صحيفة القدس العربي | تورط السعودية في هجوم الدفاع اليمنية لقتل هادي وتنفيذ انقلاب

as5

شبكة الطيف / متابعات 

كشف مصدر دبلوماسي غربي أن الكثير من المعطيات تعزز فرضية تورط المملكة العربية السعودية في الوقوف وراء قضيتي الهجوم المسلح على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء في الخامس من الشهر الجاري وكذا في قضية الحرب الدائرة في محافظة صعده بين جماعة الحوثي والسلفيين.

 

وقال المصدر لصحيفة “القدس العربي” اللندنية إن التحقيقات الأولية في قضية تفجير مجمع وزارة الدفاع بصنعاء والتي ذهب ضحيتها نحو 62 قتيلا وأكثر من 210 جرحى تشير إلى ‘وجود (خيط رئيسي) مرتبط بالمخابرات السعودية لتنفيذ هذه العملية التي تعتبر (الأخطر) على الوضع الأمني في اليمن”.

 

وأوضح أن المعلومات المتوفرة لديه تؤكد “وقوف جهاز المخابرات السعودية وراء الإشراف على تنفيذ هذه العملية الكبيرة، وأن أميراً سعودياً من ذوي النفوذ القوي قام بالإشراف المباشر على تنفيذها”، دون أن يذكر اسم الأمير السعودي غير أن العديد من المحللين السياسيين اليمنيين يعتقدون أنه الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز.

 

وذكر المصدر الدبلوماسي أن “وجود العديد من العناصر السعودية ضمن منفذي هذه العملية أماط اللثام عن المساهمة السعودية في تنفيذها، للمساعدة في قلب الطاولة على النظام الحالي”.

 

وأكد أن عملية الهجوم على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء تم تنفيذها من خلال ثلاث قوى كلها معادية لنظام الرئيس عبدربه منصور هادي، وبالتالي التقت مصالحها عند الانقلاب عليه.

 

وأوضح “أن القوى الثلاث هي بقايا النظام السابق وجماعة الحوثي والعنصر السعودي وأن التخطيط والتنفيذ تم بتقاسم الأدوار بين هذه القوى مجتمعة، حيث كانت عملية التنفيذ بقيادة رئيس هيئة أركان سابق محسوب على الرئيس السابق وموالي للحوثيين”.

 

وأضاف أن “بقايا النظام السابق قدّموا دعما ماديا بتجهيز المتفجرات وتزويد المهاجمين بالأسلحة والتسهيل لإنجاح المهمة من داخل مجمع الدفاع وحواليه، فيما قدّم الحوثيون دعما لوجستيا لتنفيذ هذه العملية وتسهيل مهمتها من خلال عناصرهم المتواجدة داخل مجمع الدفاع ومن خلال البيوت المجاورة للمجمع لتمركز القناصة فيها والدعم البشري منها، فيما قام جهاز المخابرات السعودي بالمشاركة في التخطيط والدعم المالي وتوفير الخبرات لمثل هذه العمليات الحساسة’.مشيرا إلى أن العناصر البشرية التي شاركت في تنفيذ هذه العملية يعتقد أنهم من الموالين للقوى الثلاث وبينها قاسم مشترك وهو ‘العناصر الانتحارية’ المحسوبون على تنظيم القاعدة المخترق من قبل نظامي صالح والسعودية، فيما لا يستبعد وجود انتحاريين حوثيين بينهم.

 

مؤكدا أن الهدف الرئيسي لعملية الهجوم على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء هو “الانقضاض على النظام الحالي، عبر قتل الرئيس هادي والانقلاب على نظامه، والسيطرة على مجمع الدفاع الذي يضم مقرات القيادة العليا للقوات المسلحة، وزارة الدفاع، قيادة هيئة الأركان العامة، وكذا الانتقال للسيطرة على مقرات البنك المركزي، مكتب رئاسة الجمهورية، القصر الجمهوري، التوجيه المعنوي قصر السلاح، وزارة الداخلية، كلية الشرطة، مدينة صنعاء القديمة ومقر جهاز الأمن القومي، وكذا مقري الإذاعة والتلفزيون”.

 

مؤكدا أن العملية كانت (انقلابية) بشكل واضح وكانت تتضمن الانتقال الى السيطرة على جميع هذه المقار السيادية في العاصمة صنعاء لمجرد الإعلان عن مقتل الرئيس هادي، ويبدو أنه حتى البيان (رقم واحد) كان جاهزا للبث عبر وسائل الإعلام الحكومية، وهو ما شعر به الرئيس هادي وسارع إلى التضحية بحضوره الجسدي إلى مقر مجمع الدفاع قبل أن يتم السيطرة على الموقف عسكريا لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان، بهدف حسم الموقف والإعلان سريعا بأنه لم يصب بأذى ولا زال حيا وهو بالفعل ما أفشل هذه (الخطة الانقلابية).

 

إلى ذلك علمت “القدس العربي” من مصادر عليمة أن الرئيس هادي ودائرة ضيقة من المقربين منه يقومون بعملية تمحيص واسعة للتأكد من ولاءات القيادات العسكرية والشخصيات الهامة في الدولة، لمحاولة اكتشاف المتورطين في تسهيل عملية مجمع الدفاع واتخاذ الاجراءات العقابية الصارمة ضدهم، خاصة وأنه تأكد وجود خيانات عسكرية واضحة داخل مجمع الدفاع وحواليه قبل وأثناء تنفيذ العملية.

 

وذكرت أن هذه العملية لم تكن محصورة في مجمع وزارة الدفاع بل كانت الجاهزية في مختلف القطاعات المؤثرة بما فيها مؤسسات خارج الإطار العسكري والأمني، وفي مقدمتها قطاع التلفزيون الحكومي، الذي تلكأ في بث خبر زيارة الرئيس هادي لمجمع الدفاع لأكثر من ساعتين للتأكد من فشل العملية، حيث كان مستعداً لبث البيان (رقم واحد) وهو ما أحدث ارتباكاً في التلفزيون وتم إقالة بعض قياداته من الموظفين الصغار، بينما لا زالت أصابع الاتهام تتجه نحو بعض القيادات الكبيرة فيه.

 

ولازالت قضية الهجوم على مجمع الدفاع بصنعاء تؤرق بال الشارع اليمني وفي مقدمتهم السياسيون ورجال الدولة والأمن، نظراً لانعكاساته الكبيرة على مستقبل الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد.

 

وعلى الرغم من الانعكاسات السلبية الكبيرة والخطيرة لعملية مجمع الدفاع على الوضع اليمني ورغم كل الآلام، إلا أن الرئيس هادي ونظامه الجديد يشعر بنشوة الانتصار ضد خصومه الذين حاولوا الإطاحة به وادخال البلاد في أتون فوضى عارمة يمتطون من خلاله إلى سدة الحكم، عبر التحالف الثلاثي الجديد القديم، ويبدو أن من يقفون وراء هذه العملية أصيبوا بإحباط كبير وخيبة أمل غير مسبوقة، لأنها أفشلت خطتهم في الاستيلاء على الحكم في البلاد.

 

القدس العربي