رسالة مفتوحة إلى الأخوة : رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان

رسالة مفتوحة إلى الأخوة : رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان

(شبكة الطيف) كتب إ. د / مطهر العباسي

اكتب هذه الرسالة ولسان حالي يقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقكم يا شقيقي ويا جاري ويا صديقي لمحزونون، واعتقد أنها لسان حال معظم المواطنين اليمنيين الذين يفقدون أخا أو قريبا أو صديقا لهم في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها بلادنا، إن كل المؤشرات والوقائع تدل أن الموجه الجديدة من جائحة كورونا “كوفيد 19” أصبحت أكثر شراسة واتساعا في المدن اليمنية وفي المناطق الريفية أيضا،
وللأسف الشديد، فإن الحكومة ووزارة الصحة تتعامل مع هذا الأمر الجلل والخطير وفق استراتيجية “لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم”، وهي استراتيجية للإنكار واللامبالاة بحياة الناس وأرواحهم، فلم نلمس أي جهد يذكر في جانب التوعية والتحذير من هذا الفيروس الخطير، ولم نجد أي إجراء للحد من التجمعات المزدحمة في الصالات أو الأسواق أو المدارس أو الجامعات أو المساجد، كما لم نعلم عن أي برامج للعلاج أو للتطعيم واستهداف كبار السن والعاملين في قطاعات الصحة والتعليم على الأقل، وبالمقابل، كانت الجهود الحكومية مقدرة أثناء الموجة الأولى من الوباء خلال العام الماضي،
إن هذه اللامبالاة القاتلة التي تنتهجها وزارة الصحة، تجلب الخزي والعار لكل صانع قرار في الدولة والحكومة، وتثبت التواطوء في جريمة إزهاق أرواح الألآف من المواطنين الأبرياء والذين امتلئت بهم المقابر في كل مكان،
إنني أكتب هذه الرسالة من واقع المعاناة التي أعيشها، فخلال الأيام الماضية، فقدت أخي وشقيقي المهندس هاشم عبد العزيز العباسي، طيب الله ثراه، وجاري الفاضل الدكتور سيف العسلي، رحمه الله، وعددا كبيرا من الأخوة الأساتذة في جامعة صنعاء، تغمدهم الله برحمته، إضافة إلى عدد آخر ممن نعرفهم في صنعاء أو عدن أو في مناطق أخرى، عليهم رحمة الله، كما أنني شخصيا أصبت مع بعض من أفراد عائلتي ونحمد الله أننا تعافينا من المرض باستخدام العلاجات المقرة من الدكتور المختص،
إنني وفي هذا الشهر الفضيل بإسم كل من فقد عزيزا وكل من يرعى مريضا وكل من هو خائف أو متوجس من الإصابة بالفيروس الخطير، نناشد الحكومة ووزارة الصحة بتحمل المسؤولية واتخاذ إجراءات جادة وملموسة للحد من تفاقم هذه الجائحة وذلك بإصدار التوجيهات التنفيذية للوقاية والعلاج، وهي معلومة في كل أمم وشعوب العالم التي تواجه الوباء ويشمل ذلك،
– مصارحة الناس وبكل شفافية عن مخاطر الوباء وإنتشاره وحالات الإصابة والوفاة منه،
– اتخاذ كل الإجراءات الضرورية فيما يخص وضع الكمامات واستخدام المعقمات في الأماكن المزدحمة، وفيما يخص التباعد في المدارس والجامعات والمساجد والأماكن المزدحمة،
– الزام المستشفيات بقبول وعلاج الحالات الحرجة،
– تكثيف التوعية المستمرة بطرق الوقاية من الفيروس في كل وسائل الإعلام والتواصل والإتصال،
– إتخاذ إجراءات ملموسة لاعتماد برنامج وطني شامل للقاح والتحصين وفقا للأسس والمبادئ المقرة من منظمة الصحة العالمية،
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد،
وتقبلوا تحياتنا،

* نائب وزير التخطيط سابقا