الجنوب ومتطلبات المرحلة الراهنة استعداداً لمفاجئات الغد

بقلم : / رائد الجحافي
لابد على الجنوبيين ان يؤمنوا بشيء وهو ان الحرب الدائرة اليوم في الشمال والصراع اليمني برمته وكذلك تدخل دول التحالف العربي جميعها أمور لن تستمر مهما كانت الأسباب والظروف، وفِي جميع الأحوال ستتوقف المعركة عاجلاً او آجلاً، وسيصل جميع أطراف الحرب في نهاية المطاف الى التوقيع على تسوية سياسية بغض النظر عن شكل ومضمون تلك التسوية التي ستضع حداً للاحتراب، وعلى الجنوبيين ادراك شيء مهم هو ان دول التحالف مجتمعة او دولة منها او عدة دول ستلتزم بنقاط اي اتفاق للتسوية التي سيوقع عليها الأطراف وحينها ليس بمقدور التحالف ان يخالف أياً من بنودها ولكن الذي نود التنويه اليه هنا هو التسوية القادمة وكيف سيتعاطى الجميع مع قضية الجنوب وأين سيكون وضع القضية الجنوبية قبل وأثناء وبعد التسوية؟
قد نسخر ونتساهل من هكذا تسوية باتت تلوح في الأفق ونبرر تجاهلنا لها بمزعوم ان الجنوبيين باتوا يسيطرون على ارضهم، وان هكذا سيطرة ستجبر الجبير على التعاطي مع مطالب شعب الجنوب إذعاناً للقبضة العسكرية الجنوبية على الجنوب، وهذا قد يكون امر سليماً الى حد كبير بخصوص الجزئية التي تقول ان من يسيطر على الأرض هو من سيفرض لغة الحوار وسيجبر الجميع للرضوخ لمطالبه وشروطه، ولكن متى ما وجدت سيطرة فعلية على الجنوب من قبل قوى جنوبية وطنية تؤمن بالجنوب وتمتلك إستقلالية في قراراتها وارادتها.
فهل توجد لدينا هذه القوة التي تسيطر على ارض الجنوب بالفعل وليس بالقول والأمنيات؟..
علينا ان ندرك جيداً ان في حضرموت الوادي وحدها يوجد حوالي سبعة ألوية عسكرية شمالية متكاملة وبأعلى جهوزية من تنظيم وأسلحة كبيرةظ.
علينا ان ندرك ان هناك في عدن العديد من الالوية العسكرية التابعة للحماية الرئاسية وهذه القوة رغم ان معظم أفرادها وقادة وحداتها العسكرية هم جنوبيين لكن لها توجهها وخططها ولها التزاماتها امام قياداتها العليا ومن الصعب التعويل عليها خصوصاً في هكذا وضع اصبح للمناطقية والخلافات فيه مكانة كبيرة.
علينا أيضاً ان نعي ان هناك قوى جنوبية غير راضية بالوضع الراهن ولا تحبب عودة دولة الجنوب في الوضع الراهن لحسابات شخصية ومناطقية وحزبية أيضاً..
وامام هذا الوضع وفِي حال ووصلت أطراف الصراع الى القبول والتوقيع على تسوية بينهم فان التسوية اذا حصلت ففي الأساس انها جاءت بفعل قناعة أطراف الصراع عليها وان القناعة دون شك ستأتي وفق قدرة أطراف الصراع على إدارة الصراع بينهم في سبيل الحفاظ على استمرارهم في الجنوب وللقضاء على ثورة الجنوب واحتواء قضية الجنوب لعقود اخرى من الزمن، طالما وبإمكان الأطراف المتصارعة – المتفقة إدارة وتحريك القوى التابعة والخاضعة لها في الجنوب وفق متطلبات سياستها وبهذا ستصبح صنعاء هي من يتحكم بالجنوب ويحركه كيفما ارادت صنعاء..
هل ندرك هذا الأمر وماذا اعددنا لهذا اليوم؟