفس القدر من الخطر على بناء الدولة المدنية وأن كان ميل الإصلاح إلى العنف ليس بذات قدر ميل الحوافيش رغم ان حادثة الاعتداء الشهيرة على الجرحى المعتصمين أمام مجلس الوزراء لا تجعل الفارق بينهما كبيرا.

على الإصلاح أن يدرك أن جراحات الآلاف من اليمنيين الذين عايشوا أقصائه واستحواذه في ساحات الثورة ومؤسسات الدولة لم تندمل بعد وان عليه مراجعة سياساته الاستحواذية كون التحالف معه وان كان لمواجهة خطر الحوافيش الداهم فلن يكون لتقويض نضالات الحركة الوطنية والسماح له بتكرار نفس النهج والممارسات السابقة التي لا تنسجم مع أهداف الثورة وتتصادم مع قيم الشراكة الوطنية وليعلم بأن الجماهير التي انتشلته من المستنقع الذي رمته فيه ممارساته والميليشيا قادرة على أن ترمي به في جحيم التاريخ .