الخيانة والتوقيع على قتل شعب الجنوب‏

محسن
د.محسن الجبيري :

شاهدنا جميعا امس الفصل الاخير من مسرحية حوار صنعاء كانوا ابطالها شخصيات تدعي انها جنوبية, لكن في الاساس شيطانية, وقعت تلك الشخصيات على قتل اطفال ونساء وشباب الجنوب وهي في الاساس لا وجود لها في اوساط شعب الجنوب. لا احد منا كان يتخيل مستوى الانحطاط ووقاحة وبجاحة هؤلأ الذين باعوا انفسهم ومبادئهم واخلاقهم قبل ان يبيعوا وطنهم للشيطان المحتل مقابل حفنة من الريالات وهم يتسابقون على التوقيع في الوقت الذي يقوم جيش الاحتلال بقتل اطفال ونساء وشيوخ وشباب الجنوب في حضرموت وعدن وشبوه والضالع وفي كل مناطق الجنوب بمختلف الاسلحة. السؤال لهؤلأ: هل الانتماء للوطن هو مجرد امتلاك بطاقة شخصيه وجواز سفر؟ ام ان الانتماء هو التضحية من اجل هذا الوطن وقيمة جعل مصلحة الوطن بارزة أمام الجميع وقيم كثيره لا يتسع الوقت لسردها هنا. صحيح ان جيل جنوبي آبان الحكم الشمولي غرس الحزب في وجدانه مفاهيم مغلوطه لم تجسد حبه وولائه للوطن الجنوبي انما غرس في ذهنه وعقله الولاء والاخلاص لوطن غير وطننا, لكن الكارثة التي حلت بشعبنا بعد حرب الاحتلال وما عاناه شعبنا وما زال يعاني الى يومنا هذا تعلم وادرك قيمة وحب الوطن والتضحية من اجله ولهذا قدم وسيقدم الغالي والنفيس من اجل ارضه وعرضه واستعادة دولته. هل يعلم هؤلأ ان الحكم الشائع لخيانة الاوطان هو الاعدام , لأن الخيانة تعد من الكبائر والجرائم الخطيره بحق حياة ومستقبل ابناء اي وطن. الخيانة ظاهرة منذ القدم وكان هناك من تهون عليه قيمه ووطنه مقابل المال والمناصب وفي الحقيقة يوجد في كل زمان ومكان خونه يغرهم المال والسلطه وهم دائما ما كانوا قلة قليله, كما يوجد شرفاء لا يباعون ولا يشترون باوطانهم. التاريخ دائما يلعن الخونه مهما بلغ غناهم ومركز سلطتهم ودائما ما يدفع اولادهم الثمن, اما الشرفاء مهما كانوا فقراء يظل اسمهم على مر التاريخ ويصبحون قدوة الاجيال المتتالية.
الحس الانتهازي لهؤلأ ونزعتهم الفردية والتواطؤ مع المحتل من قبل ضعاف النفوس الذين يمارسون الانانية وتغليب المصلحة الشخصية الضيقه على مصالح الوطن حتى وان غرق الوطن وهم بفعلتهم هذه يحتشدون في صفوف المحتل سواء علموا ام لم يعلموا لانهم يتسببون في تدمير الوطن ووحدة صفوفه, وهم لا يختلفون في هذه الحالة عن الاحتلال الذي يقتل وينهب الجنوب ارضا وانسانا, هذا الاحتلال الذي يعّلم هؤلأ بالمال الجنوبي فنون التآمر والخيانة ليعبث بوطنهم ويعطوه الحق في قتل اهلهم ونهب ثروات شعبهم, ورهنوا ارضهم ومقدراته للمحتل, وجعلوا من ثرواتهم سلاحا للفتك بابناء جلدتهم.
ان من يفعل ذلك هو لا يمارس حرية ولا يملك وجهة نظر, لأنه بذلك يدمر وطن والوطن ملك جميع ابناءه ولا يحق لاحد العبث به او التآمر عليه او التصرف تجاهه بأي شيء يضعفه ويسيء لابناءه ويضر بمصيره وبمستقبله, فهناك فرق كبير بين التصرف الشخصي الذي لا يؤثر الا على صاحبه وبين التصرف الذي تنعكس آثاره على كل ابناء الوطن.
ان ثقتنا بشعبنا وشرفاء هذا الوطن كبيره وسيفشل كل هذه المؤامرات لأن التصرف الانتهازي لهؤلأ مفعوله ضعيف وضيق لسببين اولهما امتلاك شعبنا للقيم الحضارية والاخلاقية التي تبخس وتدين وتفضح مثل هذا العمل القذر وتحصينه من المؤامرات وايضا صمود وثبات وتضحيات هذا الشعب وحبه لوطنه واصراره على النضال من اجل تحرير ارضه واستعادة وطنه والثاني ان القوى المولدة والحاضنة (الاحتلال)لهذه القيم الدنيئة بدأت بالتلاشي والسقوط, وبالتالي على شعبنا وعلى القوى الوطنية الجنوبية الحقيقية بكل اطيافها ان توحد صفوفها وتتجاوز كل خلافاتها وتتصدى للمحتل وللمؤامرات وان تقوم بتعرية هؤلأ الانتهازيين الذين يقفون ضد ارادة شعبنا وتضحياته ومحاسبتهم من قبل شعبنا, لأن الوطن هو اغلى من اي كان وان نتجرد من كل الصغائر والمكاسب الرخيصة وان تكون المحاسبة بقدر هذه الجريمة الدنيئة, كما انه حان الوقت للفرز الوطني ونبذ هذه القلة القليلة جدا التي تكاد افرادا معدوده والتي تدعي تمثيلها للشعب باطلا وبالوطنية زور