بيان صادر عن الهيئة الاكاديمية لتحرير الجنوب واستقلاله واستعادة دولته عشية الهبة الشعبية الجنوبية الثورية التحررية

57fded1a6

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ( وإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين). صدق الله العظيم
يا جماهير شعبنا الجنوبي الثائر في الداخل والخارج بكافة قواه السياسية والاجتماعية، لا يخفى على احد الوضع المأزوم الذي يمر به نظام الاحتلال في صنعاء، وقواه المتنفذة، وفشل ما سمي بالحوار الوطني فشلاً ذريعاً، كما لا يخفى على احد ان النظام بصنعاء برمته قد فقد سيادته على الارض وقد بات رجلاً مريضاً تتنازع ميراثه القوى الدولية والاقليمية، وصار يعيش تحت رحمتها ونفوذها.. ولكن عصابات النظام التي لم تبن دولة في تاريخها، ولم تسمح للآخرين ان يؤسسوا اي دولة حديثة في اليمن، هذه الاطراف المتهاوية المتصارعة لا يهمها مصلحة الشعب لا في الشمال ولا في الجنوب.. ويهمها بقاء مصالحها المريضة حتى ولو كان وراء ذلك الطوفان , هذه القوى نفسها هي التي استباحت ارض الجنوب في صيف 94م، بجحافلها القبلية والعسكرية والدينية المتطرفة وقضت على دولة الجنوب المدنية ودمرت مؤسساتها، وبهذا تكون قد قضت على مشروع دولة الوحدة التي تحققت سلميا في عام 1990م .
يا جماهير شعبنا العظيم أيها الفعاليات والمكونات السياسية.. أيها الشخصيات الوطنية الجنوبية.. أيها المناضلون والمناضلات جميعا.. أن مسيرة شعبنا في الجنوب المحتل تسير بخطى واثقة نحو هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، وتحقق الانتصار تلو الانتصار منذ انطلاقتها المباركة في 7/7/2007 م من خور مكسر الباسلة في عدن التحدي والشموخ.. وقد مرت الثورة بمنعطفات كثيرة وتجاوزت كل الصعوبات والعراقيل والمؤامرات والتعتيم الإعلامي المتعمد وآلة البطش والقمع والإرهاب التي سخرها الاحتلال ضد شعبنا وثورته المباركة, وها هم اليوم يتصارعون في صنعاء كما تتصارع العصابات من غير مرجعيات ولا أخلاق ولكنهم متفقون على قتل الجنوبيين، وعلى بقاء جحافلهم في أرض الجنوب من أجل ضخ المزيد والمزيد من الثروات إلى ارصدتهم في بنوك العالم . وها هو شعبنا اليوم أمام قدر الهبة الشعبية الثورية التحررية تتويجا لنضال سنوات عجاف، وبعد ان تمادى الاحتلال في قتل كوادرنا و أبنائنا وطمس هويتنا واستفزازنا في عقر دارنا، والسخرية من حقنا المشروع في التحرير والاستقلال و اصراره العجيب على تحدي الجنوبيين، وعدم الحوار والتفاوض الندي معهم والاستخفاف بكل المليونيات المشهودة التي هبت واحدة بعد اخرى، حتى بلغت عشرا خلال عام واحد.
لذلك فإن الهيئة الاكاديمية لتحرير الجنوب واستقلاله واستعادة دولته انطلاقا من حرصها الكبير على نجاح الهبة الشعبية المرتقبة التي ستنطلق شرارتها غدا الجمعة 20 ديسمبر 2013م من محافظة حضرموت، لتمتد على طول وعرض الجنوب.. تتقدم بهذه الوصايا والتوجيهات وذلك على النحو الآتي:
– النهوض بالهبة الشعبية في كل المناطق والتواصل مع القيادة المشكلة لهذه الهبة وتنفيذ التوجيهات أولا بأول، وتجنب العشوائية والفوضى، كما يجب التحلي بأخلاق الثورة النضالية في التعامل مع الجميع وكذا التعامل مع المواطنين من ابناء الشمال وعدم الاساءة إليهم.. والمطلوب هو خروج القوات العسكرية والأمنية (فلا عدوان إلا على الظالمين) ومنع أي اختراقات تسيء أو تجهض هذه الهبة الكبيرة، من خلال التعامل اللاأخلاقي مع المواطنين الشماليين أو احراق ممتلكاتهم، فهذا ليس من أخلاق الجنوبيين ومناضليهم..
– نتوجه إلى سائر قبائل الجنوب بدعوتها إلى ضرورة التنسيق فيما بينها، واستمرار عقد لقاءاتها الموسعة لتبادل الرأي وتقييم جهودها، والقيام بواجب الهبة الشعبية والتناغم فيما بينها لتحقيق الاهداف المنشودة منها.
– تشدد الهيئة الاكاديمية على ضرورة التخلي في هذه المرحلة عن التنافس السياسي بين مكونات الثورة الجنوبية، وعليها أن تشكل جبهة واحدة بعيدا عن تجيير هذه الهبة لصالح هذا او ذاك من المكونات أو الدخول في استقطابات تضر بهذه الهبة كما اضرت بفعاليات سابقة، فنحن في لحظة حرجة فإما أن نكون جميعاً أو لا نكون جميعا.. والمهم الآن هو التوحد الجنوبي حول الهدف الاستراتيجي المتمثل في استعادة السيادة والدولة، وعدم التخوف من أن تكون المكونات القبلية في مقدمة هذه الهبة، لان قبائل الجنوب جزء لا يتجزأ من المجتمع المدني الجنوبي، وهي حاضرة في الثورة الجنوبية ومنخرطة في قواها السياسية ودورها التاريخي النضالي معروف ومشهود في الجنوب..
– تدعو الهيئة الاكاديمية إلى وضع خطة وآلية محكمة لمسألة التعامل مع الشركات النفطية العالمية بشأن السيطرة والتحكم بعمليات الإنتاج والنقل والتصدير لخام النفط من القطاعات النفطية العاملة بها من ناحية والناحية الاخرى تأمينها وحمايتها من أعمال النهب والابتزاز واتخاذ الاجراءات المناسبة في التعامل مع الاتفاقيات المبرمة معها من قبل نظام الاحتلال..
– كما تؤكد الهيئة على ضرورة تطبيع الأوضاع العامة في الجنوب والحفاظ على الأمن وتشكيل اللجان الشعبية واستقرار الوضع المعيشي للمواطنين.
– تأسيس مكاتب أو غرف عمليات في المحافظات ومديرياتها من قبل القيادات الميدانية، للأشراف والتوجيه والمتابعة وتبادل المعلومات وتوثيقها، والتنسيق فيما بينها حول مجريات الأحداث اليومية في الواقع الجنوبي.
– تدعو الهيئة الأكاديمية الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي ووسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، إلى أهمية مناصرة قضية شعب الجنوب، والتفهم الحقوقي والإنساني للمطالب السياسية التحررية لأبناء الجنوب، ونقل الحقائق الموضوعية بكل أمانة وحيادية.
وأخيرا فإن الهيئة الاكاديمية تؤيد هذه الهبة الشعبية المباركة وتراهن على انتصارها وتدعو أعضائها للمشاركة الفاعلة خلالها حيثما كانوا .
والله ولي الهداية وناصر المظلومين.
صادر عن الهيئة الاكاديمية لتحرير الجنوب واستقلاله واستعادة دولته.
عدن/ 19 ديسمبر 2013م الموافق 15 صفر 1435ھ