وهن العظم مني وزاد هشاشة

ترقق العظام, والذي يسمى أيضا هشاشة العظام، هو داء يصيب العظم ويؤدي إلى إضعافه وجعله هشا وأكثر عرضة للكسر. وهو مرض يصيب الرجال والنساء ويؤدي إلى إصابة الشخص بكسور في الرسغ والورك وفقرات العمود الفقري وأماكن أخرى. وهو مرض غير معد، أي إنه لا ينتقل من شخص إلى آخر بالعدوى، ولكن تلعب عوامل معينة دورا في الإصابة به.

ووفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأميركية فإن نصف النساء اللواتي جاوزن الخمسين وربع الرجال الذين جاوزا الخمسين أيضا سوف يصابون بكسر ناجم عن ترقق العظام.

آلية المرض
العظم هو نسيج حي يخضع لعملية هدم وبناء مستمرة، إذ يتم هدم الأنسجة العظمية القديمة واستبدالها بأنسجة عظمية جديدة، وشكل العظم تحت المجهر يشبه خلايا العسل التي يصنعها النحل.

وفي مرض هشاشة العظام تغلب عملية الهدم عملية البناء، مما يؤدي إلى تراجع كثافة العظم وقوته، ويظهر ذلك في ازدياد حجم الفراغ في النسيج العظمي فيصبح الفراغ في داخل “خلية العسل” أكبر، واسم مرض هشاشة العظم يعكس هذه الخاصية، فمعنى كلمة “osteoporosis” هو العظم المسامي.
الكالسيوم أساسي للوقاية من ترقق العظام (الجزيرة)
وترقق العظام هو مرض صامت، إذ عادة لا يدري به المريض إلا بعد تعرضه لكسر مما يؤدي إلى مضاعفات قد تكون طويلة الأمد.

عوامل الخطورة:

التقدم في العمر.
النساء أكثر عرضة للمرض من الرجال.
أن يكون الشخص ذا قوام نحيل وصغير البنية.
التاريخ العائلي، إذ يرتفع خطر التعرض للمرض إذا كان أحد أفراد عائلتك قد أصيب به.
أخذ بعض الأدوية مثل السترويدات.
الإصابة ببعض الأمراض مثل ضعف العظام “Osteopenia”.
تناول حمية غذائية غير صحية ولا توفر كمية ملائمة من الكالسيوم.
عدم حصول الشخص على مقدار مناسب من فيتامين “د”، سواء عن طريق الغذاء أو التعرض لأشعة الشمس. إذ إنه يلعب دورا أساسيا في امتصاص الجسم لعنصر الكالسيوم وصحة العظام.
قلة النشاط البدني والخمول.
التدخين.
الأعراض:
عادة لا يشعر الشخص المصاب بترقق العظام بأية أعراض حتى وقوع الكسر الذي يكون عادة في فقرات العمود الفقري أو الرسغ أو الورك، ولذلك فهو يسمى المرض الصامت، أي إنه يشبه في ذلك مرض ارتفاع ضغط الدم.
الرياضة تقوي العظام (دويتشه فيلله)
وقد تكون أولى الأعراض التي تظهر على الشخص هو تراجع طوله، والذي يحدث نتيجة حدوث كسر في فقرة واحدة أو أكثر في العمود الفقري. ويقود هذا الكسر إلى تراجع الطول بمقدار قد يصل إلى 2.5 سنتميتر أو أكثر.

وفي حالة إصابة الشخص بأكثر من كسر في أكثر من فقرة، فقد تشمل الأعراض أنحناء الظهر وحدوث آلام فيه وتعب.

الوقاية:

أولا: الحصول على مأخوذ مناسب من الكالسيوم، فالعظام تتكون من بروتينات والكالسيوم ومعادن أخرى، ويلعب الحصول على كمية مناسبة من الكالسيوم دورا أساسيا في إبطاء عملية فقدان العظم. وذلك وفق التالي:

الرجل البالغ حتى عمر سبعين عاما يحتاج إلى ألف مليغرام من الكالسيوم.
الرجال في عمر 71 عاما أو أكثر يحتاجون إلى 1200 مليغرام.
المرأة البالغة وحتى عمر خمسين عاما يجب أن تستهلك ألف مليغرام من الكالسيوم يوميا.
المرأة التي جاوزت الخمسين أو الحامل يجب أن تستهلك 1200 مليغرام من الكالسيوم يوميا.
ومن المصادر الغنية بالكالسيوم الحليب ومنتجات الألبان مثل الجبنة واللبنة، فكوب الحليب الواحد أو اللبن يحتوي على 300 مليغرام من الكالسيوم. والخضار الخضراء الداكنة مثل السبانخ. والسمك الذي يؤكل مع عظمه مثل السردين.

ثانيا: الحصول على مأخوذ كاف من فيتامين “د”. إذ يساعد فيتامين “د” الجسم على امتصاص الكالسيوم، ويمكن الحصول عليه إما من الغذاء أو عبر التعرض لأشعة الشمس. وقد لا يكون المصدر الأخير متاحا خاصة لدى كبار السن الذين من الصعب خروجهم خارج المنزل، أو بسبب العيش في مكان شديد الحرارة يصعب فيه التعرض للشمس أو شديد البرودة تغيب فيه الشمس ولا تظهر إلا لوقت قصير.
هشاشة العظام أكثر شيوعا لدى النساء (الجزيرة)
ووفقا للتوصيات الطبية فعلى الأشخاص الذين لم يبلغوا عمر السبعين الحصول على 600 وحدة دولية من فيتامين “د” يوميا، أما من جاوز السبعين فعليه الحصول على 800 وحدة دولية من الفيتامين.

ويمكن الحصول على الكالسيوم وفيتامين “د” من الغذاء عبر اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، كما يمكن الحصول عليهما من المكملات الغذائية.

ناقش الخيارات مع طبيبك ولا تأخذ المكملات على عاتقك أو تكتفي بتعديل نظامك الغذائي فقط. إذ في بعض الحالات قد يكون من الضروري استعمال المكملات الغذائية، والشخص الوحيد القادر على تحديد مدى حاجتك لذلك من عدمها هو الطبيب.

ثالثا: ممارسة الرياضة، فالتمارين الرياضية تكافح تراجع كثافة العظام وخاصة تمارين القوة التي تتضمن مقاومة ضد قوة، مثل رفع الأثقال. ولكن يجب استشارة الطبيب قبل الانخراط في أي نشاط رياضي خاصة إذا كنت تعاني من مرض معين مثل أمراض القلب أو السكري.

رابعا: إحمِ نفسك من التعرض للكسور، وذلك عبر اتباع إرشادات السلامة في البيت والعمل، مثل الحفاظ على الغرفة مرتبة وتجنب الفوضى التي تزيد من احتمالية تعثرك وسقوطك. واستعمال أدوات مكتبية سليمة مثل الكراسي بحيث لا تكون ضعيفة أو مكسورة، مما يؤدي لسقوطك عنها أو سقوطها بك. وتثبيت السجاد والموكيت بحيث لا يتحرك أثناء مشيك عليه، وقيامك بفحص دوري للعين.

المصدر:الجزيرة