ذكرى يوبيل اكتوبر

 

شبكة الطيف / عبده علي الحسني 

 

ثورة الامجاد ، ثورة الاباء والاجداد ، ثورة اكتوبر الخالدة .. تصادف الذكرى الـ 14 اكتوبر من الشهر القادم العيد الخمسين لقيام الثورة التحررية من قبضة الاحتلال الاجنبي , وفي العام 1963م  كرست جهود النضال في الجنوب  معلنة ثورة وبلا رجعه وفي حينها تم تطهير الوطن من الاحتلال حتى نالت البلاد استقلالها .

وفي وقت مبكر قد دعاء كل من السيد الرئيس علي سالم البيض قائد الثورة الجنوبية في الخارج  والمناضل باعوم وكل القيادات السياسية ، الشعب الجنوبي لأحياء هذه الذكرى بمليونيه عاشرة  في العاصمة الجنوبية عدن … وأن اليوبيل الذهبي لهذه المناسبة التي  تأتي متزامنة مع الانجاز الشعبي والتضحيات التي قدمها حراكنا الجنوبي  في جميع مدن الجنوب ، و كلا بحسب مهنته ودوره وأسلوبه في النضال وفي إيطارالنطاق الواسع لهذه القضية العادلة ..  إذ تتزامن هذه الذكرى  مع حراك شعبنا الجنوبي  المستمر في نضاله  .. لنقف ونتساءل هل سيكون هناك تشابه في نوعية النضال ..! بما انه قد سبق الثورة الاكتوبرية معارضة شديدة للاستعمار.. من قبل كثير من الكتاب والسياسيين الجنوبين في عدن آنذاك ، وأستمر نضالهم السلمي سنين  لكنهم في الأخير رضخوا للأمر الواقع   ودعموا وايدوا الكفاح المسلح كوسيلة  للانتصار .. ولأندري هل سيكون للجينات الجنوبية نفس النفحة والاصرار على دحر أي ظلم يواجه حياتهم باي وسيلة كانت مهما كلف الثمن .. ام انهم سيستمرون بنضالهم السلمي كمواكبة للواقع ولما تتطلب ظروف المرحلة .

 

وقد يقول قائلا ان دحر الاحتلال البريطاني واخراجه  من عدن بالمواجه الشعبية ،  كان نكران لأناجزهم التنموي المتمثل في بناء البنية التحتية والأساسية  والخدمية  للجنوب ،  ولولاهم لما رأينا عدن حتى اليوم تستفيد وتعيش على هذه المشاريع العملاقة .. هذا إذا ما قارناهم بالاحتلال اليمني الشمالي لمدينة عدن الذي عقب حرب صيف 1994م. ولهذا نجد أن الأخير دمر البنية  التحية و الخدمات العامة  التي كان يتميز بها الجنوب كالصحة والتعليم  وعمل على خصخصة وتأميم ما تبقى من حسنة تركها الحزب الاشتراكي ابان حكمه .. وهذا ما يعزز دعوات بعض الثائرين الجنوبين المتحمسين  الى استعجال استخدام بدائل اكثر جدية من النضال السلمي  من شأنها سوف تحسم الموقف وتحقق الهدف التحرري وتقرير المصير في اقرب وقت ممكن .

ونتمنى أن لا تذهب الظنون بالقارئ بعيدا ، فيعتقد ان في الإشارة  السابقة تزكية للاحتلال الاجنبي او تذمر من فكرة الوحدة اليمنية من حيث المبدأ ..!  بل قارنا حجم الخسارة التي حلت بأبناء الجنوب فوجدنا ان الاحتلال  الحديث كان أشد خطرا ، فلم يكتفي بتهميش البلاد والعباد .. بل وصل به الحال حد المحاولات القوية للقضاء على الهوية الجنوبية  والنيل من ابناء الجنوب الاحرار  ، مما جعل الغالبية العظمى  من الكوادر الجنوبية تعيش في المنفى في الوقت الذي نحن في اشد الحاجة لهم  اذا كانت هناك نوايا صادقة لما بعد الوحدة لما كانوا شردوا واغتيل الكثير منهم .
وما على شباب الجنوب اليوم الا أن يعي ويقدر المسؤولية الملقاة على عاتقة والمضي قدما في هذه الثورة التحررية بعيدا عن تأجيج الصراعات الداخلية مادام هناك هدف سامي يهمنا جميعا .

 

وفي الذكرى الخمسين لنا وقفة كبيرة ، مع التضحيات  الجسيمة التي قدمها آباءنا وأجدادنا متمثلة في بذل ارواحهم الطاهرة ، ودماءهم الزكية ، ومشاقهم الكبير في سبيل نيل الحرية .. وذلك كي ينعموا ابناءهم بوطن جنوبي حر لا يعرف الاستبداد .. ونترحم عليكم أيها الشهداء الخالدين .. لكم الرحمة ايها الابرار .!!! أعذرونا .. سامحونا لم نكن عند حسن ظنكم ؟ لم نحافظ على مكتسبكم التاريخي العظيم ؟ ولم نسمح لإحفادكم العيش في وطن  حر مستقل  على الارض التي وطأتها اقدامكم الطاهرةعندما فرطنا في هذا الوطن طمعا في وحدة قضت على كل احلامكم وحرم منها احفادكم جيل بعد جيل .

وأكرر نداءي للأهمية.. ايها الشباب الجنوبي الحر عليكم تعلق الآمال في استعادة كرامة  وطنكم ، والسير قدما على درب اجدادنا صوب ثورة تحرريه لا رجعة  بعدها ،  الا ورايات النصر ترفرف شامخة في كل شبر من أرض الوطن .