إسرائيل تدلي برأيها في جريمة “العرضي”

zzz y888

شبكة الطيف / متابعات

يوشك اليمن على أن يكون دولة فاشلة. حيث تصارع الحكومة اليمنية المؤقتة لمحاربة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة والذي اتخذ من اليمن قاعدة لعملياته.

وتعتبر اليمن جمهورية ذات تركيبة سكانية اجتماعية تشمل انقسامات قبلية وحروباً أهلية دائمة، مع عدم وجود حكومة مركزية فعالة، كل هذا يأخذ البلاد في الطريق إلى الفشل. وتشهد اليمن حالياً عملية تحول سياسي معقد منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح في فبراير 2012، عقب عام من الاحتجاجات الدامية ضد حكمه الذي استمر 33 عاماً.

وتواجه الحكومة المؤقتة عدداً لايحصى من التحديات، حيث تتصارع مع انفصاليين في الجنوب ومتمردين حوثيين في الشمال، وإرهاب مرتبط بتنظيم القاعدة في شرق البلاد. وصعَّب من هذا الأمر الانقسامات بين الأجهزة الأمنية الموالية لقادة يمنيين متنافسين، بما في ذلك الرئيس صالح نفسه.

وتشهد البلاد أزمات اقتصادية واجتماعية أيضاً. وقد غذى التدهور الأمني عدم وجود تقدم في محادثات الحوار الوطني الهادفة إلى وضع دستور جديد وإجراء إصلاحات ديمقراطية في غضون فترة مؤقتة حددت بسنتين. وتحت سلطة الرئيس المنتخب حديثاً عبدربه منصور هادي لاتزال البلاد في وضع غير مستقر خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية، وتواصل الهجمات الإرهابية والاختطافات لرعايا محليين وغربيين والتي دائماً ما يضطلع بها تنظيم القاعدة.

وقد أدى توالي هذه الضغوط وتزايدها إلى وضع تقييم فحواها أن فشل الدولة سيكون في المستقبل القريب على الأرجح. وأن مثل هذه النتيجة قد تقود إلى حرب أهلية شاملة أو تفكك البلد، كما أن لهذا آثاراً خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.

الهجوم على وزارة الدفاع

من الأمثلة الحالية على التدهور الأمني الداخلي في اليمن الهجوم الإرهابي الذي وقع في 5 ديسمبر 2013 على وزارة الدفاع في قلب العاصمة صنعاء، عاصمة اليمن. وفجر إرهابيون مدججون بالسلاح ويرتدون زي الجيش سيارة مفخخة بـ500 كلغ من المتفجرات بالقرب من بوابة دخول مستشفى الوزارة، ثم انقسموا إلى مجموعات اقتحمت المستشفى العسكري وأطلقت النار على جنود وأطباء ومرضى وقتل 56 شخصاً، وجرح أكثر من 200.

ومن بين القتلى في مجمع وزارة الدفاع جنود ومدنيون، وبينهم 7 أجانب على الأقل. وأكدت مصادر رسمية أن ابن شقيق الرئيس هادي والذي كان يزور والده المريض في المستشفى توفي في انفجار قنبلة. كما ظل شقيق الرئيس في العناية المركزة. كما قتل على الأقل 11 من الإرهابيين بينهم مواطنون سعوديون.

ويفترض أن الهجوم وقع على ما كان يفترض أن يكون واحداً من أكثر المباني أماناً، وتم توقيته ليستهدف اجتماعاً مقرراً مع كبار القادة، والذي تم تأجيل جلسته بشكل غير متوقع في وقت لاحق صباحاً. وربما تمت مزامنتها مع زيارة روتينية من قبل وزير الدفاع محمد ناصر أحمد للولايات المتحدة. ويشتبه المحققون بأن متعاطفين في الجيش ساعدوا الإرهابيين.

وأعلن الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب “الملاحم” مسؤوليته عن الهجوم في تغريدات على حساب باسمه بتويتر. وكان الهجوم جزءًا من حملة إرهابية وطنية كبيرة ضد الحكومة وقوات الأمن.

كما نجا مستشار الرئيس اليمني ياسين سعيد نعمان من محاولة اغتيال أثناء مرور سيارته في أحد شوارع صنعاء. وفي أماكن أخرى قتل مسلحون بالرصاص اثنين من كبار مسؤولي الأمن في كمائن منفصلة. وأجلت محطة الغاز في بلحاف على خليج عدن، مئات من العمال بعدما استهدفتها قذيفة مورتر.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت في أغسطس 2013 الماضي من هجوم إرهابي محتمل في منطقة الشرق الأوسط، وأغلقت العديد من البعثات الدبلوماسية الغربية أبوابها في اليمن، كما أن العديد من سفارات الولايات المتحدة أغلقت أبوابها في دول عربية أخرى.

تهديدات القاعدة في جزيرة العرب

وضعت واشنطن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفرع الأكثر نشاطاً في الشبكة الجهادية العالمية, وتشكلت في يناير من عام 2009 عن طريق دمج فرعي اليمن والسعودية لتنظيم القاعدة ويقوده ناصر الوحيشي.

واستطاع مقاتلو القاعدة خفض سيطرة الحكومة على البلاد، وكانوا قد سيطروا على العديد من البلدات الجنوبية في محافظات شبوة وحضرموت شرق البلاد، وتم طردهم في عام 2012 في هجوم دعمته الولايات المتحدة، وتم بواسطة قوات برية وطائرات بدون طيار.

ويعتبر الأمن في اليمن هاجس القلق الدولي بسبب قربها من المملكة العربية السعودية ووجودها الاستراتيجي على مضيق باب المندب، وكذلك بعد كشف مخططات إرهابية كانت تحاك ضد الولايات المتحدة وبريطانيا.

ولدى القاعدة في جزيرة العرب سجل حافل بشن هجمات بعيدة عن مقرها باليمن، بما في ذلك محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق ميتشيغان يوم عيد الميلاد في عام 2009. وقبلها بـ5 أشهر حاول انتحاري اغتيال الأمير السعودي محمد بن نائف وزير الداخلية والذي كان قد قاد حملة على جماعات متشددة بين عامي 2003 و2006.

الخلاصة

تقوم القوات الأمريكية بتدريب وتسليح القوات اليمنية الخاصة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحكومة المركزية. وفي العام الماضي زادت الولايات المتحدة من دعمها لقوات الأمن اليمنية، وكذلك استخدام طائرات بدون طيار ضد أهداف تنظيم القاعدة في اليمن.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية وكذلك الدعم الأمريكي، من المرجح أن تستمر الهجمات الإرهابية بل وستزداد وتيرتها، خاصة وأن التسوية السياسية غير متماسكة، ومع بقاء الأجهزة الأمنية منقسمة وضعيفة.

يجب على المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والسعودية، أن يضعوا خطة تطوير شاملة (عسكرياً واقتصادياً وسياسياً)، وكذلك خطة لدعم الحكومة في صنعاء، ومنع أي فشل محتمل فيما لو وقع فيصبح حقيقة.

•        العقيد (احتياط) الدكتور شاؤول شاي، باحث في مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، والنائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. ويحاضر في جامعة بار ايلان ومركز هرتسليا متعدد التخصصات.

 

* صحيفة الاولى