الحديدة مقبرة الجنوبيين

بقلم : محمد عباس ناجي :
كان أكبر الأخطاء التي ارتكبتها مليشيات الحوثي عندما قامت بغزو الجنوب عام 2015م. فكان ذلك بمثابة مقبرة لهم بشريا وماديا.

وبالمقابل الخطاء الذي ارتكبه ويرتكبه الجنوبيين منذ عام عندما قاموا بغزوا الساحل الغربي تلبية لمطالب السعودية والإمارات وما يسمى بالسلطة الشرعية. فتكبدوا خسائر بشرية كبيرة. وكلما واصلوا تقدمهم نحو الحديدة فانها ستكون بالنسبة لهم مقبرة لا محالة.. وذلك لعدة أسباب.. أهمها:

– الحديدة تبعد عن عدن بحوالي 300 كيلومتر وهذا الطريق غير مؤمن ويحتاج لتأمينه قوات كبيرة. ولهذا سيكون عرضة لهجمات الحوثيين من عدة جهات وعبر طرق من عدة محافظات بما يلحق بالجنوبيين خسائر بشرية كبيرة.

– الجنوبيون لا يعرفون هذه المنطقة.. والسكان المحلين غير موالون لهم بل يعتبرونهم غزاة مرتزقة. ولهذا ستكون الأرض والبشر في مواجهتهم.. فكثير من ابناء الحديدة وبقية محافظات الشمال يقاتلون الى جانب الحوثيين.

– الدفع بأبناء الجنوب للقتال في هذه المنطقة يحقق عدة أهداف لقوى معادية لهم ولاسيما مايسمى بالشرعية وحزب الإصلاح الإرهابي فهي ترغب بالتخلص من المقاتلين الجنوبيين عن طريق الدفع بهم الى محرقة الحديدة. وبالمقابل الجبهات الأخرى هادئة بما يجعل الجنوبيين عرضة للضربات الفاعلة والمؤلمة من قبل الحوثيين. بينما هي تحتفظ بقواتها البشرية والمادية .. وبالتالي يسهل للقوى المذكورة انفا استمرار إخضاع الجنوب لاحتلالها في حالة محاولته نيل حقوقه.

– قتال الجنوبيون في الحديدة ليس انطلاقا من قضية عادلة تخص وطنهم. او قناعة ثابتة وإنما قتال بهدف الحصول على المال. فتحولوا الى مقاتلين مرتزقة وغزاة أجانب. وسوف يصفهم التاريخ على هذا النحو.

-القيادات الجنوبية التي تقود المقاتلين الجنوبيين في الساحل الغربي أصبحت أمراء حرب تكسب مصالح كبيرة على حساب دماء بسطاء الجنوب.. ولكن تحت مسميات دينية ووطنية وهذه أكذوبة كبيرة.

– غزو الجنوبيون للحديدة يفقدهم قضيتهم العادلة في التحرر والاستقلال.. واذا حرروا الحديدة فذلك لا يعني نهاية الحوثيين وانما الحرب ستستمر وقد يتم التوصل الى حل بين الحوثيين والسعودية وحتما سيكون الجنوبيون خارج المعادلة لأنهم جعلوا من تضحياتهم تضحيات ارتزاق مدفوعة الثمن بالريال السعودي. وهذا هو الواقع ومن ينكره جاحد وكاذب.