الثورة الجنوبية تنافس على المليون مليونية

 

بقلم /الباركي الكلدي

 

مليونيات متتاليةٍ خرجت في كل الساحات الجنوبية تحمل مطالب الشعب التحررية وترفع الشعارات المنادية لتحقيق الأهداف وإستعادة الهوية الجنوبية وكانت المليونيات نموذجاً في تحريك الناس وكسر حاجز الخوف الذي كان يفرضه النظام اليمني بالتهديد والترغيب والممارسات التعسفية على المواطنين في الجنوب وأصبحت تقام المليونيات في وسط شوارع العاصمة عدن تجمع الصغير والكبير وكان لها أثر في وحدة الشعب والتصالح والتسامح ويفترض أن تكون المليونية وسيلة من وسائل النضال تستغلها الثورة في الضغط لتحقيق الأهداف ، 

فبعد أن إقام الشعب الجنوبي ثمان مليونيات متتاليةٍ لم تستطيع القيادات الجنوبية استغلالها وأصبح انعكاس المليونيات على الثورة واضحا، وتفرق الثوار وزرعت العداوة والتخوينات بين فصائل الحراك ومكوناته والقيادات والنشطاء ، 

وكان لذلك الانعكاس أثر سيئ عند التصادم على المنصة والاقتتال، بعد أن كان الشعب الجنوبي يدا واحدة اكلو مع بعض وتعرضوا للموت والاعتقال معا .

لم نعد نفهم أهمية إستمرار المليونيات التي لم تحقق أي مطالب أو تفرض ضغوطاً،

أو أمر القيادات التي تتسابق على اللجان التحضيرية للمليونيات وتنظيمها دون العمل على الوسائل البديلة للنضال الذي نسمعها في بياناتهم ،

ولم نستوعب التخبط  في إدارة الساحات الجنوبية والإعلانات الفارقة وإن الدعوة إلى إقامة مليونية أخرى مع الوضع الحالي هي حسب تقديراتهم أن تكون ثورة الجنوب تنافس على أن تحصل على لقب ثورة المليون مليونية ؟

إن الثورة الجنوبية تعاني سوء الإدارة واستغلال الجماهير والمليونيات لمصالح دنيئة وعدم العمل على تحقيق الأهداف التحررية الذي يتطلب أن يفرضها الجماهير خلال الحشد المليوني .

إن الثورات الشعبية التي إنطلقت في الربيع العربي تجاوزت ثورة الجنوب وحققت في فترة وجيزة كل المطالب والأهداف . 

والشعوب الذي خرجت في تونس وليبيا ومصر هي جموع من البشر لهم اهداف ومطالب لا يختلفون عنا وعن ثورتنا في الجنوب فلماذا لم نستطيع تحقيق أدنى المطالب في ثورة الجنوب ؟

 

إنه من المؤسف جدآ إستغلال الثورة والتلاعب بعواطف الجماهير من قبل أناس  ليس لهم هما غير الاسترزاق وتحقيق المصالح الشخصية الدنيئه ولم يضعون لجماهير الجنوب والمليونيات الشعبية ثمنا   أو إعتبار،

  وكل القصد من المليونيات عند المسترزقين  تشكيل اللجان التحضيرية واستلام الملايين وتحديد ساعات من النهار لبقاء الجماهير في الساحة والعودة إلى البيوت والمداكي على القات ،

ماذا غيرت ثمان مليونيات متتاليةٍ كلها رفض رفض رفض ، أن المليونيات التي خرجت في تونس وليبيا ومصر لم تغادر الساحات ولم تشكل لجان تحضيرية ولم تطلب الجماهير دعما فيها بل ثبت الثوار في الساحات وفرضت المليونية إرادتها من وسط الميادين، 

ارحمو شعب الجنوب يا قيادات أن تخبطكم قتل حلم الثورة والثوار وإذا كان السلطة في اليمن قسمت الجنوب اقليمين فأنتم تقسمون الشعب في الجنوب إلى الآلاف الشظايا ، 

عند إعلان بيان حلف قبائل حضرموت الهبة الشعبية في 20 ديسمبر وعلى إنها هبة تنطلق ولا تتوقف وتبعتها كل قبائل الجنوب، وفي اليوم التالي أعلن تشكيل المقاومة الجنوبية ونشر بيانها عبر قناة عدن لايف وكان يفترض التنسيق مع باقي القوى وحلف القبائل ، في التالي أعلن ثورة الحجارة وكنت أتابع المشهد وشباب الجنوب أمام المدرعات وايدي على قلبي ،

من المسؤول عن حياة الشعب وعن ذلك التخبط  وسوء الإدارة والإعلانات المتناقضة لنفسها والمضادة لغيرها .

 

وما يثير الاستغراب الأكبر أن قيادات في عدن اجتمعت قبل يومين وأعلنت مليونية في 20 فبراير وتشكيل لجنة تحضيرية لها بعد  الهبة والمقاومة وانتفاضة الحجارة نعود إلى المليونية ،

وهذا ما يجعل الشعب أمام فترة قادمة هي أخطر من الماضية قد تعطل عجلة الثورة ولها توابع غير محسوبة أن لم تتوافق جميع القوى الوطنية والسياسية في داخل الجنوب وخارجها ،